وجع الحروف

الهروب للمجهول!

1 يناير 1970 01:18 م
العنوان ليس اسما لفيلم أو رواية... إنه واقع الحال اجتماعياً ومؤسساتياً.

عندما نكتب ونسجل مقاطع على «اليوتيوب»، فنحن وإن تصورها البعض من باب جلد الذات أو التحدث بنبرة سلبية أو تشاؤمية، يبقى المضمون يدور حول توجيه النصيحة للقيادات من أصحاب القرار، ونحن لا نملك القوة في قبولهم وبرغبة للاستماع أو قراءة ما يكتب والبحث في تفاصيله.

نخطئ... وهذه هي طبيعة البشر ولا خلاف حول ظهور الخطأ لكن غير المقبول أن يستمر الخطأ وتحصل التجاوزات وتظهر وكأنها عرف مقبول.

في مشاريعنا نعرف الخطأ ونذكره بشجاعة أدبية وإن لاحظنا جوانب إيجابية نذكرها وإن كانت مقارنة بالجوانب السلبية لا تشكل نسبة مؤثرة.

يقول أحد المغردين في رده «رتوتنا لعل وعسى... لكن اصطدمنا بالواقع»، ولم أجد ردا عليه سوى «افعل ما تظن أنه الصواب ولا تتوقع ردود الفعل... فكل ما توجه يبقى من باب النصيحة والله خير حافظ».

ذكرنا ملاحظاتنا حول مشروع مستشفى العدان الجديد والحصى المتطاير ورؤية 2035 وضرورة العمل بالفكر الإستراتيجي واستبدال القياديين بقياديين أفضل وأهمية اختيار النواب من الكفاءات لضمان إنتاجية أحسن تعود بالفائدة على الجميع... وما زلنا على هذا النهج نسير. إن تجاهل ما يعرض من مشاكل تواجه المواطن والمقيم وتعترض إنتاجية العمل في مؤسساتنا العام منها والخاص يبدو لي انه أشبه بالهروب للمجهول.

مستقبلك ومستقبل الجيل الحاضر يعتمد على مدى تقبلنا للنقد البناء المباح، حيث لا تجريح ولا دوافع شخصية وهو ما يساهم في معرفة جذور مشكلة الفساد الإداري الذي ضرب كل ركن من أركان المؤسسات حتى بلغ هيئة مكافحة الفساد وبالتالي يتمكن صاحب القرار من إجراء التغييرات اللازمة والتي تنسجم مع تطلعات كل فرد صالح.

البعض يبخل في نشر ما يكتب وحتى «الريتويت» لبعض ما يعرض يقرأه و «طاف». طبعا هذا التجاهل واللامبالاة يمنعان المعلومة المطلوبة من الانتشار الأوسع.

والبعض ممن لهم علاقة قريبة من محيط اتخاذ القرار يصله ما ينشر ولا نفهم سبب الإصرار على الهروب للمجهول عبر التجاهل أو القراءة لمجرد القراءة.

لو ان ما يذكر من سلبيات أو ظواهر غير أخلاقية أو فساد إداري غير مثبت ولم تذكر له الحلول لتقبلنا سبب الهروب للمجهول، لكن الكثير من المواضيع قد عرضت الحلول لها وهو ما يثير استغرابنا.

عجيب غريب عالم «تويتر»... فيه من التغريدات ما «يسم البدن» وفيه كل ما ترغب في قراءته فقط «طب وتخير»!

وعجيب أمرنا نحن... فثقافتنا أصبحت متمسكة بـالمضي في العمل بالحلول الخاطئة ورسم رؤية لا تحمل رؤية فعلية ذكرنا تفاصيلها في مقال سابق.

وغريب وقوفنا عند جناح المتفرجين وتركنا الملعب لكل أوجه الفساد الإداري والتيه القيادي، والبعض منا يستطيع النزول من المدرجات ليشكل جناح لعب في صياغة القرارات التغييرية أو على أقل تقدير إيصال الصورة الحقيقية للوضع الذي نعاني منه.

لا تعتمدوا على المستشار الأجنبي أو البنك الدولي... الخلل منا وفينا، ونحن أدرى بالمشاكل التي نعاني منها، وهروبنا للمجهول أحد الأسباب الرئيسية لتخلفنا اجتماعياً وسياسياً ومؤسساتياً... والله المستعان.

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi