فنانون وإعلاميون لبنانيون لـ «الراي»: «توقُّعات» المنجمين... دَجَل ووَهْم وتجارة!

1 يناير 1970 12:46 م
ديانا فاخوري: لم أحاول «تصغير عقلي» وتصديق التوقعات

وفاء الكيلاني: علم الفلك موجود... لكن الغيب عند ربّنا

أمل حجازي: المنجمون... أغبياء وسحرة ودجالون!
أوشك العام 2016 على النهاية، وما هي إلا أيام قليلة تفصلنا عن استقبال 2017. وعشية كل «تسليم وتسلُّم» بين سنة وأخرى، ينهمك الناس في «جرْدة ذاتية» يُجري من خلالها كلٌّ منهم تقويماً لما حمله العام «الراحل»، واستشرافاً لما سيكون، من ضمن «علب أمنياتٍ» تمتلئ بالأحلام والتطلعات والتمنيات.

وقبل أن يفتح الزمن «صفحة بيضاء» جديدة، يملأها أصحاب التوقّعات بساعاتٍ من الكلام عن «الغد الآتي» عبر شاشات التلفزيون التي صاروا من «نجومها» الذين يقرأون في «فنجان» السنة الطالعة ويملأون رزنامتها بـ «رزمة أحداثٍ» تكاد تصبح بصيغة «كان يا ما كان» حتى... قبل أن تكون.

«الراي» استطلعتْ عدداً من النجوم في مجالات فنية مختلفة، وسألتهم عما إذا كانوا يهتمون بمتابعة التوقعات، وهل يصدقونها وما نظرتهم إلى هذا الموضوع...

البداية كانت مع الإعلامية وفاء الكيلاني التي قالت: «الإنسان الذي يملك إيماناً قوياً بالله سيرى إن مثل هذه الأمور هي في علم الله وليس من المفروض أنه يصدّقها، إلا أن النفس البشرية ضعيفة، ولذا أي إنسان (بمَن فيهم أنا)، إذا سمع توقّعاً وشعر بأنه يشبهه أو يمسه من قريب أو من بعيد، فسينساق إلى مكان حيث يطلب سماع المزيد من التوقعات».

وتابعت: «لكنني شخصياً ومع احترامي لعلم الفلك، لا يشدّني هذا الموضوع كي أتابعه عبر شاشات التلفزة». وواصلت الكيلاني: «لو تناولوني في تَوقُّع ما، وأياً كان عدم اقتناعي، وأياً كان حجم إيماني بالله، يمكن للحظة أن أهتزّ وأن أفكر بهذا التوقع وخصوصاً لو تضمن كلاماً بشعاً». واختتمت، قائلة: «علم الفلك موجود... لكن الغيب هو عند ربنا».

بدورها، قالت الإعلامية ديانا فاخوري: «أكيد، أنا لا أتابع المنجمين ولا أضيع وقتي على كلام كهذا، لأنني لا أصدقهم ولو واحد في المئة، لأنه كذب المنجمون ولو صدقوا»، مضيفة: «الشخص الذي يؤمن بالله وبالقضاء والقدر لن تكون لديه القناعة بمثل هذه المواضيع، إلا أن بإمكانه مشاهدتهم بهدف التسلية أو ليؤكد لنفسه أنه كلام سخيف وعبارة عن كذب، لكنني حتى لمجرد التسلية لا أملك الوقت لمتابعة التوقعات، فأنا لم أتابعها طوال حياتي، ولم أحاول أبداً أن أعمل على تصغير عقلي وتصديق هذا الشيء».

وتابعت: «رأيي الشخصي أن هناك الكثير من الناس الذين يحبون أن يستمعوا إلى التوقعات وينتظرونها عند نهاية كل عام ويصدّقونها، وربما لهذا السبب من الطبيعي أن تلبي بعض محطات التلفزيون رغبات كل الناس، خصوصاً أن هذا الموضوع يحقق نسبة مشاهدة مرتفعة، ومن ثم تهتم هذه المحطات التلفزيونية بتحقيق طلبات المشاهدين سواء آمنت هي بهذا الموضوع أو لا».

وقال الممثل والكاتب جورج خباز «إن الماضي ماضٍ، والمستقبل مجهول، ولا يستطيع أن يعلمه، ومن هنا لا آخذ كثيراً بموضوع التوقعات»، مضيفاً: «أن البعض يعملون في التوقعات بأسلوب تجاري، وبالتالي هم دجّالون، أما البعض الآخر فلديهم تحليل علمي معيّن يستطيعون أن يستنتجوا من خلاله للمستقبل»، مؤكداً أنه ليست لديه مشكلة إذا تم تناول اسمه في التوقعات، ومتابعاً: «مهما كان حجم التوقع، فإن ردة فعلي ستكون عادية جداً، لأنني في النهاية أتكل على الله وبالنسبة إلي المستقبل مجهول وهو في علم الله وحده».

في السياق نفسه، قالت الكاتبة كلوديا مرشيليان: «أنا إنسانة مؤمنة دينياً وأؤمن بالديانات السماوية، ومن هنا لا أؤمن أبداً بالتوقعات»، مكملةً: «مين بيعرف متى سيُتوفَّى هذا الإنسان أو يعيش آخر؟».

وأضافت: «أنا أؤمن بالله وأنا سلّمتُه نفسي، فكيف (بدو يجي شخص) ليقول لي إنني سأموت السنة المقبلة، أو إن أحوالي المادية ستنشط في شهر أغسطس مثلاً، هذا مضحك فعلاً».

وواصلت: «يمكنك أن تعترف بشيء ما وألا تؤمن به، فأنا مثلاً أعترف بوجود علم الفلك، فهناك كتب فلكية توثق هذا العلم إلا أنني لا أؤمن به»!

على الصعيد ذاته، أكد الممثل قيس الشيخ نجيب: «الحقيقة أنني لا أكترث كثيراً لهذا الموضوع، على قاعدة (كذب المنجمون ولو صدقوا). فليس في مقدور أي إنسان أن يتوقع للمستقبل، وأنا لا آخذ كلام المنجمين في الاعتبار بل حتى لا أشعر بواقعيته». وأضاف: «يستطيع الإنسان قراءة الأحداث وأن يستنتج توقعات من خلالها، إلا أن النتائج (مو دايماً بتكون ظابطة)».

واختتم بقوله: «يستبيح المنجمون ومطلقو التوقعات حياة المشاهير من دون رادع، بهدف جذب الناس لمتابعتهم، وأشعر بأنه دجل وضحك على عقول الناس، فالمستقبل علمه عند الله دائماً».

وأكد الممثل وسام حنا إنه لا ينزعج من الذين «يتوقّعون»، مضيفاً: «علم الفلك موجود منذ آلاف السنين وأنا أقدّره، (وهلّق بيبقى فيه أشخاص متعديين على هل المجال)، لكنهم لا يزعجونني، وفي الوقت نفسه لا يتحكمون في حياتي». وتابع: «إن حكمي على هذا الموضوع لن يقدم ولن يؤخر، إلا أنه ومع الوقت كل شخص سيظهر على حقيقته. أنا شخصياً لا أصدّق التوقعات».

وقال الممثل الكوميدي والمسرحي ماريو باسيل: «أنا شخصياً لا أؤمن كثيراً بأن شخصاً ما يستطيع أن يرى ماذا سيحدث في المستقبل. وأعتقد أن الناس يحلمون بأشياء معينة، وهنا يأتي المتنبئون ويخبرونهم إياها على شكل تَوقُّع. يمكنك أن تحلل من الماضي وتفكر للمستقبل، لكن أن يرى أحد المستقبل... إنو كان نوسترداموس شافو (يضحك)».

وأضاف: «ربما الذين يتوقعون لا يتعمّدون الكذب وهم غير متخصصين، وربما يرون شيئاً ويحلمون بشيء آخر، فيترجمون ذلك على الورق، ولكن هذا لا يعني أنه صحيح. وقد تكون نيّتهم جيدة، ولا أقول إنهم كاذبون، وربما هم مقتنعون بما يقومون به ولكنهم لا يقنعونني به».

من ناحيتها، اعتبرت الفنانة أمل حجازي أن «كل التوقعات كذب، فالمؤمن بوجود الله يدرك تماماً أنه لا يعلم الغيب سوى ربّ العالمين، ولذا لا أؤمن بالتوقعات، بل أسخر من الذين يطلقونها بصراحة، ووحده ضعيف الإيمان هو مَن يؤمن بأولئك الأشخاص. وأساساً هم أشخاص أغبياء لأنهم يعلنون عن الكثير من التوقعات في كل عام، ويتحقق واحد أو اثنان من توقُّعاتهم على حد أقصى، وبالتالي لو كانوا فعلاً أذكياء لكانت تحققت الكثير من توقعاتهم».

وقالت: «المنجمون يتاجرون بعقول الناس، وهم من أوائل الأشخاص الذين يبتعدون عن الإيمان، ويحاولون أن يلعبوا دور الله على الأرض، فلا أحد يعلم الغيب سوى الله». أما الفنان باسم فغالي فقال: «كنتُ أتابع وأستمع إلى الأبراج والتوقعات في مرحلة سابقة من حياتي، وكثيراً ما تناولوني في توقعاتهم أيضاً، سواء كانت لحياتي أم لمستقبلي الفني. فهناك أحد المنجمين تنبأ لي في السابق بحدَث مهم ستشهده حياتي وهو كان سيئاً بصراحة، وهذا ما جعلني أعيش في ظل خوف دائم على مدى ثلاثة أشهر، إلا أن توقعه هذا لم يتحقق في النهاية، لذا ومنذ ذلك الوقت لم أعد أكترث للتوقعات بشكل عام».

وأكمل: «صحيح أنني كنت أتابع الأبراج والتوقعات في السابق وهذا بدافع الحشرية ليس أكثر، لكني أعتقد أنه ليس هناك أي إنسان يملك القدرة على معرفة المستقبل».

وقالت الممثلة فيفيان أنطونيوس: «لا أؤمن بهؤلاء المنجمين أبداً، بل أؤمن بأن الله وحده يعلم ما في الغيب. وضمن برنامجي الإذاعي عبر (أغاني أغاني) فقرة مخصصة للأبراج. وصحيح أنني أقدّمها للمستمعين، لكنني غير مقتنعة بما أقوله خلال تقديمها، حتى إنني سألتُ معدة البرنامج عن إمكان إلغاء هذه الفقرة، لأنك من الصعب أن تقرأ نصاً أنتَ غير مقتنع به». مواصلةً: «أؤمن بالله، وهؤلاء يقولون إن الأمر تنبؤ وحاسة سادسة أو إلهام، لكنني لا أعتقد بهم جميعاً، بل أشعر بأنهم قريبون نوعاً ما من الأفكار الشيطانية».

وأضافت: «لا أكترث للتوقعات حتى لو جاءت على ذكر اسمي، ففي النهاية مَن يطلق التوقعات هو إنسان مثلي تماماً وليس خارقاً، إلا أن هؤلاء الأشخاص يعملون بالتوقعات وفق أسلوب تجاري ليتقاضوا المال، وبينهم مَن حققوا ثروات طائلة بسبب توقعاتهم».

أما الفنانة ليال عبود فقالت: «لا آخذ في الاعتبار كل الأقوال التي تطال لبنان أو أي فنان أو أي شخص، حتى التي تندرج في خانة التوقعات»، مشيرةً إلى «أن هناك امرأة أحدثت ضجة كبيرة في لبنان من خلال توقعاتها، وأعلم أنها كانت تتقاضى الأموال كي تعمل على نشر توقعات لفنانين معينين، وأعلم تماماً تسعيرتها لقاء عملها هذا. وقد حققت نجومية واسعة في لبنان ضمن مجال التوقعات، وأنا أرى هذا العمل مجرد أسلوب جديد في النصب».

وأضافت: «صحيح أن التوقعات كانت متبعة في السابق، لكن كثُر استخدامها والعمل بها بسبب غياب الرقابة، فأي شخص الآن بإمكانه إطلاق التوقعات وتحقيق الشهرة في هذا المجال». وزادت: «أنا مؤمنة بالله عزّ وجلّ ومؤمنة بوجود عدالة الله على الأرض، وفي النهاية كذب المنجمون ولو صدقوا».

أما الختام فكان مع منظِّمَيْ جائزة «موركس دور» الدكتور فادي الحلو والدكتور زاهي الحلو، اللذين قالا: «لا نحب التنبؤات، ولهذا لا نقدّم جائزة الموركس دور لأي من أصحاب التوقعات، بل نعمل على حجب الجائزة في هذا السياق». وأكملا: «نؤمن بأن الله وحده يعلم ما يخبئه لنا المستقبل، ولذا نعتقد أن كل التوقعات هي وهم وليست صحيحة».