دوناروما بين الانتماء والملايين
| كتب أسامة مروة |
1 يناير 1970
04:29 م
لم يحتج جيانلويجي دوناروما سوى الى ثلاث مباريات متتالية، حامياً لعرين نادي ميلان لكرة القدم، حتى يقنع جميع متابعي الكرة الإيطالية بشكل عام، وعشاق فريقه بشكل خاص، بأن مستقبلاً كبيراً ينتظره.
لكن الحارس اليافع الذي بات أساسياً في صفوف «نيراتزوري»، يقع اليوم رهينة لوكيل الأعمال الأشهر في العالم، مينو رايولا، الذي لا يترك فرصة إلا ويستغلها على أحسن ما يرام، لحصد الملايين من الأندية اللاهثة وراء النجوم حول العالم.
دوناروما الذي سيبلغ الثامنة عشرة من العمر، في 25 فبراير الجاري، يقف على أبواب توقيع العقد الاحترافي الأول له في عالم المستديرة، ويعيش اليوم صراعاً أوجده حيتان الأموال المسيطرين على «المستطيل الأخضر».
صراع يأمل الجميع ألا يذهب اللاعب ضحيته في ظل تلويح وكيل أعماله بأنه سينتقل إلى ناد آخر، في تهديد غير مباشر لمطالبة مسؤولي ميلان بتوقيع عقد يرضي طموحاته ويرفع راتبه بشكل كبير.
النجم الواعد بين الخشبات الثلاث، الذي لم يتأخر مدرب المنتخب الإيطالي جيامبيرو فنتورا، عن الزج به في إحدى مباريات «الآزوري»، بات في نظر الغالبية العظمى من عشاق الكرة، خير خلف لخير سلف في حراسة عرين «الطليان»، جيانلويجي بوفون.
ويكفي في هذا السياق التصريح الذي خرج به بوفون نفسه: «سأنصح أي ناد بما فيها يوفنتوس بالتعاقد مع دوناروما»، لإبراز الثقة الكبيرة بالمستقبل الواعد الذي ينتظره.
دوناروما صاحب الطول الفارع (1.96 متر)، قاد ميلان خلال فترة قصيرة إلى تحقيق العديد من الانتصارات، آخرها لقب بطولة كأس «السوبر» بعد تألقه في ركلات الترجيح خلال المباراة التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة مع بداية العام الجاري، كما لا ننسى مساهمته في الفوز على بطل الدوري الإيطالي في مباراة الذهاب ضمن الدوري المحلي، ناهيك عن مباريات أخرى في الـ«كالشيو».
المتألق القادم من أشبال ميلان إلى الفريق الأول، عانى مؤخراً، وتحديداً في المباريات الثلاث الاخيرة للنادي اللومباردي، اهتزازاً في المستوى.
كثيرون يعترفون بقدرات دوناروما على التصدي لأصعب الكرات، إلا أنه وفي لحظات معينة، وخصوصاً في بداية المباريات يرتكب هفوات تؤدي إلى اهتزاز شباكه، وتضع عشاق النادي في حالة من الخوف المستمر من أي خطأ قد يكلف ميلان نقاطا ثمينة هو في أشد الحاجة إليها ضمن مسيرته وسعيه للعودة إلى البطولات الأوروبية من الباب العريض.
الكثير يقال وسيكتب في الأيام المقبلة عن دوناروما الذي أبدى اعجابه بالحارس الالماني مانويل نوير وأسلوبه، وعشاق ميلان والـ «آزوري» في انتظار تألقه والمساهمات التي سيقدمها، والتي سيعيد من خلالها إلى الأذهان المستويات الرهيبة التي لا ينفك في تقديمها حراس المرمى على مر تاريخ الكرة الإيطالية وتحديداً دينو زوف، مروراً بأنجيلو بيروتزي، وفرانشيسكو تولدو، وانتهاء بالعملاق صاحب الـ 39 عاماً من العمر بوفون.
مسيرة طويلة بانتظار صاحب الـ 17 ربيعاً، إلا أن الحكم الأخير سيكون على قدرته في التعامل مع الظروف والضغوطات، ومحاولات تشتيت تفكيره بملايين يسيل لها اللعاب لحمله على الرحيل من ميلان الذي قدّمه إلى النجومية.
مسيرة سيكون بلا أدنى شك قادرا على كتابتها من ذهب، ربما بشرط الابتعاد عن... رايولا.