حوار / تواصل تصوير مسلسلها «سامحني خطيت»... وتترقب «اليوم الأسود»!

شجون الهاجري لـ «الراي»: من حقي... ألا أكشف حياتي الخاصة على الملأ!

1 يناير 1970 05:43 م
المسلسل عن فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تكافح لنيل حقها المشروع

مدرب سعودي «ضرير» علّمني كل صغيرة وكبيرة عن حياة الإنسان الأعمى

لم أتفق رسمياً بعد مع أي جهة إنتاج كما لم أوقّع عقداً لعمل مسرحي تجاري

«ميسم» جعلتني أستيقط كل صباح وأنا مبتسمة... فكثيرون فقدوا إحدى حواسهم وظلُّوا متفائلين!
التواضع اختيار... لا يقوى عليه إلا الكبار!

وشجون الهاجري... إحدى هؤلاء الكبار.

فبرغم أنها رقم رقم صعب في معادلة الدراما الكويتية، بما تحمله من موهبة عميقة وأداء رفيع... تبقى نموذجاً يُحتذي في التواضع ومعرفة حق الجمهور عليها!

«لماذا أكون مغرورة؟»، تتساءل شجون: «وعلى مَن أغتر؟»، لتجيب هي بنفسها: «على جمهوري الذي جعل مني نجمة»!

«الراي» تحاورت مع النجمة شجون الهاجري التي تقيس الأمور بالمنطق والحكمة، معربة عن أنها تؤمن بمقولة أن «الفنان ملك للجمهور»، لكنها تعود لتتشبث بحقها - وبالمنطق ذاتها - في أن تُبقي تفاصيل حياتها الخاصة مخبأةً بعيداً عن الناس!

الهاجري كعادتها جمعت في أجوبتها بين العفوية والمرح، مشيرةً إلى أنها تواصل حالياً تصوير ما تبقى لها من مشاهد في المسلسل الاجتماعي «سامحني خطيت» الذي تجسد فيه شخصية فتاة ثلاثينية ضريرة، وبالتواضع نفسه تقول شجون إنها تعلمت الكثير من هذه الشخصية. الهاجري أماطت اللثام عن أنها تتطلع إلى البدء في تصوير مسلسلها الرمضاني المقبل «اليوم الأسود»، متطرقةً إلى قضايا عدة تنوعت بين الشخصي والفني... تاركةً تفاصيل آرائها تنساب على هذه السطور:

• هل نبدأ من الحاضر، ونسألك عن جديدك الدرامي؟

- أتعاون حالياً مع شركة «صباح بيكتشرز» ومنتج منفذ «سبكتروم ميديا»، إذ أواصل تصوير ما تبقى لي من مَشاهد في المسلسل الاجتماعي «سامحني خطيت»، قصة وسيناريو وحوار البحرينية جنان الجزيري بقيادة المخرج عيسى ذياب، ويتقاسم بطولته نخبة من النجوم، ومن المفترض عرض هذا العمل على شاشة «MBC» خلال شهر مارس المقبل. وفي المسلسل أجسد شخصية «ميسم» الفتاة الثلاثينية الضريرة التي تتحدر من أسرة غنية، لكنها تتزوج من شاب فقير برغم عدم رضا وموافقة والدها لاختلاف الطبقات الاجتماعية والمادية بين الاثنين، مما يجعل حياتها متقلبة وفي تطوّر دائم.

• ما الذي شدّكِ إلى المشاركة في هذا العمل؟

- ما شدّني أنه يتناول قضية إنسانية لفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تكافح في سبيل نيل حقها المشروع من أخيها لمصلحة أبيها، والجميل أنني أنا من أجسد تلك الشخصية التي أعتبرها صعبة في التمثيل، لأنها تحتاج إلى مجهود كبير، لكنني فعلياً رغبتُ في تحدّي قدراتي الفنية وتجسيدها.

• كيف تمكنتِ من تقمُّص تلك الشخصية الصعبة، والتي تحتاج إلى تعلّم أسلوب حياة الإنسان الضرير بشكل صحيح؟

- تعرّفت إلى مدرب سعودي «ضرير» علّمني كل صغيرة وكبيرة تخصّ كل حياة الإنسان الأعمى، من حيث طريقة الإمساك بالعصا والمشي والاستدلال على الأماكن، مع استخدام التركيز على حاسة السمع بصورة كبيرة، ومن ذلك كلّه تعلمت معلومات كثيرة كنت أجهلها، إذ كنتُ أعتقد في السابق أن الضرير قد فقد متعة العيش بسعادة والتمتّع بالحياة، لكن الحقيقة هي أنه برغم فقدانه نعمة البصر، يظل متمتّعاً جداً بحواسه الأخرى التي وهبه الله إياها، كذلك علمت أن مسألة ارتداء النظارة تعود إلى الشخص نفسه، وهي لا تؤثر بتاتاً، وللعلم هذا المدرب برغم أنه لا يبصر فإن من هواياته التصوير وهو محترف جداً.

• عندما بدأتِ تصوير مشاهدك في العمل والغوص في أعماق هذه الشخصية.. ما الذي تغيّر فيكِ على الصعيد الشخصي؟

- من دون مبالغة، هذه الشخصية جعلتني أستيقط كل صباح وأنا مبتسمة، لأن هناك الكثيرين غيري قد فقدوا حاسة من حواسهم، لكنهم بالمقابل يظلون مستمتعين بكل شيء آخر يملكونه، وهم مبتسمون ومتفائلون، لذلك من المعيب إذن أن أستيقظ كل صبح من دون شكر الله على نعمه، وأنا أكون ممتلئة بالسعادة والتفاؤل.

• كانت لك عودة درامية قوية في الموسم الماضي... فبماذا تعدين جمهورك في الموسم المقبل؟

- الحمد لله، كانت إطلالتي في الموسم الرمضاني الفائت ناجحة بكل المقاييس بشهادة الجميع، وهذا حمّلني مسؤولية أكبر لأطلّ على جمهوري في الموسم المقبل بشخصية وعمل أقوى مما سبق. ولهذا اخترتُ أن تكون لي إطلالة في مسلسل «سامحني خطيت» خارج الخارطة الرمضانية، في حين ستكون لي مشاركة في الموسم الرمضاني بمسلسل «اليوم الأسود»، من تأليف المبدع فهد العليوة وإنتاج «صبّاح بيكتشرز».

• وكيف علاقتك الحالية مع المواقع الإعلامية؟

- من بعد انقطاع فترة غير قصيرة عن مواقع التواصل عدتُ إليها مجدداً بصورة جميلة، وتواصلي مع جمهوري يمنحني طاقة إيجابية دائماً، فهم الداعم الأول والأساسي لي الذي لا غنى عنه.

• هل تشاركين جمهورك في كل تفاصيل حياتك من خلال حساباتك الرسمية في تلك البرامج؟

- أنا أؤيد مقولة أن «الفنان ملك لجمهوره»، لأنه هو من يضعه في القمة أو في الأسفل، ومن يقُل إن ذلك يحد من حرّية الفنان فهو خاطئ، لأنه ببساطة لم يعرف كيف يتعامل معها. ومع ذلك كله، وكأي إنسان طبيعي، يبقى لدينا نحن الفنانين حياتنا الخاصة التي لا نحبّ استعراضها أمام الجميع في المواقع الإعلامية (السوشيال ميديا)، لعدّة أسباب منها - على سبيل المثال - أمور قد تجعل المتلقي يشعر بالحزن أو الغضب أو أمور قد لا يتمكن من استيعابها، وبالتالي يتم تفسيرها بصورة مختلفة وعلى هذا المنوال، وبالتالي بقاء حياة الفنان بعيداً عن الأضواء هو الأفضل. ومن يعرفني عن قرب يعرف تماماً أنني أحب مشاركة جمهوري في كل ما يتعلق بحياتي الفنية التي تهمُّهم، وفي المقابل تظل هناك حدود يجب عدم تعديها من قبل أي شخص فيما يخصّ حياتي الشخصية التي أعتقد أنها من حق كل شخص، فليس مناسباً ولا مفيداً أن أكشف الغطاء عن حياتي الخاصة على الملأ!

• برغم النجومية التي تحظَين بها، يلاحظ الكثيرون أنك لم تنجرفي نحو الغرور... ما السبب؟

- دوماً أسأل نفسي: لماذا أكون مغرورة؟ وعلى مَن أغتر؟ على جمهوري الذي جعل مني نجمة! أنا فنانة تربيت على محبة الناس، وتربيت بين كل شخص منحني من وقته حتى لو دقيقة واحدة، وبالتالي جعلته جزءاً من عائلتي التي أعتز وأفتخر بها.

• على صعيد العمل... متى شعرتِ بالندم؟

- هو أمر طبيعي أن يعتريني دوماً الشعور بالندم، وذلك بدافع الطموح إلى تقديم الأفضل فنياً، إذ بالمجمل ليس هناك عمل كامل من وجهة نظري، إذ في حال أنك رأيت عملاً فنياً وقلتَ حينها إنه متكامل، سترى في المقابل أن الفنان الذي بداخلك يخرج ليقول إنه قد شاهد عملاً غير متكامل، وإنه كان بالإمكان أن يظهر بصورة أفضل، مطالباً بشيء آخر أفضل، ومن هذا المنطلق تراني دوماً أتابع أعمالي وأنتقدها أولاً فأولاً في سبيل التطوير، فأنا أعتقد أنه ليس هناك فنان حقيقي يرضى كل الرضا عن عمله.

• هل من جديد على صعيد المسرح التجاري في الفترة المقبلة؟

- إلى الآن لم أتفق مع أي جهة إنتاج أو أوقّع عقداً للمشاركة في عمل مسرحي تجاري.

• وما سبب غيابك عن المسرح النوعي الأكاديمي الذي سبق أن حققتِ العديد من الجوائز فيه؟

- القضية كلها مسألة وقت لا أكثر، فأمنيتي أن أجد الوقت الكافي للعودة مجدداً إلى المسرح النوعي الذي اشتقت إليه كثيراً، لكن هذه النوعية من الأعمال المسرحية - كما تعلم - تحتاج إلى تفرغ ما بين شهرين وثلاثة أشهر، وهو ما يصعب إيجاده في الفترة الحالية بسبب ارتباطات الحياة سواء كانت الشخصية أو حتى العملية.