... ثورة حقيقية

1 يناير 1970 09:55 م
شهدت مسابقة كأس الأمير لكرة القدم هذا الموسم ثورة حقيقية من فريقي كاظمة والتضامن، الأول ضمن حجزه مقعد الصدارة في المجموعة الثانية والتأهل الى الدور نصف النهائي، تاركاً الصراع على المقعد الثاني بين السالمية الثاني و«الكويت» الثالث، على ان يحسم اللقاء الأخير بينهما غدا المتأهل علماً ان «السماوي» يكفيه التعادل لمرافقة «البرتقالي» الى المربع الذهبي.

قد يكون ما قدمه كاظمة أمرا متوقعا بالنطر الى ما يملكه من امكانات فنية وخبرة لدى عناصره، ساهمت في عودته الى المنافسة، بينما جاءت المفاجأة المدوية من «أبناء الفروانية»، ليس في التأهل فحسب، بل لناحية الاقتراب بقوة من انهاء الدور الاول في صدارة المجموعة الاولى على حساب القادسية المرشح لانتزاع اللقب.

ثورة حقيقية كانت مطلوبة من «الفرق الاخرى»، وتحديداً غير المرشحة للقب، وذلك لمنافسة القادسية و«الكويت» اللذين احتكرا الألقاب في السنوات الـ 13 الماضية، وأصبح وجودهما في أي نهائي أمرا معتاداً.

مسابقات الكؤوس غالباً ما تحمل نتائجها المفاجآت في كل دول العالم، وتلك هي الميزة التي تنتظرها الفرق المغمورة من اجل حفر اسمها على الخارطة.

لكن بطولات الكؤوس في الكويت، افتقدت هذه الميزة في السنوات الماضية، حيث استمرت هيمنة الفرق الكبيرة، فيما غابت الاندية الصغيرة، على عكس السنوات التي سبقتها، حيث كان الساحل وخيطان والتضامن والجهراء أطرافاً في المباريات النهائية، كما سبق للفحيحيل ان توّج باللقب الغالي العام 1986 على حساب كاظمة بثلاثية تاريخية، سجلها عبدالعزيز الهاجري ومحمد سعد وأمير سراج.

التضامن القادم من فترة عصيبة تخللها اعتذاره عن عدم المشاركة في بطولات الموسم الماضي، كان مستعدا فنياً في الموسم الراهن، ويعتبر ما قدمه بمثابة الثورة الحقيقية التي تنتظرها الجماهير لجهة عودة بعض الفرق الى الخارطة مجددا. ولعل التضامن يستحق ذلك بفضل الرصيد الذهبي الذي يختزنه تاريخه، من اجيال تغنّت بها الجماهير، ويأتي في مقدمها على الاطلاق فتحي كميل ونعيم سعد ومبارك مرزوق وعبدالله وبران.

القادسية و«الكويت» في مرحلة صعبة، وعليهما أن يدركا أن هذا الموسم لن يكون كسابقاته. حقبة الاستحواذ على الألقاب قد تجد من يخدشها من قبل فرق قادمة و«جائعة» لولوج النقطة الاعلى من منصات التتويج.

تعثر القادسية و«الكويت» أخيراً أمر إيجابي لزيادة حدة المنافسة وهو يحتم إعادة حسابات البعض.

كما أن تألق التضامن وكاظمة في بطولة الكأس وتصدرهما المجموعتين على حساب «الأصفر» و«الأبيض»، يشكلان عملا جيدا يستحق اهتمام الفرق الاخرى.

لا يبدو ان طموح التضامن وكاظمة سيتوقف عند مفترق التأهل الى الدور نصف النهائي فقط، بل يتوقع أن تجد أحدهما أو ربما كلاهما في المباراة النهائية في حال عدم المواجهة المباشرة بينهما في المربع الذهبي.

بعد ما شهدته كأس الأمير، يعيش واقع كرة القدم الكويتية ثورة حقيقية. فهل يكتب لها الاستمرار؟