حوار / «أنتظر عودة شريهان فنياً... وأرفض القبح في الأفلام»
ميرفت أمين لـ «الراي»: حياتي... ليست لـ «المتاجرة»!
| القاهرة - من سهير عبدالحميد |
1 يناير 1970
01:52 م
اعتذرت عن «تراب الماس» لأن الدور لم يعجبني... ولا أصلح كمنتجة
منى زكي ودنيا سمير غانم وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز الأقرب إلى قلبي
القرصنة كارثة بلا حل... وتطبيق التصنيف العمري في التلفزيون صعب
«أرفض أن تكون حياتي مادةً لبرامج تتاجر بخصوصيات الفنانين»!
إنها الفنانة المرموقة ميرفت أمين، كاشفةً النقاب عن أنها - طوال عمرها - زاهدة في الإعلام، لا تحب الظهور على البرامج للحديث عن تفاصيل حياتها، بل إنها حتى لا تحب برامج «التوك شو»، وتطلع على أخبار البلد من بين صفحات الجرائد.
«الراي» تحاورت مع الفنانة ميرفت أمين التي شغلت الشاشة السينمائية والدنيا والناس سنواتٍ وسنوات، فقالت: «لدي أمل في بكرة»، معربةً - من دون أن تدخل في السياسة - عن إيمانها بأن مستقبل مصر سيكون أفضل، برغم قسوة الظروف التي تطغى على المشهد حالياً!
أمين تحدثت عن محطات عدة في مسيرتها، موضحةً أنها تختار الموضوع الذي ترى أنه مناسب لشخصيتها، وتخفف من خلاله من هموم الجمهور الذي ترى أنه قد يهرب من قسوة الواقع إلى خيال وسحر الفن، ورافضةً - لذلك - أن يستخدم البعض الفن لإظهار القبح في المجتمع استناداً إلى مقولة «الفن مرآة الواقع».
ميرفت أمين تحدثت، في حوارها مع «الراي» عن تفاصيل أحدث أفلامها «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، وعودتها إلى الدراما مع نجوم جيلها بمسلسل «قصر العشاق»، وتقييمها لأحوال السينما حالياً، ولماذا تطيل المشاهدة لأفلام زمان؟
تفاصيل هذه المحطات وغيرها تأتي في هذه السطور:
• نبدأ بأحدث أعمالك وهو «ممنوع الاقتراب أو التصوير». هل يصنَّف على أنه فيلم كوميدي؟
- الفيلم يعتمد على كوميديا الموقف، وليس فيلماً كوميدياً من البداية للنهاية، وهو يتناول العلاقة بين رجل الشارع والشرطة.
• وكيف تظهر هذه العلاقة خلال الأحداث؟
- في البداية يكون بينهم شد وجذب، حيث تدورالأحداث حول عائلة تحصل على حكم قضائي بعودة قصر كانت تمتلكه في الأربعينات، وتفاجأ بأن الموجود في القصر هو قسم شرطة، فتقرر هذه العائلة الإقامة في القسم، ومن هنا تتولد مواقف كوميدية، وفي النهاية يقتربون بعضهم من بعض.
• ما أكثر شيء جذبك إلى «ممنوع الاقتراب أو التصوير»؟
- فكرته جديدة، ولم يسبق لأحد أن قدمها من قبل، فالفنان عندما يمثل أعمالاً كثيرة، وتشتمل على أنواع مختلفة من الأدوار والموضوعات، لا يكون سهلاً عليه إيجاد موضوع جديد. فمثلاً فيلم «من 30 سنة» بالنسبة إليّ كان جديداً، والأمر نفسه بالنسبة إلى فيلم «بتوقيت القاهرة»، لذلك عندما أجد موضوعاً جديداً أفرح به، وأجتهد في تأديته باتقان واستمتاع.
• يلاحظ الكثيرون أنك في أعمالك الأخيرة تتجهين إلى الكوميديا، وكان آخرها «حماتي بتحبني»... فهل أصبح هذا اللون هو الأقرب إليكِ؟
- لا أحب الكوميديا الصرف، أو أن أقدم فيلماً كوميدياً بأكمله، لكن عندما يُعرَض عليّ موضوع «حلو»، ويشمل مواقف كوميدية بالتأكيد سأحرص على تقديمه.
• قدمتِ من قبل شخصية قوية ومتسلطة في مسلسل «الرجل الآخر». ما الفرق بينها وبين شخصيتك في «ممنوع الاقتراب أوالتصوير»؟
- في مسلسل «الرجل الآخر» شخصية حكمت كانت تتسم بالقسوة على أبنائها، وكانت تخاف أن تفقد كل شيء، لذلك تحارب باستماتة من أجل السلطة. أما في «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، فالدكتورة «ثريا» شدتها على أولادها نابعة من خوفها عليهم، وكلتا الشخصيتين لها أخطاؤها، ونوضح أن السيطرة الشديدة للأم ليست صحيحة.
• ألا تخشين أن تُكرَه الشخصية بسبب قوتها؟
- لا أفكر بهذا المنطق، وعندما قدمت «الرجل الآخر» تقبل الجمهور شخصيتي، ونجحت فنياً أيضاً، وحصدتُ عنها جائزة.
• ما حقيقة مشاركتك في إنتاج الفيلم بعد تعرضه لتعثرات إنتاجية؟
- غير صحيح على الإطلاق، فأنا لا أصلح للإنتاج، ولا أحب التعامل مع الأرقام وعلاقتي بها علاقة عكسية، وما فكرت على مدى عمري كله أن أتجه إلى الإنتاج.
• ألم تخشي أن يتهم الفيلم بالإساءة إلى الداخلية؟
- العلاقة في نهاية الفيلم تكون طيبة، ولا نسيء إليهم في شيء.
• وما سبب اعتذارك عن فيلم «تراب الماس»؟
- اعتذرت عنه، لأن الدور لم يعجبني، ولم أجد نفسي فيه.
• تخوضين تجربة جديدة من خلال مسلسل «قصر العشاق». حدثينا عنه، وما سبب موافقتك عليه؟
- المسلسل يشتمل على توليفة حلوة والسيناريو مكتوب بشكل جيد، وللمرة الأولى سيرى الجمهور 6 من نجوم جيل الثمانينات في عمل واحد، وهم فاروق الفيشاوي وحسين فهمي وعزت العلايلي وبوسي وسهير رمزي وأنا، والحقيقة أن المؤلف محمد الحناوي كتب توزيعة الأدوار بشكل جيد على هيئة ثنائيات، وسأكون أنا طرفاً في ثنائي مع فاروق الفيشاوي!
• وما طبيعة دورك خلاله؟
- المسلسل اجتماعي رومانسي، وأفضّل أن أترك الحديث عن تفاصيل الشخصية الآن.
• هناك ندرة في كتابة أعمال فنية لجيل الكبار. فما السبب من وجهة نظرك؟
- طبيعة الفن هي أن أجيالاً تزدهر، ثم تسلم أجيالاً أخرى، وطول عمر السينما والدراما هناك تعاون بين الأجيال المختلفة، والمهم أن يحافظ الفنان على مكانته داخل العمل الفني، ولا يقلل من تاريخه بسبب الدور الذي يقدمه، وأنا حاضر في ذهني نموذج مهم، هو عادل إمام، ففي كل سنة يقدم مسلسلاً، وتُكتب له أعمال فنية خصيصاً.
• من الملاحظ قلة أعمالك التلفزونية في السنوات الأخيرة. لماذا؟
- عدم وجود نص يُقنعني ويستفزني للتمثيل هو السبب الرئيسي، وبطبعي لا أجري وراء الأعمال، وأنتظر الدور المناسب الذي يُعرَض عليّ، وإذا لم يأتِ فلستُ من النوع الذي يقدم أي دور لمجرد الظهور على الشاشة، وذلك حفاظاً على تاريخي.
• المتابع لأحوال السينما في الفترة الأخيرة سيجد سيطرة الأفلام التجارية على السوق، بينما الأفلام ذات المضمون الجيد قليلة. كيف ترين هذا الأمر؟
- الأفلام التجارية ليست من اختراع هذه الأيام، بل هي موجودة في العالم كله، وفي تقديري أن هناك أفلاماً كثيرة أُنتجت في الفترة الأخيرة جيدة المستوى والمضمون.
• هل بعد عودتك إلى الدراما وجدت أن هناك أشياء كثيرة تغيرت؟
- الموضوعات اختلفت وأصبحت أكثر نضجاً بجانب أن هناك تقنيات فنية في الصورة أكثر تطوراً.
• وما أكثر المسلسلات التي لفتت نظرك في السنوات الأخيرة؟
- أعجبني جداً مسلسل «جراند أوتيل» ومسلسل «أفراح القبة»، وأيضاً مسلسل «فوق مستوى الشبهات»، يسرا قدمت خلاله دوراً جديداً وجميلاً، وفي رأيي أن هناك مسلسلات تتعرض للظلم بسبب زحام الأعمال، ومعظمها يتابعها الناس بعد رمضان، وأنا عن نفسي تابعت مسلسلات كثيرة بعد رمضان مثل «الميزان».
• هل ترين أن مقاييس الجمال اختلفت عن زمان، خصوصاً أن جيلك تمتع بنسبة جمال كبيرة مقارنة بالأجيال الجديدة؟
- لا أتفق معكِ في هذا الرأي، وهناك فنانات قمرات مثل يسرا اللوزي، وعموماً الجمال شيء نسبي تأثيره يزول بعد وقت قصير، وتبقى الروح والموهبة والثقافة، فمن الممكن أن تكون الممثلة جميلة لكنها فارغة من الداخل، وساعتها سيختفي جمالها!
• «الفن مرآة للواقع»، هذه المقولة يستغلها صنّاع بعض الأعمال الفنية لإظهار سلبيات المجتمع. فما رأيك في هذه الفكرة؟
- أرفض أن نظهر القبح في أفلامنا، لأن الناس أحياناً يهربون من الواقع إلى الفن، ويريدون أن يشاهدوا «حاجة حلوة». وعن نفسي لا أحب مشاهدة الدم والعنف ولا حتى أفلام الرعب.
• لكن هناك أعمالاً تتناول بعض السلبيات مثل مشاكل الإدمان، وتتعرض لتفاصيل التعاطي؟
- هنا الأمر مختلف، لأنني أظهر أضرار الإدمان، فمثلاً فيلم «المدمن» الذي قام ببطولته الراحل الكبير أحمد زكي لن يستطيع مناقشة القضية إلا إذا تناول التفاصيل التي تبين أضرار المشكلة، وإلا فسيحد من عرض القضية، وسيضعف مضمونها.
• وكيف ترين التصنيف العمري للأعمال الفنية؟
- ليست واقعية بالنسبة إلى التلفزيون، وتنفيذها سيكون صعباً، لأن التلفزيون في البيت ولن نستطيع السيطرة على اختيارات المشاهدين. أما في السينما، فمن الممكن التحكم فيه والسيطرة على رواد السينما، وفقاً لهذا التصنيف.
• لكِ تجربة مسرحية واحدة من خلال «مطار الحب»... فلماذا لم تكرري هذه التجربة؟
- لا أحب المسرح! يكفيني التمثيل في التلفزيون والسينما.
• والأمر نفسه بالنسبة إلى تقديم البرامج. إذ لم تكرري تجربة المذيعة بعد «مساء الجمال... مع ميرفت ودلال»؟
- أحببتُ هذه التجربة وسعدتُ بها... لكنني لم أكررها لأنني لم أجد فكرة حلوة بالقدر ذاته.
• أنتِ قليلة الظهور الإعلامي، فما السر وراء ذلك؟
- طوال عمري تلازمني هذه الصفة، ودائماً أرفض أن تكون حياتي مادة للبرامج التي تتاجر بحياة الفنان وخصوصياتهم!
• هل توافقين على كتابة مذكراتك؟
- أرفض هذا الأمر، لأن حياتي ملك لي، ولن تكون محوراً لكتاب أو عمل فني.
• ومن الفنان الذي تحرصين على متابعته من الأجيال الجديدة؟
- في العموم أحب أعمال منى زكي ودنيا سمير غانم وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا وشريف منير.
• وما رأيك في أعمال محمد رمضان؟
- لا أشاهدها حتى أحكم عليها.
• اتجه عدد كبير من نجوم السينما في الفترة الأخيرة إلى الدراما. فكيف ترين هذا الأمر؟
- أعمل في المجالين، لكن عندما يُعرض عليّ عمل في السينما أوافق، والدليل أنني في الفترة الأخيرة قدمت «بتوقيت القاهرة» و«من 30 سنة»، وأخيراً «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، وفي الدراما أستعد لـ «قصر العشاق».
• وما رأيك في المسلسلات التي تقدم خارج رمضان؟ وهل توافقين على المشاركة فيها؟
- أتمنى أن أقدم هذه النوعية بشرط أن تكون مكتوبة بحرفية، خصوصاً أن الناس أصبحوا يشاهدون التركي والإسباني والهندي، والحلقات في هذه الأعمال تصل إلى 300 حلقة.
• وهل تشاهدين المسلسلات التركية؟
- شاهدت مسلسلاً واحداً، وشدني جداً وهو «على مر الزمان»، وقد أعجبني جداً، والموضوع حلو.
• وكيف ترين تأثير «القرصنة» في صناعة السينما؟
- مشكلة وكارثة لا حل لها حتى الآن، وللأسف هناك قنوات عشوائية تعمد إلى سرقة الأفلام التي تُعرض على شاشة السينما.
• هل أنت شخصية خجولة؟
- إلى حد ما.
• وما برامج «التوك شو» التي تحرصين على متابعتها؟
- لا أشاهد هذه البرامج، ولا أحب متابعتها، وعندما يكون لدي وقت أحب مشاهدة الأفلام القديمة، أما أحوال البلد فأعرفها من الجرائد.
• وكيف ترين عودة شريهان إلى الفن بعد غياب سنوات؟
- سعيدة لعودة شريهان إلى الفن، ومنتظرة العمل الذي تعود به، خصوصاً إذا كان استعراضياً.