المستشارية الإيرانية احتفت بتسلمها راية العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي
عنايتي: «مشهد» ستكون خير خلف للكويت
| كتب خالد الشرقاوي |
1 يناير 1970
09:09 ص
أقامت المستشارية الثقافية الايرانية بالتعاون مع رابطة الصداقة الكويتية - الايرانية ندوة فكرية بمناسبة اختيار مدينة مشهد عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2017، حضرها نخبة من الجامعيين والمفكرين والمهتمين بالشأن الثقافي في الكويت في الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لليوم الوطني الايراني.
وفي هذا الصدد، قال السفير الايراني الدكتور علي رضا عنايتي إن «مشهد تتسلم راية العاصمة الثقافية للعالم الاسلامي من الكويت لتكون خير خلف لخير سلف»، مبينا أن «اختيار مشهد عاصمة للثقافة الاسلامية من قبل المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) لم يأت من فراغ، فهذه المدينة أنجبت العشرات من كبار العلماء والمفكرين لا في مجال الشريعة والدين والفقه فحسب بل في شؤون الشعر والأدب والعرفان والنجوم والفلك».
وأشاد بـ «دور مشهد في التألق الحضاري الاسلامي» إذ إن «هناك كتاب الصحاح الستة الذين برز معظمهم من خراسان الكبرى كالإمام البخاري والامام مسلم والنسائي وابوداود السجستاني حيث نشأوا في مشهد وضواحيها، فهي العاصمة الخراسانية التي كانت تضم سمرقند وبخارى ونيسابور وبلخ وغيرها من حواضر العالم الاسلامي».
ولفت إلى أن «الحدث الأبرز الذي جعل المدينة تتألق في عالم الفكر هو حضور الإمام علي بن موسى الرضا الى هذه المنطقة واستشهاده ودفنه في مشهد التي تحولت بعد ان احتضنت الجثمان الشريف الى مركز اسلاميٍ ضخمٍ يضم العشرات من الحوزات الدينية والجامعات الاكاديمية التي يشار لها بالبنان، وتستقطب اكثر من 20 مليون زائر سنوياً من مختلف دول العالم، يزورون المقام الشريف لينهلوا من بركات ومعارف البيت النبوي الشريف كل الفضائل والمعنويات».
وشهدت الندوة تقديم مديرتها الدكتورة كافية رمضان، عضو رابطة الصداقة الكويتية - الايرانية وعضو المجلس القومي للثقافة العربية، دراسة موجزة عن مكانة الأدب والفن في مدينة مشهد، مشيدة بأهمية المدينة وتاريخها الحافل بالعطاء والإنجازات العلمية وأهمية تعزيز التواصل بينها وبين الكويت لما للمدينتين من تراث حضاري عريق.
كما أشاد الشيخ مرتضى فرج باختيار مشهد كعاصمة للثقافة الاسلامية مؤكدا على دورها المعرفي في مجالات الفكر الانساني حيث قال «إن لإيران، منذ أن آمنت بالنبي دورا أساسا في حفظ وصياغة ثقافة المسلمين العامة، وبناء حضارتهم»، مضيفا أن «أمما كثيرة اعتنقت الإسلام، وسعوا في سبيل نشره، وتطبيق معالمه، وإقامة حضارة عظيمة لكن كان للإيرانيين سهم وافر في هذا الأمر؛ فلم يقدم الإسلام للإيرانيين نعمة الهداية إلى الصراط المستقيم فحسب، بل قدم الإيرانيون أيضاً للمسلمين خدمات ثقافية وحضارية يصعب حصرها».
وتناول الدكتور فيصل طه، الأستاذ بقسم التاريخ بجامعة الكويت، الدور الحضاري لعلماء خراسان في القرنين الخامس والسادس للهجرة مستشهدا بـ«الحياة الثقافية للإقليم في العصر السلجوقي باعتباره واحدا من أهم اقاليم العالم الاسلامي مؤكداً حاجة المكتبة العربية إلى دراسات تتبعية تحليلية للحياة الثقافية والملامح العامة للاوضاع السياسية في خراسان».
وأشار الى «اهتمام الحكام والوزراء بالعلم وظهور الأسر التي ترعى العلماء وازدهار حركة الترجمة وصناعة الورق وانتشار دكاكين الوراقين ومجالس المناظرة في المساجد والكتاتيب والمدارس، كما ان علوم اللغة والنحو والبلاغة سادت في خراسان فضلاً عن الاهتمام بعلوم القرآن والحديث والفقه والفرائض وعلم الكلام».
واختتم طه دراسته بالتأثير والتأثر بين خراسان من جهة وبين العراق وبلاد الحجاز والشام ومصر والاندلس ما يعكس التواصل الفكري وحوار الحضارات في تلك الحقبة.
أما الباحث الأكاديمي وعضو جمعية الصحافيين ورابطة الادباء الكويتية الدكتور خالد الصالح فقال «إن إقليم خراسان يتمتع بتاريخ باهر في الحضارة الإسلامية والثقافية الأدبية، فمنذ أن دخل الإسلام هذا الاقليم كان له إسهامات كبيرة في الحضارة الإسلامية والعلم الديني المستنير، وقد يكون أحد أسباب ازدهار هذا الاقليم هو الأراضي الواسعة التي كانت غنية بمواردها الطبيعية والزراعية ما أسهم في ازدهار التجارة فيها، وحقق اكتفاءً زراعياً ذاتياً نتيجة لوفرة الإنتاج، وعلى الصعيد الديني فقد شرفت هذه الأرض بأن كانت موطناً لعلماء أجلاء شهد لهم الناس بمكانتهم وفضلهم على المسلمين عامة».