ارتواء
نفسية طفل...
| ياسمين مرزوق الجويسري |
1 يناير 1970
06:59 ص
في زمن تتضاعف الحروب والأزمات... يتقاتل الناس على الدرهم والدينار... تصبح الإنسانية والبشرية آخر الاهتمامات، هنا تضيع الطفولة... تُنتهك البراءة... يُزرع الخوف... ويُغرس الألم. هنا تصبح المشكلة شلل مجتمع وتقادم أمة. إن الشعوب المنكوبة بالحروب والغزوات تحتاج مساندة ودعماً على جميع الأصعدة والمستويات، صحياً... سكنياً... غذائياً... وأهم الأهم نفسياً، فإن دُمّر المنزل من الممكن إعادة ترميمه وبنائه لكن ماذا عن النفس والقلب إن تصدّع وانكسر؟!.
إن الطفولة غرس يحتاج للرعاية والاحتواء، وفي هذه الحالات تحتاج لإعادة التأهيل، فلن تنفع كل المعونات والمساعدات المادية إن ظل الشق داخل الروح ثابتاً، وعلى الرغم من ضرورة وحتمية وأهمية هذه المبادرات الإيجابية إلا أنها تظل تحت إطار الموقت والعاجل، لكن ما على المجتمعات والمنظمات الدولية والإنسانية فعله هو رعاية هذا الجزء الأعظم من القضية والاهتمام به، بتهيئة بيئة مناسبة لمعالجة نفسيات ومخاوف الأطفال اللاجئين والمنكوبين، وترميم ما تحطم منها.
كل المحاولات والسعي الحثيث المادي والمعنوي ينبع من بشريتنا وإنسانيتنا، فكل مصاب يهون دون مصاب النفس والعقل، لأنهما أساس بناء الفرد السليم، والإنسان الناجح هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات وتحسين المستقبل، ما دامت نفسية الطفل مجروحة... مهانة... معنفة... قلقلة... خائفة... غير متزنة ولا مستقرة... فهنيئاً للمجتمعات والأوطان بمستقبل أكثر دماراً ودموية.
@jasmine_m_alj