... من هو «المقنّع»؟

1 يناير 1970 11:23 ص
في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، اشتهرت شخصية «الفارس الملثم» في الكويت خلال عرض مسلسل الغرباء الذي أدى دور البطولة فيه الراحلان غانم الصالح واحمد الصالح وكذلك عبدالرحمن العقل.

ظلت شخصية «الفارس الملثم» عالقة في الاذهان، لانها ارتبطت بفعل الخير، وفعل الخير فقط.

في العامين الاخيرين، طفت على الساحة الرياضية شخصية «عرباوية»، يتمثل همها الاول في توثيق مباريات وتدريبات «الاخضر» في مختلف مراحله السنيةمن دون مقابل مادي، ومن دون بحث عن منصب معين، ومن دون انتظار «كلمة شكر» او مديح من احد، لدرجة انه اخفى شخصيته الحقيقية، مكتفيا باسم وهمي، ومرتديا قناعا او «لثاما»، وكأنه يريد ان يقول: «لا أريد سوى التعبير عن حبي للعربي».

«بوسند» هو الاسم الذي اشتهرت به هذه الشخصية، رافضة الكشف عن الاسم الحقيقي.

هو شاب من مواليد العام 1984، يعشق «القلعة الخضراء»، ويحاول قدر الامكان ان يعبر عن «عشقه» لناديه، وخدمته من خلال هوايته، الا وهي التصوير.

يقول لـ «الراي»: «السر في هذه الهواية هو حبي وعشقي للنادي، لا ابحث عن مردود مادي او وظيفة او حتى منصب، احاول ان اسخّر هوايتي لخدمة العربي فقط»، مؤكدا ان «محبي الاخضر المخلصين هم من يخدمونه بحسب تخصصاتهم، سواء كانوا مشجعين، اداريين، لاعبين او حتى فنيين، حتى يتحقق الابداع».

واضاف: «يستغرب الكثيرون من عدم بيعي فيديوهات او صور المباريات».

ويكمل ضاحكا: «لا يعلمون انني لا ابيع خدمتي لشعار العربي، انا هنا لتأدية دوري في النادي وخدمة شعاره وجماهيره».

بدأ بوسند هوايته في العام 2014، وكان تركيزه محدودا على عدد من مباريات فرق المراحل السنية لكرة القدم، وليس جميعها، حتى زاد اهتمامه بهذه الهواية قبل موسمين، حيث بدأ يركز على المباريات كافة، قبل ان يشمل جميع الفئات.

واجهت بوسند مضايقات في بداية هوايته، ويقول في هذا الصدد: «البعض كان يردد انني ابحث عن منصب، واخرون اتهموني بأنني اتطلع الى الحصول على المال»، موضحا ان هذه الامور لم «تثنه عن مواصلة مهمته».

ويتابع: «لا انتظر مديحا من احد، ولا ابحث عن الشهرة، ولا اريد وظيفة معينة. رسالتي هي ان الجميع قادر على خدمة ناديه وفق امكاناته، من دون اشتراط مقابل مادي»، كاشفا في الوقت ذاته عن رفضه العديد من عروض العمل في مواقع اخبارية وصحف الكترونية، حتى ان النادي خاطبني شفهيا للعمل معه وفق مقابل مادي، الا انني رفضت.

وأضاف: «اوجه الشكر الى ادارة العربي على تعاونها معي ومنحي تسهيلات لتأدية عملي. رسالتي هي ان العمل لخدمة النادي ليس مشروطا بالحصول على منصب اداري او انتظار مردود مادي. هذا الامر متّبع في مختلف الجهات، لكن كثيرين لا يدركون ان هناك شيئا اسمه عشق، اخلاص، حب»، معترفا ان هذه الكلمات تساعده على الابداع والتفاني في عمله.

وختم: «لا احب الالقاب، لكن بوسند هو المحبب لدي. به عرفني الناس لكن في الفترة الاخيرة اطلق علي التونسي امين الشرميطي لقب المقنّع، حتى بات يعبر عن فرحته بتسجيل هدف بالقرب من الكاميرا الخاصة بي، وهذا الامر يسعدني كثيرا».

... كم نحتاج الى «فرسان ملثمين» في الرياضة الكويتية.