معالم في الطريق

التمرد على الدين!

1 يناير 1970 06:32 ص
جعلت لهذه المقالة عنوان «ظاهرة التمرد على الدين»، ولكنني فكرت وتأملت في ما سأكتبه وأتعرض له، وهل هو بالفعل يستحق أن نطلق عليه ظاهرة أم هناك مبالغة؟ ولكنني توصلت إلى أنها ليست ظاهرة بالمعنى الكبير، ولكن لا ينبغي أن نتغافل عنها لأن النار تبدأ من مستصغر الشرر! وما سأتعرض له في شكل واضح، ما يتعلق بالإلحاد وانكار ضروريات الدين وكذلك خلع بعض النساء للحجاب. ولعل البعض لا يشاركني في حقيقة وجود هذه الأشياء وانتشارها في مجتمعاتنا، الا أن الواقع يبين وجود حالات لا بأس بها، ولا بد لجميع المسلمين وخاصة كبار الدعاة والمفكرين والعلماء، التصدي لهذه النماذج التي ستغزو مجتمعاتنا اذا لم تتم محاصرتها بشكل جيد. ان هذه الأشياء مثل الالحاد وخلع الحجاب خاصة باتت تظهر في بدايتها عن طريق السماع لبعض الشخصيات التي تطرح الأفكار المحاربة للثوابت بشكل صريح او غير صريح، وسواء كانت تريد ذلك او بعضه او لا تريده، ولكن النتيجة واحدة. وايضاً ما يتعرض له الانسان من بعض الابتلاءات والمصائب في نفسه او المجتمع والامة، ما يجعله يفكر في قضية وجود الشر والعدل الالهي وغير ذلك.

كما يتم تضخيم العقل بصفته حاكماً على الشرع، ما يؤدي الى التفكير بعدم ضرورة الحجاب عند المرأة ويتسرب قول المرجئة بشكل عملي بأن الإيمان في القلب ولا علاقة للجوارح به، ويتم ذكر بعض الحالات التي تبين فساد سلوك المحجبات والمنقبات، كدليل على عدم اهمية الحجاب!

ولكني أصارح اخواني الدعاة والعلماء بأن جزءاً من المشكلة هي انتم... نعم أنتم! فقد انشغلتم في قضايا مختلفة عن هذه الأمور التي تمس العقائد والضروريات الدينية، كما كنتم تبينون هذه القضايا بطرق منفرة او غير مناسبة لمواجهة هؤلاء الناس الذين نشأت فيهم بذور التمرد على الدين وصارت هذه النشوة تتعاظم عندهم وأصبحوا أسرى لغرور العقل وسلطان الشهوات والتأويلات! ان حل هذه القضايا حتى لا تصبح ظاهرة، هي حسب التربية على العقائد الايمانية والتوعية الفكرية العقلية المناسبة في رد الشبهات وقبل ذلك تأصيل المسائل من دون ترهيب وتهديد للناس وانتقاص من عقولهم وتساؤلاتهم، تجب اقامة الدورات والندوات الفكرية والحوارية في هذا الشأن وعدم التفكير والعمل على الطريقة السائدة. ان التمرد على بعض مسلمات الدين هو قنطرة للتمرد على الدين كله... يا حسرة على العباد!

[email protected]