وقل ربّ زدني علماً / «ذو الجلال والإكرام»

إن الله سبحانه وتعالى له أسماء حسنى (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) الحشر 23.

أسماء حسنى اختص الله بها نفسه العلية من دون مخلوقاته، وأسماء الله سبحانه هي كل ما دل على ذات الله، مع صفات الكمال مثل السميع القادر، الحكيم البصير، فهذه الأسماء تدل على ذات الله وعلى ما قام به من السمع والقدرة والحكمة والبصر، أما الصفات، فهي نعوت الكمال القائمة بالذات كالسمع والبصر والحكمة، فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد، وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله: القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته، فتارة يتجلى في صفات الهيبة والعظمة والجلال، فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الأصوات، ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء، وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال، وهو كمال الأسماء وجمال الصفات وجمال الأفعال الدالة على كمال الذات، فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها، بحب ما عرفه من صفات جمال ونعوت كمال، فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته، ومن أسماء الله الحسنى اخترنا لكم ذا الجلال والاكرام (تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام) الرحمن 78.

يقول الامام الغزالي رحمه الله: إن اسم ذا الجلال والاكرام هو الذي لا جلال ولا كمال إلا هو، لاجلال ولا كمال ولا كرامة ولا مكرمة، إلا هي صادرة منه، وتقديم صفة الجلال على صفة الاكرام هو أن الجلال فيه معنى يتضمن التعظيم والتسبيح والخضوع، ثم يليه الاكرام، وفيه معنى التذلل والتطلع والتماس الرحمة والعطف، وهو اسم العلوالجامع التام، الذي جمع الله به كل صفات الجلال والجمال، فكان الكمال، وربط به بين صفات الألوهية وصفات الربوبية، فالعبد المؤمن ما بين جناحي الرجاء والخشية دائما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألظوا بـ (يا ذا الجلال والاكرام) أخرجه البخاري.

قال ابن مسعود رحمه الله ألظوا في الدعاء أي الزموا ذلك، فهذه دعوة كريمة من النبي صلى الله عليه وسلم بالاكثار من قول يا ذا الجلال والاكرام، وذلك لفضل هذا الدعاء وتقبله عند الله عزوجل، فلنأخذ بنصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكي نرى الجزاء العظيم يوم القيامة إلى جانب التوفيق من الله العزيزالحميد في الحياة الدنيا.

nn477601@