«الداخلية» فككت أسرار ساحة «أم نقا» لأول مرة منذ سنوات
الشرطة احتلت حلبة التقحيص... فغابت الـ«جياتي»
| كتب غانم السليماني وباسم عبدالرحمن |
1 يناير 1970
11:25 م
خطة أمنية نفذتها إدارة مرور الجهراء بمشاركة 20 دورية و50 رجل أمن و5 سيارات مدنية
رجال المباحث دخلوا الساحة بسياراتهم المدنية للاحتفال والمشاركة
ليلة الاحتفال تحولت عذاباً وبرداً وملاحقة ...وحجز سيارات بينها خليجية
«الإسعاف الجوي» نقل مصابين انقلبت سياراتهم أثناء هروبهم من الساحة
احتل عناصر الأمن الحلبة...فغابت «جياتي التقحيص»... هكذا كان المشهد الأخير في الساعات الأولى للعام الميلادي الجديد في أم نقا، التي فككت وزارة الداخلية أسرار ساحتها، فجر أمس، وحلت اللغز الذي ظل سنوات عصيا على أجهزتها، فنجحت بالسيطرة على ساحة الاحتفال، وبالتالي إفشال التقحيص السنوي الذي يصاحب وداع العام واستقبال العام الجديد، في بر أم نقا، الذي يشهد مظاهر تقحيص احتفالية، تحييها تجمعات كبيرة من الشباب.
وأحكمت وزارة الداخلية قبضتها على ساحة التقحيص في بر أم نقا، وطبقت خطة أمنية محكمة أوقعت عشرات من الموقوفين، وحجزت عدداً من سيارات السبورت، وأسقطت احتفالية أصحاب «الجياتي» في الليلة الأخيرة من العام المنصرم، والتي كان المحتفلون يأملون بجعلها ليلة تاريخية.
المحتفلون الشباب، تحولت ليلتهم إلى عذاب وملاحقه أمنية، وقضوا ساعات طويلة في البر والبرد القارس، يترقبون من بعيد مغادرة دوريات الشرطة، التي ظلت طول الليل تحاصر حلبة التقحيص، وهي تضيء «الفلاشر»، معلنة أنها أحكمت السيطرة على الساحة، فلا مجال للاحتفال أو التقحيص.
سيناريو الخطة الامنية التي نفذتها إدارة مرور الجهراء، بمشاركة 20 دورية و50 رجل أمن و5 سيارات مدنية، يقودها رجال المباحث بلباس مدني، بدأت في الساعة السابعة مساء، عندما خالط رجال المباحث بسياراتهم المدنية المحتفلين وأوهموهم أنهم يريدون أن يشاركوهم في التقحيص، واستعراض قدراتهم في القيادة، فكان لهم ما أرادوا، وفتح لهم الشباب باب المشاركة وأبلغوهم أسرار المهنة وطرق تبديل الاطارات التالفة، ووسائل الهروب والتخفي، وأسماء بعض المشاركين والمنظمين.
وبعد نحو ساعة من بداية الاستعراض، طوق رجال الامن الساحة وأغلقوا الطرق والمخارج، وحاصروا المتجمهرين الذين فوجئوا بالسيطرة الكاملة من قبل رجال الامن، وسادت حالة من الارتباك الكبير، أدت إلى انقلاب سيارة أحد المشاركين، وتم نقل من كان بداخلها إلى المستشفى بواسطة الاسعاف الجوي، وحجز عدد من السيارات التي كان من بينها سيارات تحمل لوحات خليجية.
الاحتفال في بر أم نقا كان مختلفا، ولم ينجح الشباب هذا العام بتنفيذ طقوسهم السنوية في الاستعراض واستقبال العام الجديد بالتقحيص وتفجير الاطارات تحت الضغط.
المتجمهرون الذين أفلتوا من قبض وزارة الداخلية، دخلوا البر بسياراتهم وجلسوا في الصحراء ساعات طويلة، ينتظرون مغادرة سيارات الشرطة، لكن دون فائدة، ومرت السنة دون تقحيص واستعراض، ليسجل التاريخ خلو الساحة من الشباب بعد سنوات من المغامرات وقصص «الجي تي»التاريخية.