80 في المئة نسبة إشغال الفنادق خلال الأعياد
الخليجيون... عائدون إلى لبنان
| بيروت - من آمنة منصور |
1 يناير 1970
04:05 م
فادي الحسن:
حركة مزدهرة في المطار... زيادةً لا تقل عن 15 في المئة مقارنة بالعام الماضي
محمد شقير:
عدد كبير من القادمين إلى لبنان من الخليجيين... لا سيما السعوديين والكويتيين
بيار الأشقر:
نسبة إقبال الخليجيين ما زالت خجولة... وزيارة عون إلى السعودية سيتبعها رفع لحظر السفر إلى لبنان
أسطة أبو رجيلي:
الكويتيون يشتاقون إلى بحمدون... وعودتهم إلى لبنان قريبة
تُبدِّل السياسة في بيروت مشهدَ المدينة، فزينة الأعياد عشية الميلاد ورأس السنة تمنح الشوارع الرئيسية والأحياء الداخلية للعاصمة، أجواء عامرة بالألوان والفرح، لكنها «في المبدأ»، لا تكفي لوحدها لإعادة «الرِجل» إلى بيروت، ومنها إلى كل لبنان الذي كان عانى خلال فترة الشغور الرئاسي التي استمرت نحو 30 شهراً، تباطؤاً في حركة تَوافُد السيّاح، ولا سيما الخليجيين، والمغتربين، ما ترك تداعيات كبيرة على المرافق الخدماتية والسياحية، التي لم تُسعفها لا الابتكارات المبهرة ولا الأسعار المخفّضة. في بيروت التي «تحوّلت» سياسياً، عقب انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتشكيل الحكومة «الثلاثينية» برئاسة الرئيس سعد الحريري، تَبدّل ميدانياً مشهد كل من مطارها وشوارعها ومرافقها الخدماتية.
وهذه المرّة وجدتْ الزينة صداها في نفوس مَن يحبون التوجّه إلى لبنان، لقضاء عطلة الأعياد فيه، بعدما «أطفأ» الاستقرار السياسي هاجس الخوف الأمني، فتعبّدت «الطرق الجوية» نحو «بلاد الأرز»، التي يكلّلها الثلج الذي تَلبسه الجبال عاصفةً تلو أخرى. المطار الذي يزدحم بالقادمين وبأمتعتهم التي وضّبوها، لتكفي إجازةً تستمر حتى مطلع السنة المقبلة، بات إيقاع استقبال الزائرين فيه صاخباً، بعد أعوام من «إعراض» عدد كبير من السيّاح العرب والأجانب، عن القدوم إلى لبنان، بقرار شخصي أو من حكومات بلادهم.
وتزخر بيروت هذه الأيام بالصور عن المطار «الممتلئ»، والتقارير عن بدء عودة الخليجيين إلى ربوع «بلاد الأرز» بعد انقطاع «قسري».
وقد اختصر رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن، بالأرقام المشهد الجديد، عندما أشار في اتصال مع «الراي» إلى أن «الحركة في المطار تشهد زيادةً لا تقل عن 15 في المئة عمّا كانت عليه في العام الماضي».
وإذ هنّأ بتشكيل الحكومة الجديدة، اعتبر «أنها ستُعطي دفعاً إضافياً لزيادة عدد القادمين إلى لبنان، من أجل قضاء فترة الأعياد»، مُطَمْئناً اللبنانيين بأن «موسم الأعياد سيكون حافلاً مع نهاية هذه السنة».
شقير
وبتفاؤل مماثل، توقع رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير لـ «الراي»، عقب تشكيل الحكومة، أن يشهد لبنان في الأسبوعين الأخيرين من 2016، تنشيطاً للحركتين التجارية والسياحية.
وأكد أن عدداً كبيراً من القادمين إلى لبنان في هذه الفترة مع نهاية السنة هم من الخليجيين، ولا سيما السعوديين والكويتيين، بالاستناد إلى ما تفيد به شركات الطيران، التي تستخدم مطار رفيق الحريري الدولي.
وأشار إلى أن «حركة المطار جيدة»، كاشفاً انه «في العام 2015 دخل إلى لبنان 7.2 مليون زائر، وتوقّع أنه مع نهاية العام الحالي وبالنظر إلى الحجوزات أن يصل هذا الرقم في نهاية العام الحالي إلى نحو 7.6 مليون قادم، أي بزيادة 400 ألف. وتوقف شقير عند المشهد السياسي الجديد، مؤكداً أن «التوافق السياسي الذي حصل، والذي تجسّد في هذه الحكومة، ولا سيما أن الرئيس سعد الحريري هو مَن يترأسها، يعطي ثقة للبناني والخليجي والأوروبي وأي شخص»، مضيفاً أن «وجود رئيسٍ للجمهورية سيسهّل الأمور كثيراً، من دون أن نسيان الاتصال الذي تمّ من قبل خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، بالرئيس ميشال عون للتهنئة بانتخابه، وزيارتيْ الوفدين السعوديين إلى لبنان، والدعوة التي وُجهت لرئيس الجمهورية لزيارة المملكة وهي كلّها أمور قيّمة جداً».
واعتبر أن ما قيل عن أن أوّل زيارة لعون ستكون إلى لمملكة العربية السعودية، هو أمر مهم، وسيشجع بدوره الخليجيين على العودة إلى لبنان بلدهم الثاني.
الأشقر
لنقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، وبالنظر إلى الحجوز، قراءة مختلفة للأرقام نفسها، فهو إذ أكد أن هناك زيادة في نسبة توافد السياح إلى لبنان، تَدارَك آسفاً لأن هذه النسبة لا تتجاوز الـ 15 إلى 20 في المئة.
ورأى أن نسبة إقبال الخليجيين مازالت خجولة، وأنه هناك فارق كبير بين الحديث عن قدوم 300 أو 500 خليجي، والحديث عن قدوم 40 ألف و50 ألف خليجي، وخلُص إلى أن الأرقام مازالت متواضعة.
وأضاف: «وُجهت دعوة إلى فخامة رئيس الجمهورية لزيارة الخليج، بدءاً بالمملكة العربية السعودية، وبحسب ما تشير المعلومات، فإن رفعاً لحظر مجيء الخليجيين إلى لبنان سيتمّ عقب هذه الزيارة، فيتوافد أهل الخليج إلى لبنان كما جرت العادة منذ ما يزيد عن 70 عاماً وحتى اليوم».
ورغم ما تقدّم كشف الأشقر أن نسبة الإشغال في الفنادق في فترة الأعياد ستفوق 80 في المئة، فقد أوضح أن الحجوزات ستكون بالدرجة الأولى لسوريين، وعراقيين، وأردنيين، ومصريين، ولبنانيين مغتربين وبعض الأجانب القادمين من دول خليجية يقيمون فيها.
وبما أن السياسة ترخي بـ «ثقلها» على الإقتصاد وتؤثر إيجاباً عليه باستقرارها، توقّف نقيب أصحاب الفنادق، عند آخر التطورات السياسية من انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف للحكومة، متابعاً: «لو شُكلت هذه الحكومة قبل شهر من الآن، لكان الوضع أفضل مما هو عليه اليوم».
وأشار إلى وضع المرافق السياحية في لبنان» وجهوزيتها العالية لاستقبال السياح، لافتاً إلى أن «السيّاح أنفسهم يعرفون جيداً تاريخ لبنان في هذا المجال، وخصوصاً أنهم اختبروا تنوّع المرافق وأنواع «السياحات» فيه ومنها سياحة الآثار والسياحة الطبية والدينية، فضلاً عن توافر كل أنواع المطابخ العالمية فيه، ووجود مطاعم تُعتبر من الأفضل في الشرق الأوسط.
غياب الحبايب عن بحمدون
في بحمدون التي تُعدّ مصيَفاً جذاباً للبنانيين والسيّاح، وتُعتبر «ضيعة الكويتيين» و»محطةً» بالغة الأهمية لهم على وجه الخصوص، عند انتقالهم إلى لبنان للإقامة فيه خلال أشهر الصيف، يغيب «الحبايب» كما تصفهم ـ عنها حالياً.
ويعد هذا الأمر طبيعياً في هذه الفترة من السنة من كل عام، بحيث تكون غالباً وجهة الكويتيين بيروت لأن المدن أكثر دفئاً، من دون أن يلغي هذا الأمر المُعتاد، الواقع الذي لن تعتاده أو تتقبله البلدة، لجهة أن حضور الخليجيين إليها في الصيف أيضاً، جاء خجولاً في الأعوام الأخيرة بسبب الأوضاع الأمنية وحظر مجيئهم من قبل دولهم.
فبحمدون المحطة التي تُعبّر على لسان رئيس بلديتها أسطة أبو رجيلي في حديثه لـ «الراي»، عن مدى اشتياقها للكويتيين، تؤكد جهوزيتها لاستقبالهم في أي وقت من السنة، وإن كان التوافد إليها يكون عادةً صيفاً.
وقال إن «الكويت قدّمت الكثير لمنطقة بحمدون ولبنيتها التحتية، ونحن في الفترة الماضية لم نتوقف عن التنفيذ والتحضير، لنبقى جاهزين على الدوام لاستقبال الكويتيين».
وإذ أشار في المقابل إلى أن «الكويتيين يشتاقون أيضاً إلى بحمدون، وخصوصاً أنهم يرون أن الظروف الصعبة حرمتهم من لبنان»، شدد على أن «العلاقات اللبنانية ـ الكويتية متينة جداً، فلبنان هو وطن الكويتيين الثاني»، متوقعاً عودة الكويتيين قريباً إلى لبنان، لأن محبتهم كبيرة له وخصوصاً لبحمدون.