سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «جم أقول»
1 يناير 1970
04:35 ص
ديرتنا الحبيبة كانت تعج بأسواق متعددة منها سوق للحمام وآخر للغنم، وثالث للحريم، وآخر يسمى سوق واجف، وأسواق للحبال. وكانت لجميع أسواق الكويت طرق في التزويد ومستلزمات في التنظيم ومراحل في التطوير، وللحكومة دور في تنظيم ومراقبة تلك الاسواق في الماضي، وقد وضح الاستاذ محمد عبدالهادي جمال الشيء الكثير عن الأسواق في كتابه الرائع «أسواق الكويت القديمة» يبين فيه اثر تنظيم الاسواق قديما في نمو الحركة الاقتصادية على أرض هذه الديرة الحبيبة، ومن تلك الاسواق أيضا سوق يطلق عليه سوق الحراي يقف فيه من يحُري على السلع، فيقول «جم أقول» فاذا وصل السعر المناسب للبائع باع سلعته أو رجع بخفي حنين. «جم أقول» تطلق على الحاجات التي يكاد أصحابها يريدون التخلص منها فيبيعونها، «جم أقول» بدأنا نسمعها منذ حلول قضية الرهن العقاري في الولايات المتحدة، وبعدها بدأت بعض الشركات تندمج، وكأن البعض يقول للآخر «جم أقول»، وكثير من الاسواق المالية في معظم انحاء العالم لا تجدي معها مقولة «جم أقول»، حسب رأي المحللين الا بعض الاسواق يقولون انها قد ربحت نسبة 20 في المئة خلال هذه الطامة فلماذا؟
وسوق الاوراق المالية في ديرتنا الحبيبة أخذت الاسهم فيها تهوي، وبعد ما كنا نسمع دوي التصفيق أخذ بعضهم يصرخ «جم أقول» والبعض فرش سجادا له. لون جميل امام البورصة وأخذ يذكرنا بقول سوق الحراي قديما «جم أقول».
ان المختصين في شؤون البترول يقولون ان سعر البترول قد انخفض بنسبة 45 في المئة وكأن البعض يقول للاخر «جم أقول» حتى في الذهب الاسود.
ما السبب؟ وهل ما يجري الآن في أروقة البورصة بعد ان تدخلت هيئة الاستثمار ووزارة المالية ووزارة التجارة في عملية انقاذ السوق مما هو فيه ولم نزل نسمع حتى الآن قول «جم أقول» على جميع صنوف الاسهم؟ الى متى سنقول «جم أقول» ولماذا نقول «جم أقول» والى متى سوف نقول «جم أقول»؟
عزيزي القارئ الكريم اقسم لست ادري، ولكننا سنقول «جم أقول» حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي