حروف باسمة
وين كنّا وكان
| سلطان المتروك |
1 يناير 1970
07:59 ص
الايام تترى والسنون تتعاقب والذي يتفكر في ماهية تلك الأيام وما تتخللها من أحداث وحوادث وذكريات على تعاقب الاجيال يحار المرء كيف يصنفها، ثقافة ذهبت لأجيال مضت وعبقها خالد في قلوب الذين حضروها وشربوا منها وظلت في قلوبهم قوتاً وفي اسمائهم لحنا جميلا يطرب الوجدان وفي اعينهم حديقة غناء يقتطف منها ازهار مختلفة الالوان وثمارها كلها تبعث على البناء والازدهار في مختلف المشارب.
كنا ننام على اهازيج الامهات
ونصحو على اناشيدهن
صباحك الصباحي
والورد والتفاحي
صباح يطرد الهم
صباح يوفي الدين
صباح يقول يا يمه
ختمت اليوم جزوين
فأين نحن الآن من هذه الاهازيج؟
بعضهم اليوم لا يستمع الى صوت امه ولا ينام على اهازيجها بل يصحو ويغدو ويروح على كلمات ليس لها من ثقافتنا سبيل.
نحن اذا اردنا ان نذهب الى المدرسة نسمع من امهاتنا: روح الله عليك حافظ او امانة الله، وبعضهم اليوم يخرج من البيت على مفردة باي ويكون الرد: اوكي.
كنا قديما نذهب الى المدرسة في هدوء واستقرار مشيا على الاقدام لا يتعرض الينا احد ولا نرى ما يكدر خاطرنا، جميعا متحابون يساعد بعضنا بعضا ولا نرى احدا يتشاجر مع احد او ينظر اليه بنظرة تؤذيه ولم نسمع احدا اعتدى على احد بالضرب او الاهانة وحجته انه خزني.
جيل جميل وزمن حلو تبددت بعض ثقافته عند بعض الناس، كانت مدرستنا جميلة فيها كل ما نحتاج اليه ومناهجنا قوية ومتينة مع انها لم تستنبط من البيئة انما كانت قوية في مضامينها، باب مفتوح وباب موصد شجرة مورقة وشجرة جرداء، كان المعلم هو الذي يشارك في تربية النشء يعاونه الاب فإذا حدث شجار كانت الكلمة التي اتفق عليها جميع اولياء الامور هذا ولدكم.
والجميع متفقون على تربية التلاميذ واصلاحهم وتهذيبهم لا نرى للمنهج تبديلا او تغييرا على فترات قليلة ولا في النظام المدرسي خللاً ولا في تقويم التلاميذ وقياس مستوياتهم تذبذباً.
كان الآباء كلمتهم امر واحترامهم واجب والامهات يظللن بعطفهن على ابنائهن، اما اليوم فنرى البعض لا يشعر بوجود الام وانما يبكي اذا لم ير مربيته.
كنا ننام فوق السطح ونتسامر على ضوء القمر ونضحك ونمرح ونتحدث باحاديث طيبة وننظر الى النجوم فنعدها الى ان نغفو في امن وامان واستقرار اما الآن فينظر البعض الى اجهزة التواصل الاجتماعي ويستمع الى مقاطع من الفيديو تحتوي على كثير من المشاهد والصور والمعلومات التي تبعث على التشويش فيغفون على افكار مشوشة وحقائق ومعلومات قد يكون ضررها فادحاً واساليبها فاضحة.
زمن جميل حل وطارا
ليت ايامه كنا طوالا
كنا اذا نظرنا الى الطائرة وسمعنا صوتها لوحنا لها بأيد بيضاء وقلوب صافية واذا رفع العلم في الصباح كنا نقف اينما كنا احتراماً للعلم وشموخه في قلوبنا.
كان للشرطي هيبة وامره واجب التنفيذ ونرى الآن سيارات يرفع فيها صوت المذياع والذين في داخلها يرقصون ولا يضعون للطريق حرمة ولا لسالكيه احتراماً تقحيص وتشفيط دون ان يكترث احد بأحد.
لم تنته الانفس عن غيها
ان لم يكن منها لها زاجر
كنا نتفقد جيراننا واهلنا واصدقاءنا اما الآن فحلت ثقافة السوشيال ميديا ولم ير بعضنا بعضا وقلت المواجهة والاستماع الى النصح والارشاد، كنا نتفقد مرضانا ونزورهم ونطلب لهم الصحة والشفاء اما الآن فالبعض لا يدري عن صديقه ولا يتفقد احواله الشفاء والعافية لجميع المرضى والتحية للاخ والزميل الاستاذ محمد صالح الراشد وتهنئة خالصة لأبي راشد بنجاح العملية الجراحية التي اجريت له اخيرا في مستشفى الرازي.
ان الصديق الحق من كان معك
ومن يضر نفسه لينفعك
ومن اذا ريب الزمان صدعك
شتت فيك شمله ليجمعك