الساحة شهدت اجتهادات نادرة لنيل النجاح ومكابرة من البعض وإصرار على الفشل

الأغنية الخليجية في 2016... يوم حلو ويوم مر

1 يناير 1970 12:26 م
«قيثارة الخليج» نوال أهدت محبيها ألبوماً ثرياً يحترم الذائقة

«بلبل الخليج» نبيل شعيل عاد إلى الأغنية المصرية... وطرح قبل أيام «ميني ألبوم»

أحلام أرضت من يتفق أو يختلف معها في ألبوم «يلازمني خيالك»

ماجد المهندس اقتنص «تناديك» وحقق بها نجاحاً خيالياً

الأنين نجحت في أول اختبار لها من خلال «أشياء وعدد»

فؤاد عبدالواحد كرّس حضوره سفيراً للأغنية الصنعانية القديمة

«فنان العرب» محمد عبده أكد مقولته «وين ما أروح أغني» بـ «ألبوم» و«ميني»
لم تكن حال الأغنية الخليجية خلال العام 2016 الذي يلملم أوراقه أفضل من سابقه، باستثناء أسماء فنية معينة لم تتغير بتغير أولويات البعض، التي أصبحت تنشد المادة بغض النظر عن ما يُقدم للجمهور. وللأسف، بات تجار الأغنية مسيطرين على الوضع طالما أن هناك من يتقبل أن يتاجر بتاريخه الفني، انطلاقاً من يقين خاطئ أنه لا يمكن أن يهوى أحد بعد هذه المسيرة والجماهيرية الجارفة. لكن رغم هؤلاء المتاجرين، يبقى للفن كما هي الحياة، جوانب مشرقة، ومطربون ما زالوا يقبضون على فنهم ويخافون على أسمائهم، وإن كانوا يضطرون للتعامل مع تجار الفن، إلا أن اختياراتهم تبقى دقيقة، ولا يُملى عليهم ما ينتقون من أعمال وإن توافرت المغريات.

على صعيد الأغنية الكويتية، فقد قبعت «مكانك راوح»، لأن الكلمة لم تعد تمس الوجدان كما أن الألحان لم تعد تترك البصمة المطلوبة، ونستثني كما قلنا من ذلك بعض المحاولات. أيضاً، فإن الكويت كما هو معروف تمتلك الأصوات الجميلة والمواهب الجيدة ولكن ارتفاع تكلفة الكلمة واللحن والاستوديو المادية يجعل العديد من تلك المواهب غير قادرة على الوصول وتحتاج لمن يأخذ بيدها، بدليل أن بعض الأصوات الشبابية الرائعة التي ظهرت لفترة اختفت بعد أول إصدار لها، لعدم وجود من يرعاها.

وبما إن الحديث يدور حول الأغنية الكويتية، نبدأ مع «قيثارة الخليج» الفنانة نوال التي أهدت محبيها في 2016 ألبوماً ثرياً، بما يحتويه من أعمال تحترم ذائقة الجميع في الكلمة واللحن والتوزيع والأداء الراقي الذي ترجم كل ما سبق. وخاطبت «أم حنين» في هذا العمل وجدان كل متلق من خلال اختيارها لأفكار تخاطب الآخر، وكان النجاح الكبير الذي حققه الألبوم مبرراً لطول فترة التحضير التي استمرت لأكثر من عامين، حيث تعاملت المطربة الكبيرة مع جديدها بتأن وخبرة، إلى جانب وقوف الملحن مشعل العروج إلى جانبها كمشرف عام وملحن لعدد من الأعمال داخل الألبوم، حيث كان في غاية الاحترافية في تقديم نوال بهذه الصورة الفنية، في ظل إحباط نلمسه من الجمهور بعد تدني مستوى الأغنية في السنوات الأخيرة في منطقة الخليج.

وعاد «بلبل الخليج» نبيل شعيل إلى الأغنية المصرية من جديد، والتي تميز بتقديمها بأسلوبه الخاص، حيث طرح قبل أيام «ميني ألبوم» يتكون من أربع أغنيات، هي «إنسانة تقدر»، «أبجد هوّز»، «كلو تمام» و«الناس غير الناس». وفي هذا الألبوم، تعاون نبيل شعيل للمرة الأولى مع الموزع ربيع الصيداوي والشاعر حميد البلوشي. كما يشهد الألبوم عودة الشاعر علي الفضلي الذي كانت له نجاحات كثيرة مع شعيل.

وفي هذا العمل، قدم «بو شعيل» جواً غنائياً غير مستهلك، وذهب بعشاقه ومستمعيه إلى «الكلاسيك» والطرب، بفضل الملحنين الذين كانت لهم رؤية خاصة لتقديم صورة غنائية لنبيل شعيل مغايرة عن ما سبق.

بينما خليجياً، قدمت الفنانة أحلام ألبوم «يلازمني خيالك» هذا العام، والذي أبهر الجميع في تنوعه واستقطاب الدماء الجديدة في التلحين وكتابة الكلمة، لتقدم توليفة غريبة لم يتم استساغة طعمها في البداية حتى ذاق محبوها جماليات ما قدمت أكثر من مرة لتستقر أعمال الألبوم في أذهانهم. وقبلت أحلام التحدي، عندما تعاونت مع الكثير من الشباب، فاختارت أنجح الأسماء من الكويت، أمثال حمد القطان وعبدالعزيز الويس وعبدالسلام محمد، لتأخذ منهم حماسة الأغنية الشبابية في أغان احتلت المراتب الأولى في عدد من الإذاعات المحلية والخليجية، وهي بذلك أرضت جميع من يتفق أو يختلف معها بهذا التوجه الجديد.

«فنان العرب» محمد عبده في هذا العام أكد المقولة التي يرددها في أي مناسبة، عندما قال «وين ما أروح أغني وبأي مكان»، فقدم في 2016 ألبوماً بعنوان «عالي السكوت»، والذي طبق فيه السياسة الجديدة لشركة «روتانا» من خلال «الميني ألبوم». وبعدها بخمسة أشهر طرح ألبوماً بعنوان «يا راحلة»، والذي قال عنه عبده إنه جاهز منذ ست سنوات في المؤتمر الصحافي الذي أقامته «روتانا» في دبي، إلا أن أحد المتعاونين معه في العمل أكد أنه بدأ تنفيذ الألبوم قبل شهر رمضان الماضي، ولا نعرف ما سبب تبرير عبده بهذه الطريقة.

في بداية هذا العام، صافحت الفنانة شذى حسون جمهورها بألبوم تضمن ست أغان من إنتاج «روتانا»، وبدا لافتاً أن الاختيارات كانت لا تحتمل المجاملة بدليل الأسماء التي تعاونت معها، أمثال الشعراء خالد المريخي وعلي الصابر وفراس الحبيب وعوض نفاع ومانع بن سعد العتيبة، ومع ملحنين أمثال محمد بو دله وطلال وعلي كانو وعلي الصابر، وتنوعت فيه باللهجات والألوان الغنائية.

وبعد غياب ست سنوات عن الساحة الغنائية، عاد الفنان راشد الفارس بألبوم «ناوي»، حيث كان آخر ألبوم رسمي طرحه في العام 2010 بعنوان «شي ثاني». وتعاون الفارس في جديده مع رموز الساحة الغنائية، يتقدمهم الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن والملحن سهم والشعراء مساعد الرشيدي وعلي عسيري وفهد المساعد وأحمد علوي، وأشرف على إنتاج الألبوم الملحن ياسر بوعلي في استوديوهات العاصمة البريطانية لندن وسجل عشرين أغنية بقوالب متنوعة بين رومانسي وشبابي، وحقق المعادلة الصعبة ليعود بقوة إلى الساحة.

كما عاد الفنان فايز السعيد مرة أخرى للساحة بألبوم بعد آخر إصدار له قبل ثلاث سنوات من خلال ألبوم «أنا ويني». وضم الألبوم الجديد 14 عملاً غنائياً، منها «أنا ويني»، «ألف كاف»، «هذا اللي فالح فيه»، «غني حبيبي»، «برازيلي»، «كلو يقوم»، «ما تغير شي»، «ما جاني لله»، «البنتلي»، «أحبك هوى»، «برج الغزال»، «عفيه قلبي»، «يضحك لي يغمز لي» وأغنية «قولي». وساهم السعيد في صياغة سبع أغانٍ من الألبوم، أما بقية الألحان فقد تقاسمها الملحنون بدر الذوادي، علي صابر، زياد يوسف، حسام كامل ومحمد الرفاعي. وكان من المفترض أن يخوض السعيد تجربة الغناء باللهجة اللبنانية، إلا أنه اعتذر لعدم إتقانها حتى الآن، بينما سجّل أغنية مصرية لكنه أرجأ طرحها.

وبذكاء الكبار، اقتنص الفنان ماجد المهندس أغنية «تناديك» في هذا العام رغم أنها كانت «ديو» وركّب صوته عليها، في الوقت الذي تأخر فيه عبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد عن ذلك. وحقق المهندس من خلالها نجاحاً خيالياً مع شاعرها ياسر التويجري والملحن أحمد الهرمي، وضم الأغنية بعد ذلك إلى خمس أغان أخرى، ليطرح ألبوماً جديداً من إنتاج «روتانا»، وليكمل طريق النجاح مع أغنية «أخ قلبي».

ومن الأسماء التي قدمت تجربتها الأولى في إصدار الألبومات الغنائية هذا العام الفنانة الأنين، التي نجحت في أول اختبار لها من خلال ألبوم «أشياء وعدد» والذي كان عنوانه في البداية «10 %» وهو اسم إحدى أغنيات الألبوم، إلا أن المقربين منها نصحوها بالتغيير. وتضمن الألبوم أكثر من 13 أغنية تعاونت فيها مع الكثير من الأسماء المهمة، وغنت فيه «ديو» مع الملحن مشعل العروج و«ديو» آخر مع الفنانة بلقيس أحمد.

والحال نفسها تكررت مع الفنان فؤاد عبدالواحد، الذي وضع بصمته الأولى من خلال ألبوم جديد هو الأول له يضم 18 أغنية، وجاء متناغماً مع تطلعاته ليكون يوماً ما سفيراً للأغنية الصنعانية القديمة، في محاولة لإحيائها من التراث وإعادة تلحينها بطابع خليجي وإيقاع شبابي ونغم عصري، كونها لا تزال مجهولة تماماً بالنسبة إلى صنّاع الأغنية الخليجية. وحقق الألبوم الهدف المرجو منه، حيث بات من المؤكد إدراج اسم عبدالواحد ضمن قائمة أهم المهرجانات الغنائية الخليجية المقبلة.

وفي السياق نفسه، طرح الفنان عبدالسلام الزايد الذي انضم أخيراً إلى شركة «روتانا» أيضاً «ميني ألبوم» يضم ثلاثة أعمال غنائية. وكان الإصدار بمثابة غرس الثقة بإمكانات عبدالسلام الذي ينتظر استحقاقات قادمة تكون بعمق فني أكبر لناحية الأسماء والاختيارات.

كما كان واضحاً تصميم الفنان وليد الشامي على طرح ألبوم جديد قبل انقضاء هذا العام، حيث أهدى الجمهور ألبوماً يضم 14 أغنية بعنوان «نار حلوة»، واستأثر لنفسه بنصيب الأسد من تلحين الأعمال، بالإضافة إلى تعاونه مع أسماء جديدة تعاون معها للمرة الأولى.

أيضاً، شهد العام 2016 إصدارات طرحت لكل من الفنانين منصور زايد وزايد الصالح والفنانة سحاب، لكنها لم تأخذ حيز الاهتمام الكافي من الجمهور لضعف الحملات الإعلانية والتسويقية.

وإذا تطرقنا إلى أغاني «السنغل»، فسوف نجد أن هناك العديد من الفنانين الشباب ومن نجوم الصف الأول الذين قدموا أعمالاً كان لها وقع كبير على الساحة الفنية من الناحية الإيجابية، ولعل أهم هؤلاء الفنانين عبدالمجيد عبدالله وحسين الجسمي وراشد الماجد وفهد الكبيسي وجابر الكاسر وبلقيس وحمد القطان وصلاح أحمد وعبدالعزيز الويس وعبدالسلام محمد وشيماء وبدر الشعيبي وجاسم محمد وشيخة العسلاوي وغيرهم.

وفي المحصلة الأخيرة، فإننا سوف نجد أن هناك في الساحة الغنائية الكويتية بشكل خاص والخليجية بشكل عام، من لا يزال يجتهد للنهوض بنفسه من جديد، وهناك من يتجه إلى الطريق السليم بعد أن تعلم من أخطاء الغير، ولكن أيضاً هناك للأسف من يكابر ويجاهر بفشله ولا يرضى بالانتقاد.