تَنافُس بين الجهوزية الأمنية والخلايا النائمة
لبنان يدشّن الـ 2017 بـ «إطلاق سراح» ملف النفط
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
02:39 م
الحريري: زيارة الرئيس عون للسعودية ستساعد في عودة السياح
... في لبنان وتحت جنح الظلام، جرتْ وعلى عجلٍ عمليةُ التسليم والتسلّم بين الـ 2016 التي توارتْ مُسْرِعةً من حيث أتتْ، وبين الـ 2017 التي تسلّلتْ ببطءٍ وكأنها... «تعدّ للعشرة».
احتفالياتٌ وبكائياتٌ في ليلةٍ ليلاء من أمطارٍ وبرْدٍ وصقيعٍ، طوتْ صفحةً ملتبسة وفتحتْ أخرى غامضة في بلادٍ تعوّدت العيش «كلّ يوم بيومه» منذ تحوّلت أيامها مجرّد عدّادٍ للوقت.
كانتْ المرابع الليلية ونوادي اللهو والمطاعم والمقاهي عامرةً كالعادة، والشوارع المحروسة بـ«المرقّط» تضجّ بمظاهرِ العيد، والشاشات تحتلّها هستيريا «التوقّعات» وبرامج المسابقات.
أما مَن هم «خارج الصورة» في مخيمات النزوح وأولئك القابعون تحت خطّ الفقر، فحلّ العيد عليهم بطعْم البؤس الذي يجعل يومياتهم «رقصة وجعٍ» دائمٍ، في ظل عراءٍ سياسي وإنساني لا يرحم.
ولم تتبدّل «برْمجة» الاحتفالات في لبنان، رغم التقارير التي تحدّثتْ عن إحباطِ عملياتٍ إرهابية كان يجري الإعداد لها في عاصمتيْ الشمال طرابلس، والجنوب صيدا.
وفيما وصف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الوضع الأمني في لبنان بالمستقر، فإنه لم يستبعد حدوث عمل إرهابي، مشيراً إلى «أن غالبية الموقوفين في لبنان يتلقون أوامرهم من الخارج، وتحديداً من الرقة، وعلمنا أنّ شخصاً كان يعدّ لعملية انتحارية في صيدا وتمّ إحباطه».
وتَزامن كلام ابراهيم مع اعلان «الأمن العام» عن توقيف السوري (خ.م) لانتمائه لتنظيم ارهابي، وان الأخير اعترف بأنه كان في صدد التحضير لتنفيذ عمل انتحاري في لبنان بتكليف من الارهابي اللبناني (ع.ح) الملقب أبو بصير وأبو هاجر اللبناني.
كما تَرافق هذا الأمر مع كشْف تقارير عن ان الخليتيْن الارهابيتيْن اللتين تم توقيفهما في طرابلس الخميس والجمعة (تتألفان من 4 لبنانيين وفلسطيني) كانتا تعملان بتوجيه من الإرهابي الفار الى مخيم عين الحلوة (للاجئين الفلسطينيين في صيدا) شادي المولوي الذي أمرهما بتنفيذ عمليات خلال فترة الأعياد، وان إحداهما كانت قاب قوسين من ارتكاب فعلها الإرهابي، على ان يبدأ برمي قذائف صاروخية ورمانات يدوية ويعقبها إطلاق نار كثيف، ثم عند التجمع لإسعاف الجرحى ونقل الضحايا، يعمد الإرهابي الانتحاري إلى تفجير نفسه وسط المحتشدين.
واذا كان القلق الأمني لبنانياً شكّل امتداداً لحال الاستنفار العالي الذي شهدته عواصم عدّة في العالم خشية «مفاجآت غير سارّة» ليلة رأس السنة، فإن 2017 أطلّت سياسياً وسط ارتياحٍ كبير الى معالم المرحلة المقبلة مع معاودة المؤسسات انتظامها وبروز إرادة تعاون كبيرة لا سيما بين رئيسيْ الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري.
و«أوّل الغيث» الايجابي في الـ 2017 سيبرز في اول جلسة عمل يعقدها مجلس الوزراء الأربعاء المقبل بعد نيْل الحكومة ثقة البرلمان، وسط معلوماتٍ عن انه سيتمّ إقرار المراسيم التطبيقية لقطاع النفط والقانون الضريبي المتعلّق بهذا الملف، وهو ما سيفتح الباب أمام وضع نفط لبنان وغازه على سكّة التلزيم بعد طول انتظارٍ.
كما يفترض ان تشهد جلسة الحكومة بحثاً في ملف الاتصالات، في ظلّ معلومات عن اتجاه لتعيينات جديدة في هذا القطاع بما يضمن تحريره وإطلاق عجلة تحديثه، وهو ما كان الحريري أشار الى وجوب حصوله قبل أيام حين تعهّد بزيادة سرعة الانترنت في لبنان عشرين ضعفاً.
ولفت إعلان الحريري امام وفد من الهيئات الاقتصادية (زاره الجمعة) «وجود تفاهم مع رئيس الجمهورية حول نحو 95 في المئة من الامور الاقتصادية»، مؤكداً «ممنوع العودة إلى الانقسام السياسي، بعدما تبين أنه لا يفيد إلا بعدد قليل من الأصوات الانتخابية من هنا أو هناك»، مشيراً الى «أن زيارة الرئيس عون للمملكة العربية السعودية (متوقّعة في النصف الاول من يناير) ستساعد في شكل كبير في عودة السياح الى لبنان، ففخامة الرئيس لا يمثّل اليوم فريقاً بل يمثّل جميع اللبنانيين وبوجوده في المملكة سيريح الاجواء بما يعيد الدفع الى الحركة السياحية».