وجع الحروف

الثابت والمتغير...!

1 يناير 1970 11:39 ص
في المعادلات الرياضية «الحسابات المالية»، هناك عوامل تؤثر في المعادلة ونتائج الحسابات لمعرفة الربح من الخسارة، وهي تعرف بـ «العامل/‏العوامل الثابتة» و«العامل/‏العوامل المتغيرة». وفي الحساب نجدها معلومة، وجرت العادة أن نتجاهل العامل الثابت ويتم التركيز على العامل المتغير.

في حياتنا اليومية بما فيها الحياة السياسية يكون الوضع مختلفاً،? فهناك عامل ثابت وعوامل متغيرة. الثابت يكون فيه المحرك لمجريات الأحداث وبوصلة التوجهات معلوم الأثر مجهول الاسم إلا لدى من لهم باع طويل في الحياة السياسية وعلى مقربة من صنع القرار والعاملين لأعوام طويلة في المجال الصحافي والإعلامي وهذا بطبيعته يؤثر حتى على حياتنا اليومية كنتاج لقرارات تصدر مغلفة بطابع سياسي وهي في العادة تدعمها قاعدة شعبوية.

وفي الوزارة نعلم الثابت من المتغير وكذلك الحال تحت قبة البرلمان الثابت معلوم لدى القلة.

والعامل المتغير واضح أثره في خطة العمل الحكومية والتكتيكات السياسية. ومع تغير الوزير تتغير الخطة وحتى في الخطة الشعبوة? تتغير أسماء النواب لكن العامل الثابت يبقى على محله. لذلك فشلنا ليس في معرفة الثابت من المتغير بقدر ما هي متصلة في تجاهلنا لأسباب صراع الأجنحة وعدم التوفيق بينها لمصلحة الوطن.

عندما تريد بناء وط? فأنت على المستوى الفردي بحاجة لفك «الشفرة» للوصول إلى المعلومة بعيدا عن تكهنات عالم «تويتر» الغريب المتعددة مشاربه تحت أسماء صريحة وكثيرة مستعارة.

تغييرك للنائب يجب أن يبدأ من التقييم والتقييم يحتاج إلى التفكير خارج الصندوق حيث لا عاطفة ولا صلة قرابة يفترض أن تؤثر عليك عند التفكير في صناعة قرارك الذي من شأنه صناعة القرار السليم الذي يساهم في بناء مستقبل أكثر صلاحاً.

وتغيير الوزراء لا يأتي عبر ردود أفعال كإسترتيجية عمل نلاحظ اتباعها من قبل الكثير... فهناك عوامل ثابتة التأثير تجاهلنا أثرها. فهي هنا ليست معادلة حسابية إنها عوامل نفسية تتغير مع تغير المصالح ولهذا السبب نحتاج إلى الشفافية وكشف «التسلل» في اللعبة السياسية والمواقف.

إنها ثقافة لم نصل إلى مكونيها الرئيسين «القيم والمعتقدات» وهو ما جعلنا ندور في فلك حلقة مفرغة فيها القيم مصطنعة والمعتقدات مضمونها خاطئ.

وبما إننا نجري كجري الوحوش و«غير رزقنا ما نحوش»، نجد في المقابل التحرك لإصلاح وضع الأجنحة المؤثرة في تركيبتنا السياسية والاجتماعية يتحرك ببطء أشبه بسير السلحفاة.

من منا يعرف إن كان النائب يمثله حق تمثيل أو هو ظاهرة من ظواهر التمثيل النيابي المستتر خلف أجندة لا يعرفها كثير من أحبتنا.

فقدان القدرة على التغيير الإيجابي أوصلنا إلى إفرازات ساحة الصراع... وهبط مستوى الحوار معها حتى صارت ساحة «تويتر» ممثلة لعوامل تتغير وهي في الأصل ثابتة المصدر وبالتالي تستقطب كثيرا من السواد الأعظم من باب «التأثير العاطفي».

إنها معادلة «الذكاء العاطفي» هي المسيطرة على الحال منذ عقود والتي يجيد استخدامها البعض ومحصلتها لم تمكننا من الخروج من حالة «النوم المغناطيسي» الذي فرض علينا.

مما تقدم أشعر بأننا بحاجة إلى بسط هيمنة عقلانية والاحتكام إلى قواعد أخلاقية أثناء مراجعتنا للعوامل الثابتة والمتغيرة في معادلة تؤثر على معيشة كل فرد وعلى طريقة تفكيره وتحليله للمجريات من حوله.

نريد قيم صالحة ومعتقدات أخلاقية وخطة عمل وطنية ثابتة لا تتغير مع تغير الوزيرأو النائب، وأن التوقف عند درس الأمس الذي امتد لعقود عدة من دون تحرك فعال يوقف جذور المشكلة من صراعات بعضها في ظاهره صالح وباطنه «ضحك على الذقون». فهل وصلت الرسالة لأحبتنا الكرام؟... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi