«الغربي» لا يزال في «العناية»

مدرج المطار الشرقي مصاب بمرض «تطاير الحصى»

1 يناير 1970 05:35 ص
ملايين الدنانير أُهدرت في أعمال صيانة أشبه ما تكون بالأعمال الترقيعية

«الطيران المدني» لا تعرف الأسباب الحقيقية لتردي خلطة الإسفلت

الآراء الفنية اختلفت في سبب المشكلة ما بين خلطة البيتومين واستخدام حصى مستعمل والأمطار

الفحص كان في السابق يومياً ثم صار كل يومين ووصل حالياً إلى مرة واحدة أسبوعياً

مدخلا مواقف الطائرات رقمي 50 و60 بهما كميات كبيرة من الحصى والصلبوخ المتناثر
«لا طبنا ولا غدا الشر» هي أبسط عبارة يمكن ان تصف عمليات الترميم والصيانة التي وصل اليها حال مطار الكويت الدولي بعد 13 شهراً من اثارة «الراي» لقضية تطاير الحصى والصلبوخ في المدرج الشرقي الذي يهدد سلامة وحركة الملاحة الجوية في البلاد.

13 شهراً فقط تم خلالها هدر ملايين الدنانير من الاموال العامة في اعمال صيانة اشبه ما تكون بالأعمال الترقيعية والبدائية، وفي غضون ذلك تكررت نفس المشكلة رغم أن البلاد لم تشهد كميات غزيرة من الامطار لإلقاء اللوم عليها في تفتيت الاسفلت، وبعد 13 شهرا لم يتم حتى معرفة الاسباب أو المتسببين بهذه المشكلة التي لا تزال مستمرة ومجهولة!

والمتابع لتسلسل احداث قضية تطاير الحصى في المطار، يجد ان وزير المواصلات وزير الدولة لشؤون البلدية السابق عيسى الكندري قد اجتمع بعد يومين من إثارة «الراي» هذه القضية مع المسؤولين بالإدارة العامة للطيران المدني للوقوف على الأسباب التي أدت إلى تطاير الحصى في فترة زمنية وجيزة من انتهاء أعمال الصيانة الشاملة التي خضع لها المدرج الشرقي.

وطالب الكندري ايضا الادارة بتقديم تقرير شامل ومفصل وتحديد المتسبب في ذلك إن وجد وأن يتم العمل على معالجة تلك المشكلة بالسرعة الممكنة لضمان استمرار تشغيل المدرج دون أن تكون هناك أي عوائق تؤثر على حركة النقل الجوي، إضافة إلى ضمان سلامة الطيران.

وشدد الكندري آنذاك على أنه إذا ثبت أن هناك قصوراً أو تلاعباً في أعمال المدرج الشرقي فسوف يكون حساب المتورطين في العمل «شديد القسوة»، الا انه بعد مرور اكثر من سنة على تلك المشكلة التي استهلكت الملايين من الدنانير من المال العام لم يتم معرفة اسبابها او محاسبة المقصرين!

وأكد مصدر مسؤول في الإدارة العامة للطيران المدني لـ«الراي» أن «لب قضية تطاير الحصى والصلبوخ في المدرج الشرقي هو عدم معرفة الادارة الى يومنا هذا الاسباب الحقيقية لمشكلة تردي خلطة الاسفلت، وخصوصا ان هناك عدة جهات مسؤولة عن توريد وتصنيف هذه الخلطة مثل النفط والاشغال والشركات المصنعة»، لافتا إلى ان «هذه المشكلة تسببت في هدر الملايين من المال العام في عمليات الاصلاح والترقيع طوال الفترة الماضية رغم ان المدرج الشرقي قد خضع قبل مدة قريبة لصيانة شاملة».

وأوضح ان «الاراء الفنية حول هذه القضية اختلفت ما بين وجود خلل في خلطة البيتومين المكون الرئيسي لخلطة الاسفلت واشاعة استخدام ركام وحصى مستعمل في عمليات الرصف وايضا إلقاء اللوم على الامطار الحمضية التي تفتت الطبقة الاولية للمدرج»، معتبرا في الوقت نفسه انه «مهما كانت الاسباب الا انها تظل في الواقع مشكلة صرف عليها الملايين من الدنانير دون ايجاد حلول عملية وواقعية لها تضمن عدم تكرارها بالمستقبل».

واشار المصدر إلى ان «مطار الكويت يحتوي على مدرجين رئيسيين هما الشرقي والغربي، حيث يخضع الأخير لصيانة منذ العام الماضي ومتوقع افتتاحه قريبا وتتكون أرضيته من الخرسانة بخلاف المدرج الشرقي المرصوف بمادة الاسفلت»، لافتا إلى ان «نوعية الارضية سواء كانت خرسانة أو أسفلت ليس لها علاقة بالجودة والمتانة وخصوصا أن كل المطارات الدولية تستخدم احد هذين النوعين من الارضية في بناء مدارجها».

وتابع «كل ارضية لها ايجابياتها وسلبياتها، ولايمكن القول إن الخرسانة افضل من الاسفلت والعكس صحيح، حيث ان القضية مرتبطة في النهاية بشكل كامل بعمليات الصيانة والرقابة والمتابعة المستمرة مع ضمان استخدام مواد ذات جودة عالية وفق المقاييس الدولية».

ولفت إلى أن «عمليات الفحص والتدقيق على أرضية المطار بشكل عام تتم عن طريق التقارير والتوصيات التي ترسلها ادارة الملاحة الجوية إلى مراقبة الرصف في ادارة الانشاءات»، مبينا أن عملية رفع الحصى او الفحص اصبحت اليوم غير ممكنة وصعبة بسبب الضغط الكبير في حركة اقلاع وهبوط الطائرات نتيجة وجود مدرج واحد فقط»، لافتا إلى ان «عمليات الفحص كانت تتم في السابق بشكل يومي ومن ثم تقلصت إلى كل يومين ووصلت حاليا إلى مرة واحدة اسبوعيا».

وكشف المصدر ان «مشكلة الارضيات لا تقتصر فقط على المدرج كما يعتقد البعض بل تشمل جميع ممرات الطائرات التي تعاني ارضياتها من التهالك»، مبينا ان «المشكلة الكبرى تكمن في استخدام مواد مكلفة ماديا ولكنها في نفس الوقت رديئة واثبتت فشلها في السابق في عمليات الصيانة والترقيع، كما أن مداخل مواقف الطائرات رقم 50 و60 تحتوي على كميات كبيرة من الحصى والصلبوخ المتناثر بشكل واضح للعيان».

قصة المدرج الشرقي



أوضح مصدر لـ«الراي» أن «المدرج الشرقي خضع لصيانة كبري وشاملة قبل سنتين تقريبا، وبعد افتتاحه بنحو شهرين ظهرت بعض العيوب التي أدت إلى تكسر الطبقة الأولية للمدرج وظهور الحصى والصلبوخ، ما أدى في النهاية إلى إغلاقه من جديد، من بعدها بدأت عمليات ترقيع في المناطق التي ثبت ضعفها وتهالكها».

وأشار المصدر إلى أن «نوعية الاسفلت المستخدم في بناء مدرج المطار هي نفس نوعية المستخدم في شوارع البلاد (type 3) والفرق الوحيد بينهما يكمن في عدد الطبقات التي يتم رصفها في مدرج الطائرات التي هي أكثر من طبقات الشوارع من أجل تحمل الضغط الناتج عن حركة هبوط واقلاع الطائرات».