حوار / «المواقف الصعبة أجبرتني على اختصار الحزن إلى ثوانٍ... ومدّ السعادة ساعات»

ميس قمر لـ «الراي»: الكويت... حُبي الأول والأخير

1 يناير 1970 09:08 ص
سعيدة بتجربتي السينمائية الأولى في «هروب إجباري» ... مع طارق العلي

لم أسرق دور أحد ولا أخذت رزق أحد... فكلها أمور تندرج في «الرزق المقسوم»
«صارت الكويت بالنسبة إليَّ الحب الأول والأخير»!

هكذا اعترفت الفنانة ميس قمر بعشقها للكويت، متحدثةً عن المكانة التي يحتلها هذا البلد المضياف في قلبها، لافتةً إلى أنها استطاعت أن تتأقلم مع أرض الكويت وشعبها الطيب، حتى أصبحت الآن أبرز الوجوه المشاركة في الأعمال الفنية سواء على شاشة التلفزيون أو على خشبة المسرح!

«الراي» تحاورت مع قمر، فأعربت عن سعادتها بالقاعدة الجماهيرية التي تحظى بحبها، مردفةً «أن الجمهور الكويتي ذواق فنياً على المستويين الخليجي والعربي»، ونافيةً أنها يمكن أن تأخذ مكان أحد، أو تسرق دور أي زميلة لها في الوسط الفني، معبرةً عن إيمانها بأن هذا الأمر يندرج ضمن قاعدة «أن الأرزاق مكتوبة ومحسومة».

قمر أكدت لـ «الراي» أنها تتوق إلى تقديم عمل للطفل، متابعةً: «حيث إنني كونتُ لي جمهوراً من مختلف الأعمار، وأنا ليس هدفي هو مجرد التمثيل من أجل الحصول على المقابل، بل أتطلع إلى تقديم فن يناسب جميع فئات الجمهور».

وتطرقت قمر إلى قضايا عدة أخرى تأتي تفاصيلها في هذه السطور:

• فلنتحدث بدايةً عن فيلم «هروب إجباري»، وهو أول تجربة سينمائية في مسيرتك؟

- هو فيلم سينمائي يندرج تحت اللون الاجتماعي، وأنا أشارك فيه كضيفة شرف، وأعتبر أن دوري قد يكون متواضعاً ومحدود المساحة، لكنه في الوقت ذاته مهم ويتعلق بخيوط كثيرة في مسار الأحداث، وللأمانة أعجبتني تشكيلة فريق العمل في الفيلم، وكذلك قصته بمحتواها الذي يضم مواضيع عديدة... ولكن كون هذا العمل هو الفيلم السينمائي الأول لي، وأنه مع الفنان المحبوب طارق العلي، وأنه عمل يجري تصويره في الكويت، فهذه المزايا وجدت فيها مقومات للإنتاج الرائع.

• وماذا عن دورك أنتِ؟

- لا أود التصريح بدوري، حتى لا أحرم الجمهور من متعة المتابعة وقت العرض، وكذلك لأن الفيلم يتضمن الكثير من الأحداث، ولكن لا بد من وجود خط كوميدي كشخصيتي، وفيلم «هروب إجباري» من تأليف عاطف عبدالدايم وإخراج علي رجب ونعمان حسين... ويشاركنا في التمثيل مجموعة من المشاركين منهم الفنان الإماراتي عبدالله الزيد وأحمد السلمان ومحمد الصيرفي، وهو من إنتاج شركة «فروغي» للإنتاج الفني.

• هل أنتِ تستبشرين خيراً بشأن وجود سينما في الخليج؟

- نعم، نعم... مستبشرة جداً، والكويت لديها مقومات الإنتاج والفكر. وما دامت تتوافر عناصر جيدة من إنتاج ومخرج وفريق عمل فني، إذاً توجد سينما. والعمل الجيد يفرض نفسه بلا شك.

• ننتقل من السينما، كي نتحدث عن التلفزيون؟

- لدي عمل مع المخرج محمد دحام الشمري بعنوان «كُحل أسود»، وأظهر فيه بشخصية جديدة بالنسبة إليّ، وكذلك شخصية عراقية.

• ماذا تقولين بشأن وجودك الغزير في أعمال كويتية، وأدوار بطولة؟

- نصيب، وفنانات الكويت لهن مكانة في القلب ولديهن حرفة فنية، وهذا هو الواقع، وليس مجاملة. وكما تعلم الكويت «هوليوود» الخليج، وأينما ذهبنا وجدنا فنانين من الكويت في الأعمال. أما توزيع الأدوار، فأنا مؤمنة بأنه رزق ونصيب، ومن ثم فهي مقسومة ومحسومة.

• وماذا عن المكانة التي تحتلينها في الساحة الفنية الكويتية منذ سنوات؟

- بلا مجاملة، الجمهور الكويتي ذواق على المستويين الخليجي والعربي. والكويتيون أعطوني حباً كبيراً، وأنا كذلك أعطيتهم حبي. فالشعور متبادل، والآن أنا مستقرة بشكل شبه كامل في بلادي الكويت، وأشارك في كثير من الأعمال.

• وما الدور الذي تنتظرين تقديمه؟

- امرأة جادة جداً، ومغلوبة على أمرها «كلش»، على أن تتميز بحس درامي عالٍ.

• أنتِ كوَّنتِ قاعدة جماهيرية لجمهور الكبار، وأيضاً أحبك الصغار... ألا تفكرين في تقديم عمل للطفل؟

- أفكر طبعاً، وهذا الحب نعمة، والأمر يدور في بالي جدياً، وأنا مشغولة بأن أرضي كل الأعمار والشرائح، ولا أمثل من أجل المقابل، بل من أجل تقديم فن راقٍ وبصمة تُحسَب لي. وأنا أتمنى الكثير من الأشياء على الصعيد الفني، لكن كل شيء له وقته وفقاً للنصيب.

• قدمت أعمالاً عراقية عرفكِ الناس من خلالها، لكنكِ اختفيت عن الساحة العراقية حالياً؟

- لم يعد هناك إنتاج. وفي العراق توقف العمل وتوقفنا معه، وكنا سابقاً نعمل كإنتاج عراقي في دول عربية، لكن بعض الدول غير مستقرة حالياً، فلم يكن أمامي إلا العمل في الكويت والاكتفاء بذلك.

• البعض يتساءلون: ماذا وراء طبيعتك الكوميدية وتمسككِ برسم الضحكة على جمهورك ومن حولك؟

- يا أخي، دعني أقُل لك شيئاً بصراحة. لقد مررتُ في حياتي بعدد من المواقف الصعبة التي جمعت بين الدمار والفراق والدموع... فكان يجب لكي تستقيم حياتي أن أختصر الحزن حتى يتحول إلى ثوانٍ معدودات، بينما أحاول أن أمد في عمر السعادة لكي تطول إلى ساعات... لقد اكتفينا من «القيل والقال» والتجريح، فقلتُ لنفسي: كفانا حزناً، فما ذنب من معي وحولي حتى يشاهدوا ما أنا فيه من حزن!

• لكن ألا يحتاج هذا الطبع إلى عزيمة وقوة؟

- جميعنا نستطيع. وأتذكر أنني في ليلة وقفت مقابل المرآة، وقلتُ لنفسي: «ميس... اصحي خلاص»، وبعدها بدأتُ أُفيق إلى نفسي، وأتأقلم مع الواقع من حولي، واستطعتُ أن أخطو بقدميّ مجدداً على طريق الحياة، كي أتوافق مع أي واقع أعيشه.

• هل لديك كلمة أخيرة؟

- ماذا أقول؟... كل الكلمات لا توفي حق «الراي»، ولا توفي محبة الناس لي.