حوار / عازف ومغنٍّ سوري... أحبّ آلة العود حتى أصبحت «جزءاً لا يتجزأ من حياته»
محمد خير لـ «الراي»: الغناء الكويتي... يشهد تطوراً كبيراً
| حاوره علاء محمود |
1 يناير 1970
04:35 م
الإحساس والقدرة على توصيل النغمة يميّزان عازفاً عن آخر
تتلمذتُ على يد أحد أصدقائي... واليوم أدرّب كل راغب في العزف
هناك أصوات شبابية عديدة أثبتت وجودها في الساحة الكويتية
لديّ فرقتان موسيقيتان... «الأَرز» للتخت الشرقي و«الورود» لإحياء الأعراس والمناسبات
«فنان بالفطرة... بدأتُ هاوياً، قبل أن أتحول بالتدريج إلى مرحلة الاحتراف».
إنه عازف العود والمغني السوري المولد والمقيم في الكويت محمد خير.
منذ الصغر في ثمانينات القرن الماضي، عشق العود مثلما عشقت أنامله مداعبة أوتاره، حتى صارت جزءاً مهماً في حياته (وفقاً لتعبيره)... «كانت البداية عندما تعلمتُ العزف على يد أحد أصدقائي»، يقول خير: «لكنني صرتُ اليوم مدرباً أسكب مهاراتي بين أصابع الهواة الناشئين الراغبين في تعلم المزيد من سحر العود وأسراره».
«الراي» التقت خير، الذي أماط اللثام عن أنه تعلم العود باجتهاده الشخصي، ولم يلتحق بأي من المعاهد الخاصة لتعلم الموسيقى، فبين «أن الاختلاف بين عازف وآخر لآلة العود يكمن في إحساس العازف ذاته، وقدرته على إيصال النغمة إلى المستمع»، ملتفتاً إلى شرح الخطوات التي يتبعها لتعليم المبتدئين العزف على آلة العود التي وقع في غرامها، ومردفاً: «إن طرق ضبط أوتار العود تختلف من عازف إلى آخر، لكن أفضل طريقة هي مضاهاة نغمات العود بآلة البيانو».
عازف العود محمد خير، كشف عن امتلاكه فرقتين موسيقيتين، إحداهما تنتمي إلى «التخت الشرقي»، بينما تختص الأخرى بإحياء الأعراس والمناسبات، مشيداً بتطور الفن والغناء في الكويت، ومتطرقاً إلى نقاط أخرى تأتي تفاصيلها هنا:
• بدايةً، هل لنا أن نعرفك أكثر... ومن قُرب؟
- محمد خير، فنان بالفطرة - سوري الأصل من مواليد الكويت - أعزف على آلة العود منذ العام 1993، كما أقوم بتدريس العزف عليه، إلى جانب أنني مغنٍّ منذ الثمانينات. حيث إن الفن بالنسبة إليّ هواية، وهذه الهواية تطورت حتى وصلت إلى مرحلة الاحتراف.
• هل التحقتَ بمعاهد أو مدارس خاصة فنية لتعلّم العزف على آلة العود؟
- كلا، الأمر بدأ عن طريق المصادفة، كما أنني بالفطرة موهوب فنياً، وحتى أصقل موهبتي الفنية تتلمذت على يد صديق لي هو المهندس محمد عصام حميد الذي علمني أساسيات العزف على آلة العود التي عشقت نغماتها حتى تمكنت منها بشكل كامل، واليوم أصبحتُ أنا مدرباً أمنح خبراتي لكل راغب في العزف على هذه الآلة الرائعة التي صارت منذ زمن بعيد جزءاً لا يتجزأ من حياتي.
• وما الطريقة المُثلى لتدريب المبتدئين على عزف العود؟
- قبل كل شيء يجب أن ألمس في داخله الرغبة الفنية في التعلم، بعدها أبحث إن كان يمتلك رغبة في التعلم على آلة العود أساساً أم لا، ومن ثم أختبر إيقاعه إن كان صحيحاً أم لا، بعدها أباشر معه التدريب العملي من خلال تمرينه على الطريقة الصحيحة للإمساك بآلة العود - أن يحضنه كأب يحتضن طفله ويضمه إلى صدره - بحيث يكون مرتاحاً تماماً غير متشنج، من ثمّ أعلّمه كيفية الإمساك بالريشة، بعد ذلك أعلمه الموضع الصحيح لأصابع يده على الأوتار بحيث تكون تلقائية من دون أن يداخلها شعور بأي عناء، وهو تكنيك يعتمد في الأساس على إمساك آلة العود بصورة صحيحة منذ البداية، وعندما يتقنها أبدأ بتعليمه أماكن السلم الموسيقي - العود يضمّ خمسّة أوتار، وكل وترين عبارة عن نغمة - المتعارف عليه، ثم أعلمه كيفية حركة الأصابع، وعندما يعرف تلك الأمور، أعطيه أوّل تمرين بحيث يمكنه إتقان الأساسيات التي سبق ذكرها.
• وما أفضل طريقة - في تقديرك - لضبط أوتار العود بنغمتها الصحيحة؟
- طبعاً هناك عدّة طرق لذلك، فالبعض يعتمد على حاسة سمعه وحسّه الفني، في حين يلجأ آخرون إلى أجهزة خاصة بذلك. لكن أفضل طريقة من وجهة نظري لضبط العود هو اختبار نغماته من خلال مضاهاتها بآلة البيانو.
• هناك عازفون كثر على آلة العود... فما الذي يميز كل منهم عن الآخر؟
- ما يميز هؤلاء العازفين بعضهم عن بعض هو الإحساس الذي ينبع من داخله، وكيفية إيصاله النغمة إلى المستمع. إذ إن حالة العازف نفسه تنعكس تلقائياً على المستمع، فإن كان حزيناً فسوف يعزف أنغاماً حزينة ممتزجة مع إحساسه، وإن كان سعيداً حينها سوف يعزف أنغاماً سعيدة، وهكذا.
• مَن الفنانين الذين سبق أن تعاونتَ معهم؟
- في السابق، وتحديداً بعد تحرير دولة الكويت، تقابلت مصادفةً الفنان محمد المسباح عند أحد الأصدقاء، فعزفت معه وغنينا معاً كـ «دندنة»، كذلك أحد أصدقائي المقربين الذي أتعاون معه كثيراً هو الفنان عادل الرويشد، إلى جانب مجموعة كبيرة من أصدقائي الفنانين المصريين والسوريين، من بينهم بشير عبود.
• هل تعزف وتغني وحيداً؟
- كلا، فلديّ فرقتان موسيقيتان: الأولى فرقة خاصة بالتخت الشرقي، وتحمل اسم «الأَرز»، أما الفرقة الثانية فهي خاصة بإحياء الأعراس والمناسبات الخاصة، وهي باسم «الورود».
• ما الذي يميّز الفرقتين اللتين تمتلكهما عن غيرهما من الفرق الموجودة في الساحة؟
- كل فرقة لها طابعها الخاص والمميز بها، لكن شخصياً أرى أن محبة الناس والقبول هو من أهم أسباب نجاحي واستمراري في هذا المجال الفني، كما أنه الداعم الأول لي، ولهذا تجد الجميع يحرص على مشاركتنا لهم في إحياء أفراحهم ومناسباتهم المتنوعة والمتعددة.
• هل تمارس الغناء فقط من خلال الأعراس والمناسبات الخاصة؟
- كلا، بل إنني أُحيي أيضاً أمسيات فنية راقية داخل أحد الفنادق الفخمة. والجميل في هذا الأمر أنني أتواصل مع جمهوري بشكل مباشر، كما أنني ألاحظ وجود العديد من هذا الجمهور يحرصون على الحضور بشكل دائم، وهو ما يدلّ على استمتاعهم بالفن الذي أمنحهم إياه.
• ألم تفكر في طرح أغانٍ خاصة بك؟
- طبعاً راودتني هذه الفكرة، لكنها تحتاج إلى وقت وتفرغ، وهو ما لا أملكه لأنني أعمل في إحدى الشركات الخاصة. إلى جانب هذا، حصلتُ على فرصة للعمل الفني في مصر، لكنني اعتذرتُ لأن القرار احتاج إلى تضحية، والاختيار ما بين الاستغناء عن عملي الأساسي الذي من خلاله أُعيل عائلتي، والذهاب إلى مصر والتغرّب بعيداً عن عائلتي، فكانوا هم الكفّة الأرجح التي اخترتُها.
• وماذا عن مشاركتك في برامج المسابقات الغنائية؟
- للأمانة لم أفكر في الأمر بتاتاً، لأنهم كما أعتقد لديهم شروط معينة لكل متسابق، منها مسألة العمر وغيرها الكثير. إلى جانب ذلك، وفي حال قبولي بأحدها، فإن الأمر كان سيتطلب أيضاً السفر لمدة شهر أو شهرين على الأقل، وبالتالي كان هذا سوف يُجبرني على الاستقالة من عملي، وهو الأمر الذي أرفضه.
• انطلاقاً من أنك مندمج بالفن في الكويت، وأنك عاصرته منذ زمن ليس قصيراً... كيف تراه اليوم؟
- من دون مجاملة، الفن والغناء في الكويت يشهدان اليوم تطوراً ملحوظاً، وهناك أصوات شبابية عديدة أثبتت وجودها في الساحة برغم كثرة الأصوات على نطاق الوطن العربي، وهذا بحدّ ذاته إنجاز يُحسب للفن الكويتي.
• إلى أين تريد الوصول في المجال الفني؟
- سأبقى مستمراً، وسأظل أحرص على أن أطور نفسي وأدواتي في هذا المجال، ما دمتُ أقدم فناً راقياً وجميلاً، وأسير في الطريق الصحيح.