من عاش شاف

شنوف جاسم شاعر كبير وحكيم ومتمكن من الشعر بين الحين والآخر يشرفنا بنص رائع كهذا النص وما يترجم من احداث الزمن

لولاي اعبر ما بقلبي بالأمثال

وأردع بهن دالوب همٍ يعلّه

شرّد تماثيلٍ غريبات واجزال

من مصدرٍ هاجوس فكري محلّه

صافي صفى جالٍ تعلّق له بجال

يروي ظماً كبدٍ تبيه وتدلّه

وخوة نشاماً شوفهم ينعش الحال

يرفون زلات الخوي حشمةٍ له

وسوالفٍ يطرب لها ضايق البال

وفنجال بنٍ حاكمه وسط دلّه

لأكفخ كما حرٍ وقع بيد حبّال

شاف القسى عقب الرجوم المطلّه

في يد غشيم وقاعدٍ بين جهال

يبا المطير وسبق رجله يتلّه

من جور دنياً شايفٍ منها الأهوال

وبالناس مثلي واجدٍ فاطنٍ له

دنياً دنيه شيبت روس الأطفال

لو زخرفت لك فا لشقا مردفٍ له

يعيش فيها اللي كذوبٍ وحيال

همليقٍ ماله مع الناس ملّه

وصارت على الطيب همومٍ وغربال

شاف الجفا منها وشاف الممله

يا الله يا حلال كربات من سال

لا حل به همٍ بحاله تحلّه

انك توفقنا على طيب الأعمال

يا واخدٍ تسجد عباده رضاَله

وإلا الفتى عمره ولو طال رحال

وكل يواجه ما عمل في سجلّه

إما على ما قيل فيّ وظلال

وإلا جحيم وسط نارٍ تمله

يا الادمي دنياك لوجات بقبال

لا بد منها ما تشوف المذّله

من عاش شاف وكل من شاف يهتال

ومن تاه جنّب عن طريقه وخله

واتبع رضا المعبود علام الأحوال

سبحانه اللي كوّن الكون كلّه

اللي جعل صبحه عن الليل ينجال

ربٍ يظل من التجاله أبظله

له الثنا والحمد ما هل همّال

من مزنةٍ فوق الوطى مستهله