صباح الخالد شهد إطلاق فيلم «بكلماتهم وأصواتهم»: يرصد مساهماتنا الإنسانية في برامج المنظمة الدولية للهجرة
منصّات الكويت تنقذ المهاجرين من الغرق في البحر
| كتب خالد الشرقاوي |
1 يناير 1970
09:32 ص
الجارالله: الأوضاع على الحدود العراقية طبيعية وأي تعزيزات هي للحيطة والاستعداد
لم أسمع بـ«صفقة القرن» لشراء الكويت أسلحة كرواتية
سوينج: 13.5 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات في سورية... والكويت ملهِمة في تحفيف آلام المعذبين
رغم إنسانية المناسبة وطابعها التكريمي، نالت الاوضاع السياسية والأمنية الإقليمية قسطا من اهتمام حضور حفل إطلاق الفيلم الوثائقي «بكلماتهم وأصواتهم» الذي ينقل مشاعر المستفيدين من الجهود الإنسانية وعلى رأسها الكويتية، ففي حين أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله «طبيعية» الأوضاع على الحدود مع العراق لا سيما مع تجدد التعهدات الأميركية والبريطانية بضمان أمن واستقرار الكويت، أعرب عن اعتقاده بوجود إجراءات إيرانية بحق من أساء للكويت، فيما أشادت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في الكويت إيمان عريقات بالدور الإنساني الرائد لدولة الكويت، ومساهماتها في الوفاء بالكثير من الاحتياجات الإنسانية، مشيرة إلى تقديم الكويت سبع منصات للإنقاذ داخل البحر الابيض المتوسط لخفر السواحل التركية، ما ساهم في إنقاذ حياة العديد من اللاجئين والمهاجرين عبر البحر.
وعلى صعيد المناسبة، أعرب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد عن شكره لخطوة المنظمة الدولية للهجرة، بإصدار كتاب (الكويت ملهمة الأمل في أوقات الأزمات)، الذي يستعرض أنشطة وبرامج ومشاريع الكويت الإنسانية من خلال التعاون القائم مع المنظمة الدولية للهجرة.
وبين الخالد في كلمته خلال حفل إطلاق الفيلم الوثائقي «بكلماتهم وأصواتهم» في مكتبة الكويت الوطنية مساء أول من أمس بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح ورئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومبعوث الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الإنسانية في الكويت الدكتور عبدالله المعتوق وعدد كبير من رؤساء البعثات الديبلوماسية ان «هذا الفيلم يرصد النتائج الإيجابية لمساهمات الكويت الإنسانية في برامج المنظمة الدولية للهجرة، في المناطق المتضررة جراء الصراعات والأزمات والكوارث وأثرها الإيجابي في تحسين حياة المتضررين والمنكوبين».
وهنأ الخالد المنظمة بمناسبة توقيع اتفاقية انضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر الماضي، وتوليها مسؤوليات متابعة التفاوض الدولية في شأن الاتفاق العالمي حول الهجرة الآمنة والمنظمة في غضون العامين المقبلين، لافتا الى ان «هذا الأمر سيشكل بالتأكيد قيمة مضافة للعمل الإنساني العالمي، وتتويجاً لعطاء المنظمة الدولية للهجرة الذي امتد لستة وستين عاما».
كما أعرب عن تقديره لهذا الفيلم «كونه أولاً يوثق مرحلة مهمة من مراحل التعاون الإنساني بين الكويت والمنظمة الدولية للهجرة، وثانياً، لأنه يعطي نموذجاً للقيم الإنسانية التي تطمح إليها البشرية جمعاء، وثالثاً لأنه يقدم مثالاً على التقدير الذي تحظى به الكويت بين منظمات العمل الإنساني الدولي، ورابعاً، وهو الأهم، لأنه يعطي زخماً لكل العاملين في المجال الإنساني حول العالم بأن عملهم، ودورهم، مقدر وموثَّق».
واستذكر التكريم الخاص، رفيع المستوى، الذي حظي به صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد خلال أعمال افتتاح المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للهجرة في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، في نوفمبر من عام 2014، بتقليد سموه ميدالية المنظمة الدولية للهجرة، عرفاناً بمساهماته، ودوره، في دعم العمل الإنساني والإغاثي في العالم.
بدوره، اكد مدير عام المنظمة الدولية للهجرة وليام لاسي سوينج ان «الكوارث في سورية والعراق تسببت في الكثير من المعاناة الانسانية التي تفاقمت أوضاعها على مدار 6 سنوات مضت خاصة في سورية مع استمرار القتال وارتفاع معدلات العنف»، لافتا الى «13.5 مليون شخص في حاجة الى مساعدات انسانية في سورية، بالاضافة الى ما يقارب 5 ملايين لاجئ سوري في خمس دول هي لبنان والاردن وتركيا والعراق ومصر، كما ان الوضع في العراق اصبح اكثر صعوبة بعد عمليات استعادة الموصل التي خلفت المزيد من المحتاجين للرعاية الانسانية العاجلة مع التأكيد على ضرورة إيجاد مناطق آمنة لهم».
وشدد على أن «العالم اليوم يحتاج إلى ابطال»، معربا عن سعادته لوجوده في «معقل رائد لاحد ابطال العمل الانساني سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الذي تلقى اعماله وجهوده الانسانية تقدير المجتمع الدولي»، مشيرا إلى أن «منح المنظمة الدولية لسموه لقب قائد انساني اعتراف بتلك الجهود علاوة على تسمية الكويت مركزا انسانيا تقديرا لمساهماتها السخية».
من جهته، قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ان فيلم بكلماتهم وبأصواتهم «جسد بكل وضوح دور الكويت الانساني المميز في الدول التي يتواجد فيها اللاجئون السوريون في لبنان والاردن والعراق وتركيا، وهذا يعكس بالفعل هذا الدور الكويتي المميز في كل القطاعات التي وفرت المساعدات للاجئين السوريين سواء في مجال الخدمات التعليمية و الطبية و الاغاثة».
وعن تطرق الفيلم لمركز الايواء في الكويت، قال الجارالله «ان هذا جزء مهم وما يقدمه مركز الايواء من خدمات هو عمل انساني وحضاري، انشئ منذ سنوات ويوفر كل المقومات الانسانية والدعم لكل من يلجأ اليه من العاملات في الكويت وحظي بتقدير واعجاب على مستوى العالم والمنظمات الانسانية».
وعن الرد على من يحاول الاساءة للكويت في ملف حقوق الانسان خصوصا بعد تصريحات نواب وصفت بأنها ضد العمالة الوافدة، قال «ان الكويت تقوم بأعمال إنسانية جبارة على المستويات الاقليمية والمحلية والدولية وهذه الاعمال تشهد للكويت وتؤكد ان لديها صفحة بيضاء ناصعة مشرفة للعمل الانساني».
وفي شأن الاوضاع في الحدود الكويتية-العراقية، وصف الجارالله الوضع على الحدود بأنه «طبيعي، وسيبقى طبيعيا بيقظة وحرص ودعم ابناء الكويت»، مضيفا «وإذا كانت هناك أي تعزيزات فهي من باب الحيطة والحذر والاستعداد».
وعن الرسالة التطمينية التي حملها من لندن ورسالة ترامب المطمئنة للكويت خلال اتصاله مع سمو الامير، قال الجارالله «هناك رسالة واضحة من الرئيس ترامب خلال اتصاله مع سمو الامير عبر من خلالها عن التزام الولايات المتحدة بأمن واستقرار وسلامة الكويت، كما عبر ايضا عن التزام بلاده بقرارات مجلس الامن ذات الصلة بالوضع بين العراق والكويت»، مضيفا: «التقيت الجمعة الماضية وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا واستمعت بكل وضوح منه الى التزام المملكة المتحدة بأمن الكويت واستقرارها وأمنها والتزام المملكة القاطع بأمن الكويت».
وعما إذا تلقت الكويت أي اتصالات رسمية من العراق في شأن التجمهر على الحدود، قال «ان الكويت لم تتلق مثل هذا الامر لكننا استمعنا اليه خلال لقاء رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم مع رئيس مجلس النواب العراقي في القاهرة وكان هناك لقاء ايجابي تماما استمعنا من خلاله الى تصريحات واضحة وقاطعة يؤكد فيها احترامهم للسيادة الكويتية واستقلالها وللقرارات الدولية الخاصة بالحالة بين البلدين ويؤكد ان اي اصوات لن تستطيع ان تفرق بين الشعبين الكويتي والعراقي، وان تدق اسفينا بين البلدين».
وبينما رد الجارالله في شأن ما تم تداوله عن إساءة للكويت في إيران، بالقول «إن هناك رد فعل ايرانياً (رسمياً) يرفض هذه الإساءات وقد يكون هناك إجراءات ايرانية ستتخذ بحق من قام بهذه الاساءات»، نفى علمه بما تناولته صحف كرواتية عما أسمته «صفقة القرن» التي تتعلق بأسلحة كرواتية قائلا «لم اسمع بصفقة القرن».
ومن جهتها، قالت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في الكويت إيمان عريقات «تم عمل هذا الفيلم تقديرا وعرفانا بالدور الإنساني الرائد لدولة الكويت، ومبادرات قائد الإنسانية الشيخ صباح الأحمد التي استحدثت مفهوما جديدا باللغة الديبلوماسية ألا وهو الديبلوماسية الإنسانية».
وذكرت أن «منح الكويت ساهمت في الوفاء بالكثير من الاحتياجات الإنسانية، ومنها تسيير 100 مركبة يوميا للمدارس تنقل ما يقارب 4000 طالب، بالإضافة الى تقديم سبع منصات للإنقاذ داخل البحر الابيض المتوسط لخفر السواحل التركية، إذ تحمل كل منصة 10 أشخاص ما ساهم في إنقاذ حياة العديد من اللاجئين والمهاجرين عبر البحر».
وبينت أن «الكويت ساهمت بإنشاء أربعة مستوصفات في لبنان تستقبل نحو 5000 مراجع علاوة على مشاريع اخرى متنوعة، منها تدريب المرأة السورية على عمل السجاد ما ساهم في تحسين الدخل للاسرة السورية النازحة»، مشيدة بـ «التمويل الكويتي الذي بلغ 25 مليون دولار للمنظمة الدولية للهجرة خلال أربع سنوات، ساهمت في إنجاز الكثير، وكانت بارقة الأمل في النفق المظلم للنازحين واللاجئين بسبب الأزمة السورية».