«حزب الله»: مَن قال إن ضربة قوية وُجهت لنا بزيارة عون المملكة أولاً؟
لبنان مرتاحٌ لتطبيع علاقاته مع السعودية وقطر
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
02:32 م
الجبير إلى بيروت قريباً ترجمةً لرغبة البلدين بعودة العلاقات «إلى مكانة أفضل مما كانت عليه في الماضي»
عون: لست مع خيار مشاركة أطراف لبنانية في الحرب السورية
يسود كل من بيروت والرياض والدوحة ارتياحٌ بالغٌ حيال الزيارتيْن اللتين قام بهما رئيس الجمهورية ميشال عون تباعاً لكلّ من السعودية وقطر واللتين طوتا صفحة التوتر مع دول الخليج عموماً واعتُبرتا بمثابة «رافعة» للعهد الجديد الساعي الى «حماية» انطلاقته القويّة، وعكستا في الوقت نفسه، ولا سيما المحطة في المملكة، دخول لبنان مرحلة مختلفة على صعيد «التوازن الاقليمي» الذي يحكم واقعه، ترتكز على «تعايُش متوازن» سعودي - ايراني في الشقّ الداخلي مع فصْل مسار الاشتباك الاستراتيجي الذي يدور في أكثر من ساحة ويشكّل «حزب الله» رأس حربةٍ فيه.
وفيما تتجه الأنظار مع عودة عون امس الى ترجماتٍ للمباحثات البالغة الايجابية التي أجراها في السعودية وقطر والتي ستكون محور نقاشات عبر قنوات تمّ تحديدها، أكد الرئيس اللبناني في الطريق من الدوحة الى بيروت ارتياحه للمحادثات في السعودية وقطر، مشيراً الى «ان نتائجها المباشرة وغير المباشرة ستظهر قريباً وهي تصب في اي حال لمصلحة البلدين والشعبين».
وشدد عون امام الوفد الرسمي والاعلامي المرافق على «ان العلاقات مع دول الخليج، وفي مقدمها السعودية، عادت الى طبيعتها وصفحة الخلل التي مرت بها خلال الفراغ الرئاسي ونتيجة الاحداث الاقليمية طويت نهائياً وسيشهد اللبنانيون عودة متزايدة لأبناء دول الخليج الى لبنان كما كان الوضع في السابق».
واكد ان كل المواضيع ذات الاهتمام المشترك التي أثارها مع المسؤولين السعوديين والقطريين «لقيت تجاوباً ودعماً واضحين، وتلك التي تم الاتفاق عليها في البلدين ستكون موضع متابعة من خلال زيارات رسمية وزارية متبادلة»، موضحاً «ان لبنان يستعيد تدريجياً مكانته عربياً واقليمياً ودولياً».
وكان عون أكد في إطلالة عبر محطة «العربية» أن لبنان لم يقم بأي عمل يضر بمصلحة عربية، ولا سيما السعودية، مبيناً أن قرار مشاركة بعض الأطراف اللبنانية في الحرب السورية لم يكن «خيار الدولة». مضيفاً أنه ليس مع هذا الخيار«أنا كرئيس دولة ليس لي الحق أن أكون مع أحد ضد أحد، لأنني أمثل كل اللبنانيين. واللبنانيون لديهم عدة آراء في هذا الموضوع، والحياد الإيجابي هو الموقف السليم».
وفيما أشارت الصحف القطرية الصادرة امس الى نجاح زيارة عون للدوحة بكل المعايير، معتبرة انها «ستشكل منطلقاً جديداً يعيد العلاقات الى سابق عهدها من تعاون وتنسيق وانسجام في جميع الملفات السياسية والاقتصادية، ستُترجم بخطوات متتالية على ارض الواقع»، كشفت صحيفة «عكاظ» السعودية أن وزير الخارجية عادل الجبير سيقوم بزيارة لبيروت خلال الفترة المقبلة تلبية لدعوة تلقاها من نظيره اللبناني جبران باسيل.
وأكد الجبير للصحيفة أن زيارة عون للمملكة مهمة جداً، كونها الأولى له عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية، معتبراً ذلك «مؤشراً الى الاهتمام الذي يوليه لبنان ورئيسه للعلاقات التاريخية بين الرياض وبيروت».
واذ اعلن ان المملكة «تتطلع للعمل مع لبنان لضمان وحدته واستقلاله وعدم التدخل الخارجي في شؤونه والتوافق بين جميع طوائفه»، كشف ان المباحثات بين الملك سلمان بن عبد العزيز وعون «شهدت توافقاً واضحاً مما سينعكس إيجابا على علاقات البلدين الشقيقين في المرحلة المقبلة»، مشيراً إلى أنه التقى عون وباسيل «واتسم اللقاء بالشفافية وأبرزَ رغبة البلدين في عودة العلاقات إلى مكانة أفضل مما كانت عليه في الماضي».
وفي موازاة ذلك، وفي أوّل تعليق لـ «حزب الله» على اختيار عون السعودية لتكون إطلالته الخارجية الأولى منها، ردّ نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم على قول البعض «إن حزب الله وُجهت له ضربة قوية بهذه الزيارة»، متسائلاً «مَن قال ذلك؟»، واضاف: «أصلاً من غير الطبيعي أن يأتي رئيس جمهورية ولا يفتح علاقات مع كل الدول باستثناء إسرائيل، ومن حقه أن يختار أي دولة يريد أن يذهب إليها أولاً حسب تقديره للمصلحة، فهو ربان السفينة الذي يحدِّد كيف يعمل بالتوازن المطلوب لمصلحة أن يكون لبنان منفتحًا على كل القوى المختلفة».
واذ أكد ثبات الحزب على رأيه المناهض لمواقف السعودية، تَدارك «ولكن هذه نقطة لا علاقة لها بأن لبنان سيواصل ويبني علاقات مع السعودية ومع الدول العربية والأجنبية ويصبح هناك خطوات اقتصادية وسياسية، وهذا طبيعي».
على صعيد آخر (ا ف ب)، أمر قاض بإقفال مؤقت لمطمر للنفايات قريب من مطار بيروت الدولي بعد تحذيرات من خطر محدق بحركة الطيران جراء كثافة تحليق الطيور.
وقال المحامي والناشط في حملة إقفال مطمر كوستا برافا هاني الأحمدية، إن «هذا قرار محكمة (...) تم إقفال الأبواب ومنع دخول أي شاحنات إلى المطمر». وحسب نص القرار الذي نشرته «الوكالة الوطنية للإعلام»، فإن قاضي الأمور المستعجلة في جبل لبنان حسن حمدان أصدر قراره «بسبب وجود طيور النورس».
وكان وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني يوسف فنيانوس أقر بأن حركة الطيران المدني في مطار بيروت الدولي معرضة للخطر جراء كثافة تحليق الطيور فوق مطمر كوستا برافا.