مُسكِّنات الآلام... هل تستحق ثقتك العمياء؟
1 يناير 1970
05:12 م
العقاقير الصيدلانية المُسكِّنة للآلام والمضادة للالتهابات هي من الأدوية الأكثر شيوعا واستخداماً على مستوى العالم، ولا يكاد أحد - كبيرا كان أو صغيرا - لا يحتاج إلى تعاطيها عند نقطة معينة لتخفيف حدة أوجاع الأسنان أو اللثة أو المفاصل أو العضلات أو الصداع، وغير ذلك من مسببات الألم.
ورغم أنه ليست لمسكنات ومضادات الالتهابات الأخرى أعراض جانبية خطيرة في الظروف الطبيعية، فإنه ينبغي التحذير من أنها بمثابة أسلحة ذوات حدين وليس من الحكمة أن نمنحها الثقة العمياء عند تعاطيها، إذ إن اساءة استخدامها تنطوي إلى جانب فوائدها على أضرار ومخاطر صحية وخيمة قد تلحق بالبالغين والأطفال في ظل حالات وظروف معينة.
والباراسيتامول هو أكثر المُسكِّنات التي يلجأ جميعنا تقريبا إلى تعاطيها من دون وصفة طبية.
ويباع الباراسيتامول في الصيدليات من دون وصفة طبية، ويتوافر تحت مسميات تجارية مشهورة كثيرة من بينها «بنادول» و«أدول» و «ريفانين» و «باندا» وغير ذلك. كما يتوافر الباراسيتامول في أشكال صيدلانية عدة كالأقراص، والشراب، والتحاميل. وهناك أيضا الحقن الوريدية التي تُعطى في الحالات الطارئة.
في التالي نسلط الضوء بإيجاز على عدد من المخاطر الصحية المحتملة التي قد تنجم عن إساءة تعاطي مسكنات الآلام بثقة مفرطة:
• أمراض القلب مُسكِّنات الآلام هي بمثابة سلاح ذي حدين بالنسبة الى مرضى القلب، إذ إن جرعة منخفضة من الأسبرين تفيد في الوقاية من تجلطات الدم. لكن إذا تزامن تعاطي الأسبرين مع أدوية مضادة للالتهاب على المدى الطويل، وخاصة بجرعات عالية، فمن الممكن أن تتداخل مع تأثير الأسبرين، كما يمكن أيضا أن تحدث زيادة في ضغط الدم وزيادة خطر الاصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية. لذا يجب على المصابين بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم استشارة طبيب مختص قبل تعاطي اي مُسكِّنات أو مضادات التهاب.
• تلف الكبد جميع مُسكِّنات الآلام التي تحوي مادة «اسيتامينوفين» تعتبر آمنة وفعالة عندما يتم تعاطيها باعتدال ووفقا للتعليمات. لكن المخاطر تكمن في أن الاسيتامينوفين يمكن أن يؤثر سلبا على صحة الكبد. ويصبح الشخص عرضة للاصابة بتلف حاد في الكبد إذا تعاطى جرعات زائدة من الاسيتامينوفين. لذا احرص دائما على عدم تناول أكثر من مجموع الجرعة اليومية التي يصفها لك طبيبك المعالج. كما يجب الامتناع نهائيا عن شرب أي كحوليات بالتزامن مع فترة تعاطي مُسكِّنات تحوي مادة الأسيتامينوفين. وبالنسبة إلى المرضى المصابين بتليف في الكبد، فعليهم أن يتفادوا المُسكِّنات قدر المستطاع وألا يتعاطوا الأسيتامينوفين تحديدا إلا بجرعات محدودة جدا وتحت اشراف طبيب مختص.
• صحة الحامل والجنين مضادات الالتهاب غير الستيرويدية غير آمنة على صحة الجنين والأم أثناء فترة الحمل، وبالأخص خلال الأشهر الثلاث الاخيرة. لذا يوصى جميع الأمهات الحوامل بعدم الاقدام على تناول أي مُسكِّن للآلام إلا عند الضرورة القصوى وبعد استشارة طبية.
• تقرحات المعدة وتلعب بعض مضادات الالتهاب ومُسكِّنات الآلام دورا في إثارة تحسس المعدة حيث قد تتسبب في تهيج بطانة المعدة وقد يؤدي ذلك الى تقرحات ونزيف. ولتجنب ذلك يجب اخذ اقل جرعة لاقصر وقت ممكن واخذ الدواء مع الطعام، ولا ينبغي أن يتعاطى المريض مُسكِّنات آلام لأكثر من أسبوع متواصل إلا تحت اشراف طبي.
• ضغط الدم تؤثر معظم مُسكِّنات الآلام سلبيا على مستوى ضغط الدم. فبعض المُسكِّنات تتفاعل كيميائيا مع أدوية الضغط أو قد ترفع ضغط الدم لدى الاشخاص الطبيعيين الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم. لذا يجب على مريض ضغط الدم الانتباه عند تعاطي مُسكِّنات واستشارة الطبيب حول أنسب مُسكِّنات له.
• مشاكل الكُليتين قد تؤثر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على صحة وأداء الكليتين، إذ إن الإكثار من تعاطي المُسكِّنات ومضادات الالتهابات لفترات طويلة نسبيا يؤدي في النهاية الى الفشل الكلوي. الجرعات للبالغين والأطفال وفي الأحوال الطبيعية تكون الجرعة المسموح بها من الباراسيتامول للبالغين هي ما بين 500 و 1000 مليغرام مرة كل 6 ساعات، وبحيث لا يتجاوز اجمالي الجرعات على مدار اليوم 4000 مليغرام. وبالنسبة إلى الأطفال يوصى بإعطائهم جرعات تتناسب مع أوزانهم وذلك بمعدل من 10 إلى 15 مليغرام لكل كيلوغرام في الجرعة الواحدة التي تعطى إلى الطفل مرة كل 4 إلى 6 ساعات أو عند الحاجة فقط، على ألا يتعدى إجمالي الجرعات على مدار اليوم 4000 مليغرام، بما في ذلك الكميات التي قد تكون موجودة في أي أدوية أخرى تعطى للطفل جنبا الى جنب مع المُسكِّن.