تقرير / مسلّحو سورية سيأتون إلى أستانة بطلب من تركيا... «الضامِنة»

1 يناير 1970 07:28 ص
أرجئ اتفاق مؤتمر أستانة من 20 الشهر الجاري الى 23 منه لإقصاء إدارة باراك أوباما عن الحضور وإفساح المجال للإدارة الأميركية الجديدة تحت سلطة الرئيس دونالد ترامب إذا أرادت الحضور.

وحتى يومنا هذا، لم يدعُ الكرملين الندّ الأميركي، الذي لا يزال تحت سيطرة أوباما لغاية العشرين من هذا الشهر. إلا أن هناك تواصلاً مع فريق عمله والفريق التركي - الروسي للتحضير لمؤتمر الهدنة في سورية مع حضور الأطراف المتحاربة على أرض بلاد الشام للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب هناك، كلقاء أوّلي تحضيري لمؤتمر يعقد في الأشهر اللاحقة في جنيف تحت رعاية دول إقليمية ودولية أكبر بكثير من تلك المدعوة الى أستانة - كازاخستان.

وأفضت اجتماعات أنقرة بين المعارضة المسلحة والمسؤولين الأتراك الى قبول أكثر الأطراف تشدداً - «أحرار الشام» - بالذهاب الى مؤتمر الأستانة من دون أن تكون هذه المشاركة تعني التخلي عن السلاح أو عن قضيتهم أو المحاور الموجودة على الأرض.

وإن حضور أكثر الأفرقاء السوريين يعني الكثير لأنقرة لتثبيت قدرتها كشريك أساسي على الساحة السورية تستطيع موسكو الاعتماد عليها (أو اتهامها بالتقصير إذا حصل أي خرق مهمّ) للانطلاق في مؤتمر أوسع ووضْع أسس البناء لوقف نار شامل من الممكن تحقيقه في الأشهر المقبلة، من دون أن يشمل هذا الاتفاق الآلاف من المقاتلين الجهاديين التابعين لـ «القاعدة» (فتح الشام أو النصرة) و«جند الأٌقصى» و«جيش المهاجرين» و«الأنصار» وآخرين غير المعنيين بأي اتفاق في سورية.

والجديد في مؤتمر الأستانة ليس فقط احتمال دعوة إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب، بل مشاركة «أحرار الشام» (أكثر من 16 ألف مقاتل) في الاجتماع وهي التي تمثّل بيضة القبان ضمن كل الفصائل السورية ما عدا الجهادية منها.

إلا أن مشاركة «أحرار الشام» ستولد اختلافات داخلية في المنطقة السورية الشمالية حيث تتواجد قوات «الأحرار» مع «القاعدة» وتعملان معاً في المحاور كافة، ولا سيما بعدما بدأ استهداف مقرات لـ «القاعدة» في المناطق الشمالية لم تستهدف طوال الأعوام الخمسة ونيف في الحرب.

وقد دمّرت طائرات التحالف الدولي مقرات لـ «القاعدة» واستهدفت قياديين بارزين ما أثار تساؤلات عن الدور التركي - أو القوى التابعة له في سورية - بمشاركة الإحداثيات (عن طريق تركيا) مع الاستخبارات الأميركية ما أسفر عن هذه الضربات الأمنية التي أودت بحياة العشرات من القاعدة من الصف الثاني والثالث.

إلا أن لقاء أستانة لا يعني إنهاء الحرب ابداً لأن «القاعدة» ومعها الجهاديين لديهم اختيارات محدودة.

- إما اندماج أكثرهم - المحليين السوريين - بالتنظيمات الإسلامية مثل «أحرار الشام» وترْك «القاعدة».

- إما اندماج التنظيمات الجهادية كلها تحت لواءٍ واحد لتضافُر القوى ومنْع ضربها في الداخل.

- إما الطلب من كل العناصر المهاجرة من البلدان المختلفة الخروج والعودة من حيث أتوا. وفي اعتماد هذا الخيار، تكون كل الأطراف الداخلية - ومعها تركيا - محرجة بضرب هؤلاء لأنهم جزء من النسيج السوري.

إلا أن الأمور تتجه نحو التصعيد العسكري في الوقت الراهن رغم النية الحقيقية المتواجدة لدى روسيا وتركيا وأميركا (تحت قيادة ترامب) بضرب الإرهاب، أولاً لتداعياته على المنطقة وعلى الأطراف المعنية بالصراع السوري.

ولكن تصريح ترامب وفريق عمله أن أولوياته الانتهاء من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أولاً ومن ثم التوجه نحو ضرب «القاعدة» ثانياً، مؤشر الى أن الحرب بين حلفاء روسيا وبين المعارضة والجهاديين ستستمر لأن مطالب المعارضة - بتنحي الأسد - وتبني هذه المطالب من قبل أنقرة لن يأتي بقادة «أحرار الشام» الى قبول أي اتفاق من دون ذلك في الوقت الراهن، ما يؤكد أن الحرب ستستمر ولن تتوقف على أبواب الأستانة ولا جنيف المقبلة.