خلال حفل تكريمي أقامه لها السفير اللبناني
ماجدة الرومي: سعاد الصباح تختصر... كويت الخير والبركة
| كتب علاء محمود |
1 يناير 1970
05:43 م
ماهر الخير: ماجدة الرومي زرعت محبة لبنان في قلوب كل شعوب العالم
«واثقة هي كزنبقة، صادقة عابقة ببخور الصلاة، وحين تغنّي تغرّد الينابيع والأنهار تقرع الأجراس».
إنها «الماجدة» ماجدة الرومي التي كرمتها السفارة اللبنانية في الكويت، والوصف للسفير اللبناني ماهر الخير خلال احتفالية التكريم التي احتضنتها السفارة مساء أول من أمس، بحضور الشيخ دعيج الخليفة الصباح إلى جانب عدد من السفراء والديبلوماسيين ورجال الأعمال وأبناء الجالية اللبنانية المقيمة في الكويت، حيث قدّم لها الخير درعاً تذكارية على شكل «بوم» كويتي، كما قامت الرومي خلال الحفل بافتتاح حديقة تتبع للسفارة، قال عنها الخير إنها كانت شبه مهجورة، لكن تمّ وضع بعض اللمسات عليها لإعادة تأهيلها وتجميلها، مطلقاً عليها اسم «حديقة الشاعر».
صوت الفنانة الرومي وأغانيها الرائعة التي تلامس الروح مثل «كن صديقي» و«كلمات» وغيرهما الكثير ضجّت في أرجاء السفارة، طوال مدّة الحفل الذي امتاز بالعفوية والروح الحميمية، إذ حرصت الرومي على أن ترحّب شخصياً بالضيوف وتلتقط معهم الصور التذكارية بكل رحابة صدر وابتسامة لم تفارقها.
ومع هذه الأجواء الرائعة، افتتح السفير ماهر الخير الحفل بكلمة ترحيباً بضيفته، قال فيها: «أهلاً وسهلاً بكم في صرح السفارة اللبنانية الذي هو بيت لكل لبناني، وأشكر حضوركم لنستقبل معاً شخصية مميزة جداً، فهي لا تنتظر منا شهادة تقدير ولا تحتاج، لأن الشعب اللبناني بأكمله يشهد بحبه لها، ويمتد هذا الحب كالطوفان إلى مدن وشعوب كثيرة خلف بحار وشواطئ». وأضاف: «واثقة هي كزنبقة، شفافة كهالة نجمة، صادقة عابقة ببخور الصلاة، وحين تغنّي تغرّد الينابيع والأنهار تقرع الأجراس، ترشح الأيقونات المذهّبة، ويسيل الزيت المقدّس. يا أيتها الأميرة المترائية تحت أجفان لبنان حلماً أزرق، وإذا ما انهدل صوتك وابتهل، انسدل الحلم في عروقنا وعروق الأرض وصار الحلم كل الوطن». وأردف الخير، بالقول: «أهلاً وسهلاً بسيدة الحلم، حلم لبنان ولبنان الحلم السيدة ماجدة الرومي، كل تهانينا وشكرنا وتقديرنا لعطاءاتك وإنجازاتك الوطنية النبيلة، وتوثيق عُرى الصداقة والأخوة بين شعب لبنان وشعوب العالم، وبالأخصّ الشعب الكويتي الشقيق. زيارتك لنا حتماً تركت بصماتك ولمساتك وأطيافك ستبقى ترافقنا وتراود وجداننا».
وما إن انتهى الخير من كلمته، حتى بادرت الفنانة ماجدة الرومي، قائلة: «سعادة السفير، أصدقائي جميعاً وأهلي وكل المتواجدين هنا أشكركم من صميم قلبي على هذه المحبة التي تغمرونني بها دوماً كلما زرت الكويت، لا أعرف ما الذي قد أقوله في حقكم، لكن أتمنى أن أراكم بخير وسلام دائماً في كلّ مرة أتواجد بها هنا. من صميم القلب أتمنى للكويت هذا البلد الحبيب على قلبي الذي أمتلك فيه عديداً من الذكريات، أن يبقى في كل لحظة إلى الأزل هذا الشاطئ الأبيض الأمين الذي نحبه، وأن يبقى كما هو بحر اللؤلؤ الذي نحبه، وأن تبقى هذه الأرض الطيبة والبركة ضاحكة دوماً وبلد المحبة والسلام، وأن تبقوا دائماً مجتمعين على الخير كويتيين وعرب من كل شعوب العالم، وأدعو الله أن يبعد عنكم كل أذى ومكروه وأن يحمي هذه الأرض وشعبها وقيادتها... بحبكم». وفي بادرة وفاء وعرفان، أكملت الرومي بقولها: «أمتلك طلباً صغيراً منك سعادة السفير، أتمنى زراعة نخلة في حديقة الشاعر، وأن تحمل اسم شخص يعنيني كثيراً يحمل قيمة كبرى في حياتي وهي الشيخة الدكتورة الشاعرة سعاد الصباح، فهي بالإضافة إلى كونها مبدعة في شعرها وهذا لا نختلف عليه خصوصاً أنني من المغرمين به، فهي أيضاً بالنسبة إليّ تختصر كويت الخير والبركة، وعندما أراها لا يمكنني سوى أن أرى من خلالها كويت النبل والخيرات، وهذا طلب مني أتمنى أن يتحقق قريباً».
وعلى هامش الحفل، صرّح السفير الخير لـ «الراي» موضحاً السبب الذي دفعه إلى إقامة هذا الحفل التكريمي، فقال: «سبب تكريم الفنانة ماجدة الرومي جاء لأنها سيدة مميزة بعطاءاتها الوطنية النبيلة الأصيلة، أعطت الكثير إلى لبنان، وقرّبت الشعب اللبناني والثقافة اللبنانية، وزرعت محبة بلدنا في قلوب كل شعوب العالم، لا سيما الكويت الشقيق، لذلك كل لبنان يشهد لها بحبه وتقديره لها، ونحن سعداء أنها قد زارتنا في مقر السفارة الذي هو بيتها، إذ بحضورها الجميل ازداد المكان جمالاً وتألقاً واتخذ عمقاً وطنياً لأصالتها وحبها الكبير للبنان، ويظهر ذلك من خلال أعمالها الفنية وأيضاً مسيرتها الثقافية، لأنني أراها أديبة مثقفة إلى جانب كونها فنانة، وعندما ينسجم الفن ويتناغم مع الثقافة تكون النتيجة تحفة».
وأكمل: «حضورها إلينا إلى السفارة هو من أجل أن نحييّها ونشكرها ونقدم لها أخلص التهاني والتبريكات على كل نجاحاتها، والتي كان آخرها حفلها الغنائي الرائع الذي أقيم في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي المعروف باسم (دار الأوبرا)، وأيضاً لتعرف أنها تعيش دوماً في قلوبنا كشعب لبناني».
وختم الخير، موضحاً أن الكلمة التي ألقاها أمام ضيوفه هي من وحي ما شعر به، فقال: «ما قلته في حقّها من كلمات أمام ضيوفي لا أسمّيه شعراً، بل هي مجرد كلمات شعرت بها، لأنك عندما تخاطب ماجدة الرومي لا يمكنك فعل ذلك سوى من صميم القلب والروح».