قبل الجراحة
كيف تصل إلى الهدف؟
| د. وليد التنيب |
1 يناير 1970
08:30 م
هناك أحداث تمر أمامك أو تسمع بها.
أو ربما تسجل وتشاهدها...
لم تكن أنت حاضراً لهذه الأحداث، لكن ما شاهدته قد يكون كافياً لك أو لغيرك لكي يبني فكرة عما حصل.
وهناك أمور تسمع أنها ستحصل... تجلس مع نفسك ويأخذك الخيال كأنك ترسم صورة لما تتمنى أن يحدث.
في البداية لنتفق...
أن ما يجري في سورية أدانه الجميع...
أما ما حصل في مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية فيصعب على النفس البشرية السوية وصفه، لأنه ببساطة خارج الأعراف والفطرة الانسانية.
إذاً الجميع بلا استثناء يستنكر ما حصل في هذه المدينة وللمدنيين الأبرياء.
نحن في هذا البلد من هؤلاء الناس الذين استنكروا ما حصل في حلب.
صاحبنا العزيز جاسم قرر أن يقوم باعتصام أمام السفارة الروسية في بلده.
قرر جاسم أن يكون اعتصاماً يسمع به العالم و يكون له تأثير عالمي وليس تأثيراً انتخابياً.
طلب جاسم من أحد المحامين المطلعين على القانون الدولي أن يكتب كلمة تنديد زاخرة بمفردات القانون الدولي التي لها تأثير عالمي...
بدأ الاعتصام بإلقاء هذه الكلمة المؤثرة باللغة الروسية.
سجلتها كل وسائل الإعلام وسمعها المواطن الروسي المتعلم وغير المتعلم.
ثم بعد ذلك تم إلقاء هذه الكلمة باللغة الإنكليزية وبعدها باللغات الإسبانية والهندية والصينية والألمانية. باختصار تقريباً تم إلقاء هذه الكلمة بمعظم لغات العالم، وأخيراً وليس آخراً باللغة العربية.
تم نقل الكلمة لكل شعوب العالم.
الجميع استطاع أن يفهم ماذا يريد شعب دولة جاسم، ولماذا كان هذا الاعتصام وكيف يفكر شعب هذه الدولة.
اعتصام سمع به كل أهل الأرض، لأنه باختصار الهدف منه إسماع استنكار وتنديد أهل هذا البلد بما يقوم به النظام السوري وأعوانه من قتل.
نعم إسماع كل دول العالم، كل بلغته من دون الحاجة لمترجم بأننا ضد قتل المدنيين مهما كان دينهم وانتماؤهم.
إننا أبناء دولة جرب أبناؤها الاحتلال والقتل والتعذيب، لذلك فنحن بجميع طوائفنا ومذاهبنا ضد قتل المدنيين والأبرياء.
أرجو ألا يعتبر أحد كلامي هذا تجريحاً لشخصه أو شخص أحد يحبه.
إنما هو خطوة من أجل التقدم للأمام.
وللحديث بقية الأسبوع المقبل.
الله يسهل الأمور للجميع.