بلسم روح الحياة / 2017... تهاني وأماني

1 يناير 1970 09:52 م
عام مضى مودعاً وعام أقبل مبشراً، كعربات القطار كلما غادرتنا عربة حلت مكانها عربة جديدة. أما نحن البشر فنراقب ونتمنى أن تحمل لنا العربة الجديدة مفاجآت سارة تسعدنا، وتدخل السرور في قلوبنا، وتزيل عنا كآبات العام الذي انقضى. والحقيقة أن الوقت هو الوقت والزمن يمضي ولا يرجع، ومع إشراقة الشمس يحل علينا يوم جديد . فماذا عنا نحن البشر؟

الندم على ما فات لن ينفع, والزمن لن يرجع لنعيد حساباتنا ونصلح ما أفسدنا، ولكن الفائدة قد تكون في دروس وتجارب تعلمناها ويمكن أن تساعدنا في بناء مستقبلنا بطريقة أفضل وننجز أعمالنا على أكمل وأتم ما يمكن.

كل منا يطمح إلى تغيير مستقبله نحو الأفضل، وكثيرون هم الذين ينتظرون قدوم العام الجديد ليبدؤا تطوير حياتهم، ولكن التسويف يجر التسويف, وتبقى الحال كما هي، ويبقى التغيير عندهم في الأماني والأحلام فقط، أما على أرض الواقع فتبقى حياتهم على نفس النمط.

وكثيرون آخرون ذاقوا مرارة الإحباط, فاستسلموا وفقدوا الرغبة في التغيير، وأصبحوا غير معنيين بتغيير حياتهم وواقعهم، وأصبحت الأيام عندهم كلها متشابهة.

وهناك نوع ثالث من البشر لا ينتظرون وقتاً أو مناسبة لتطوير ذاتهم وتغيير حياتهم، فكل الأوقات عندهم تصلح للتغيير، قد يرافق ذلك تريث لإعداد وتهيئة متطلبات التغيير، وهذا لا يعتبر تكاسلاً بل تخطيطاً ليكون العمل على أفضل ما يرام، ويكون الإنجاز كاملاً غير منقوص. فكيف لنا أن نكون جاهزين ومستعدين لتطوير ذواتنا وحياتنا؟ وما هي الخطوات التي تكون لنا عوناً في ذلك؟

أولاً: يجب اتخاذ قرار لا رجعة فيه بضرورة التغيير، وحتى وإن كانت حياتنا جيدة، فالتطوير يجعلها أكثر متعة وأكثر إنتاجاً وفائدة.

ثانياً: علينا بتحديد أهدافنا, فبدون الأهداف الني نسعى إلى تحقيقها سيكون عملنا عبثياً وغير منظم ولا أهمية له، بسبب افتقار هذه المساعي إلى هدف محدد نضعه نصب أعيننا أو نتيجة نرجوها.

ثالثاً: أثناء سعينا لتحقيق أهدافنا علينا ترتيب أولوياتنا ونبدأ بالأهم فالمهم فالأقل أهمية، ولا نؤجل ونسوف، حتى لا تتداخل هذه الأولويات ونصبح عاجزين عن تحقيقها.

رابعاً: عند وضع جدول تنفيذ الأولويات والأهداف يجب مراعاة الوقت اللازم والكافي لتنفيذ هذه الخطة على أكمل وأفضل وجه، وهذا سيسبب لنا الراحة النفسية ويعطينا دافعاً للانطلاق نحو المهمات الأخرى وفي الوقت المناسب.

خامساً: لابد من وجود خطط بديلة في حال صادفتنا صعوبات وعراقيل، فالحياة لا تسير على نسق واحد فهناك صعود وهبوط ولابد أن نحسب لذلك حساباً ونكون جاهزين لتلافي المعوقات من خلال تلك الخطط البديلة التي أعددناها.

سادساً: الصبر الجميل هو مفتاح الفرج، إذ لا يجب استعجال الحصول على النتائج المرجوة، لأن النتائج لا تتحقق تلقائياً وسريعاً بل تحتاج وقتاً لكي ما تنضج ظروف تحققها.

ونختم بمقولة: «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك»، فبادر لأن تستفيد من أوقاتك، لا نقول لك اجعل كل هذه الأوقات للعمل والإنجاز، فإن لجسمك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاَ، فخذ وقتك من الراحة وتمتع بهواياتك التي طالما أحببتها، وتشارك مع من تحب السعادة والفرح، فالتمتع بالحياة يعتبر إنجازاً والسعادة هدف، وهذا يتحقق بمزاوجة العمل بالمتعة والراحة بالفائدة وإعطاء كل ذي حق حقه.

* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي

Twitter : t_almutairi

Instagram: t_almutairii

[email protected]