رسائل من بيروت... إلى حلب
| بيروت - من آمنة منصور |
1 يناير 1970
04:35 م
تهجّرتْ حلب من حلب. وضّبت أكبر مدن سورية سكانها في حافلاتٍ تقلّهم عنها ليحيوا بعيداً منها، بعدما ترنّح حاضرها بتخريب ماضيها، فصار مستقبلها «دُخانياً» لكثرة ما تَساقط عليها من براميل واشتعلت في أحيائها حرائق.
هي إبادةٌ للسكان وطمسٌ للتاريخ ولمعالم المدينة العربية الأعرق. ما كان بالأمس قائماً أصبح ركاماً، وما ضجّ بالحياة ذات يوم هوى من غير روحٍ إلى الأبد. مَن بقي على قيد الحياة من سكانها، عاشوا في موجة العنف الأخيرة من الخوف أقساه ومن الرعب أقصاه. فمات منهم تحت الركام اختناقاً وفي الشوارع احتراقاً، فضلاً عن أولئك الذين أُعدموا ميدانياً برصاصاتٍ باردة اخترقت أجسادهم الأكثر برودة وسط عواصف الطبيعة والحرب. أما من كُتبت لهم الحياة، فتأبّطوا ذكرياتهم في حُزم ورحلوا بموجب اتفاقٍ خارجي أخرجهم من مدينتهم، ليستوطنها الخراب من بعدهم إلى أجَل غير مُسمى قد تحيا المدينة من بعده معهم أو بغيرهم وفق ما رُسم لها.
عن مأساة حلب وعن معاناة أهلها و«نكبتها»، عن ندوب مستقبلها وسط الحاضر الجريح والماضي العريق الذي يتعفّف ويتأسّف عمّا جاء به الزمان، كان لعدد من المثقفين والمتابعين للوضع السوري هذه الرسائل من بيروت عبر «الراي» لحلب وسكانها...
مأساة حلب تجاوزتْ نكبة فلسطين
«بدايةً التضامن مع حلب هو تَضامُنٌ من طبيعة أخلاقية قبل أن يكون من أي طبيعة أخرى. والذين لا يتضامنون مع مأساة هذا الشعب هم خارج دائرة الإنسانية، وهم يرون الأحداث بتحيّز سياسي أو عسكري أو أمني، بينما تَضامُننا مع حلب هو من طبيعة أخلاقية تتجاوز أي شيء آخر، إضافة إلى أن هذا التضامن حبّذا لو ظهر لدى الجميع من أجل التأثير على دوائر القرار الخارجية لوقف آلة القتل التي دمّرت حلب الشرقيّة وأجبرت أهلها على الإستسلام. ما نقوله لحلب هو أنّها تجاوزت في مأساتها مأساة نكبة فلسطين وأصبحتْ جزءاً من ضميرنا جميعاً، والله يكون في عون كل هؤلاء الناس.
الأهمّ ألا تكون هناك خطة مبرمجة من أجل إحداث «transfer» سكاني في سورية، بمعنى استبدال مدن لها تاريخها وهويتها الثقافية والدينية والسياسية بمجتمعٍ آخر، لخلق ما يُسمى بـ «سورية المفيدة» والذي يؤسس لحال عدم استقرار لمئة سنة إلى الأمام.
إن ما حصل في سورية اليوم هو «كوندومينيوم» يستفيد منه الجميع ما عدا النظام السوري. فمَن حسم معركة حلب هو إيران على الأرض وروسيا في السماء، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: مَن الذي سيفاوض باسم سورية مع النظام العالمي الجديد وبالتحديد مع الإدارة الأميركية الجديدة؟ وهل سيكون هناك تَقاسُم نفوذ روسي - إيراني على أرض سورية، وهل حدود النفوذ في هذا التقاسم واضحة أو هل سيكون هناك نقاط اشتباك؟ هذه أسئلة تُطرح من أجل الإجابة على ما هو مستقبل حلب وما هو مستقبل سورية. لا أحد يدرك حتى هذه اللحظة ما هو المستقبل الحقيقي لكل المنطقة، خصوصاً أن هناك مَن يحاول تشكيل هذه المنطقة بشروطه؛ روسيا من جهة، الأتراك من جهة، إسرائيل، إيران.. أما الطرف الأضعف فهو النظام العربي القديم وهو العالم العربي الذي أصبح ضاحيةً سياسيةً لأربع عواصم غير عربية».
فارس سعيد
منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار
عوْلمة اللامبالاة ومجازر أفظع مما ارتكبه هتلر
ما يؤثر على الوضع في العالم بشكل عام وينعكس على حلب هو ما يسميه البابا بعوْلمة اللامبالاة. فالجمعيات والمؤسسات التي تهتمّ بالديموقراطية وحقوق الإنسان تقوم بجهود ضخمة، لكنها تسعى في ذلك إلى معالجة النتائج وليس إلى معالجة الأسباب. والأسباب هي ما يحصل في حلب من حروب بالوكالة ومع مداخلات إقليمية وضحاياها البشر بالمئات أمام صمتٍ عالمي. ما يؤثر فيّ أن هذا الوضع له انعكاسات على السنوات الثلاثين المقبلة، لأن هؤلاء الأطفال المحرومين من آبائهم والمشرّدين، إن لم يجدوا الرعاية الكافية سيكونون ضحايا يتحولون بسهولة إلى مادة يستغلها متلاعبون بعقول البشر لاستدراجهم في عمليات أمنية وإرهابية. وقد أثبتت تجارب كثيرة في مختلف أنحاء العالم أن أطفالاً مشرّدين وضحايا تم استغلالهم من جماعات إرهابية تقوم بأدْلجتهم وتوظيفهم في عمليات بأقلّ من 20 دولاراً. وهذا ما شاهدناه جزئياً في لبنان. وأنا شخصياً، كلّما رأيتُ أطفالاً مشرّدين في شوارعنا في بيروت تدمع عيناي.
ما العمل؟ الإعلام يبحث في الشؤون العالمية والانتصارات العسكرية، فيما أرى أن عليه أن يشدّد ويهتم أكثر بالجانب الإنساني. أما المؤسسات الدولية، فإن كانت بالفعل عاجزة - وأفهم بعض عجزها في الوضع الحالي - لكن يظل جلياً أن هناك نقصاً كبيراً في عرض الحالات الإنسانية المؤلمة والذي لا مبرّر له أياً كانت الاعتبارات الديبلوماسية. وما نشاهده اليوم في حلب يفوق بضخامته ما شهدته الحرب العالمية الثانية وما حدث في المجازر التي ارتُكبت في عهد هتلر، ولكن مع لا مبالاةٍ نسبياً. وهذا ما يجب الحديث عنه وبالتحديد من الناحية الإنسانية».
أنطوان مسرّة
عضو المجلس الدستوري اللبناني
حلب تحت الاحتلال والمقاومة آتية
«حلب لأهلها قبل كل العالم. وحلب للكل. وما حصل فيها مجزرة، وهي أصبحت تحت الاحتلال، فمَن يعامل شعبه بهذه الطريقة حتى وإن كان من الجيش السوري، يدخل حلب كمحتل وليس كحامٍ للناس. فأي نظام يقتل شعبه بهذه الطريقة؟
إن ما حصل في حلب عارٌ على الإنسانية كلّها في القرن الواحد والعشرين؛ إذ بالإمكان أن نرى ما يحدث هناك بالصوت والصورة مباشرةً على هواتفنا الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي.
لكن يبقى أن ما شهدتْه حلب سيؤسّس لحركة مقاومة أصليّة لمقاومة حالة الاحتلال التي دخلتْها وغيرها من المناطق السورية. فالشعب السوري هو الشعب الأكثر مظلوميّة في هذا القرن، ومنذ القرن العشرين ،حتى في فلسطين لم نرَ حالة مماثلة، وقناعتي أنه في نهاية المطاف «لن يصح إلا الصحيح» وسترجع حلب إلى أهلها.
والأهمّ أن على الشعب السوري الخروج بمشروع وطني وجامع، فأسْلمة الثورة أدّت إلى هذه الخسارات التي شاهدناها ولم يندفع أحد لمساعدتها، لذا حان الوقت لتأسيس مشروعٍ واقعي سوري شامل ديموقراطي منفتح على الجميع ويتقبّل الجميع. فمقولة أن الإسلام أو أي دين هو الحلّ مقولة دفعت جراءها البشرية ثمناً كبيراً، في حين أن البلدان التي تَأسّست على أسس الديموقراطية وتقبّل الآخر تعيش في نعيم كالسويد. ولا بد من الإشارة إلى أن ما حصل في حلب من إخراج لأهلها هو تطهير عرقي نفّذه الإسرائيليون من قبل، كما حصل كذلك في كوسوفو. هذا تطهير عرقي شامل، يشمل بحسب ما نعرفه على الأقل 12 مليون سوري لا ينامون في منازلهم. ما يعني أن نصف الشعب السوري ينام في العراء.
ختاماً، من أيام هولاكو، لم نعرف مجزرة كالتي تحصل في حلب وغيرها من المناطق السورية.
مالك مروة
كاتب وباحث وإعلامي لبناني
المدنيون دفعوا الثمن
«من الناحية الإنسانية مؤلم جداً ما حصل في حلب، ونحن كنا نتوقّعه وحذّرنا منه في الماضي لأن المجموعات المدنيّة تدفع دائماً ثمن حروب السياسيين. وكان من المفترض أن يكون هناك تدخل سياسي دولي لوقف إطلاق النار وإيجاد تسوية سياسية لتجنُّب ما حصل. غير أن الوقت بات متأخراً، بعد التقاعس الدولي عن البحث عن تسوية سياسية ووقف النار بشكل جدي في محاولة لحماية المدنيين ونقْلهم إلى مناطق آمنة. وللأسف دفع المدنيون ثمن تشبّث القوى المتصارعة بمواقفها. وفي الواقع، نحن في لبنان كنا شهدنا مراحل مؤلمة خلال الحرب الأهلية بينها تهجير أهالي الدامور. وقد لا يكون ما حصل بنفس حجم ما حصل في حلب، لكن التجربة كانت مؤلمة أيضاً. ولبنان عاش 15 عاماً من الحرب الأهلية والتهجير، وتُرك للقوى المتصارعة حتى العام 1990. والمؤسف أن مَن دفع ثمن الحروب الداخلية هم المدنيون. واليوم نشاهد ما عانيناه كلبنانيين بالأمس خلال الحرب الأهلية في معاناة أهالي حلب. آمل أن نكون على مشارف تسوية سياسية في سورية تعيد الناس إلى بيوتهم وأرزاقهم. هذه التسوية لن تحصل في القريب العاجل، لكنها ستحصل بعد الحل السياسي. ويبقى الأسف على من قُتل أو تشوّه أو تخرّبت أرزاقه».
فاديا كيوان
مديرة معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف
الإنسانية سقطت وجرائم حلب ستجلب اللعنة
«حلب لم تسقط، بل الإنسانية كلها هي التي سقطت بشكل غير مسبوق. فنحن لم نشهد يوماً وضعاً مماثلاً يقبل فيه البشر بما يحدث على مرأى منهم.
في ما مضى، كنا نتناقل المعلومات والوقائع عن مجازر هولاكو والتتار، ونتحدّث عما حصل في حماه في ثمانينات القرن الماضي وما عاشه الأرمن وما حدث في فلسطين بعد فوات الأوان وارتكاب الجريمة، ومع ذلك كنا «نندب» ونقول: كيف يمكن للعالم أن يقبل بحدوث ذلك؟.
أما اليوم، فالعالم كله «مقلوب» رأساً على عقب. نحن نتفرّج على ما يحصل في حلب مباشرةً، ونبدو إزاءه كأننا نتفرج على مشاهد هوليودية. ولكثرة ما اعتدنا من صور عنف، بتنا نتفرج على ما يحصل في الواقع على أنه مصوَّر ومتخيَّل وغير حقيقي.
ما أعرفه أن ما يجري إدانة لكل البشرية والإنسانية، ما يؤشر فعلاً إلى أن العالم يمرّ بمرحلة خطيرة وتأسيسية لنحو 200 إلى 300 سنة مقبلة. حيث نجد أن هناك عالماً قديماً ينهار وآخر سيولد ـ عالم ما كنا نعلم ما يحدث فيه باللحظة نفسها ـ أمام عالمٍ جديد نعرف فيه ما يحصل في كل أنحاء العالم ولكن مع عجز متفاقم أكبر.
ماذا أقول لحلب؟ أريد القول إنه لم يعد هناك ضمير. أما تخيير السوريين بين الهجرة والقتل، وأنا لو كنت مكانهم لكنتُ ربما تهجّرت، فهؤلاء تركوا بالملايين سورية ونزحوا عنها إلى بلدان أخرى وراحوا يتفرجون عليها تُهدم حجراً حجراً، وتُستعمر علاوةً على ذلك، وأنا لا أريد ان أزايد عليهم. نحن بكينا على فلسطين، في حين أنها تظل أفضل حالاً، فأهلها ما زالوا على الأقل فيها، أما مَن غادرها فقد تعلّم درساً. لكن السوريين لم يتعلّموا الدرس الفلسطيني. ليس لديّ ما أقوله أكثر من أنني لا أعلم إلى أين نحن ذاهبون، فهذا عالم جديد لا أدري متى سيتركّز أو يستقرّ وما الذي سيحصل ومتى ستستيقظ البشرية على الجريمة التي ارتكبتها. حقاً... هو يوم الاحتلال والإجرام والقتل الكبير حين أُخرج أهالي حلب من مدينتهم. فقد تم طردهم من أرضهم. حلب هُدمت وسويّت أرضاً. غداً ستقول لنا المختبرات العلمية المتطورة أنها قادرة على إعادة إعمارها، وهذا ممكن حتى بحجارة مشابهة، لكن للأسف هذا الأمر سيكون برمّته لمصلحة العالم الغربي الذي باع الكثير من الأسلحة وما زال، فهم وضعوا يدهم على سورية، وفي الغد سيعيدون بناءها وهذا في واقع الأمر نهب للعالم العربي، في حين نجد أن الأنظمة السائدة هي أنظمة منقسمة، فاشلة وقصيرة النظر، تحافظ على مصلحتها الآنية مقابل خراب كل العالم العربي.
أقول لمَن يرقص على أنقاض حلب أن حكمة التاريخ علّمتنا ان هناك نوعاً من الجرائم الكبرى التي لا تُغتفر وان عدم محاسَبة مرتكبيها سيدفع المجتمع ثمنه لسنين وربما أجيال قادمة. انها جرائم تجلب اللعنة على البلاد الى ان يُحاسَب القتلة كي تعود الأمور الى نصابها. سيأتي يوم ويطرد المحتل وينتصر الشعب السوري وينال حريته لبناء بلده الديموقراطي المتعدد».
منى فياض
سورية المفيدة أو «mega liban»
«أبكي على حلب، لأن قتْل المدينة جريمة كبيرة، لا سيما أنها الإطار المثالي للعيش الواحد بالتنوعات والإختلافات أياً تكن الانتماءات. ومدينة حلب عريقة في هذا الشأن. مستقبل حلب كحاضرة مدينة هو مستقبل كل المشرق العربي أو الشرق الادنى، لأن ما يحدث في المشرق العربي هو ترييف المدينة قبل قتْلها. فحروب الهويات ليس لها مصلحة استراتيجية، وحين تتحارب الجماعات على الهويات لا تتصارع على مصالح استراتيجية لأن هذه الأخيرة خارجة عن سيطرتها. وبالتالي إن ما حصل ويحصل في منطقتنا هو ترييف للمدينة أي الحياة المدنية، التي تسمح لكل فرد وبحسب قدرته وطموحه وظروفه أن يحقق شيئاً ما، في حين يجعل الترييف المدينة مجرد فسيفساء مقاطعات وجماعات. ورأينا بالأمس حلب الشرقية وقد تم جعلها كغروزني، فيما كان في حلب الغربية أناس يفرحون. بعد حلب وما شهدتْه، يتبلور مشروع سورية المفيدة أو لبنان الأكبر mega liban الذي يضم تحالف الأقليات في الساحل السوري. هذا المشروع هو من الناحية العسكرية والسياسية موجود، أما من الناحية القانونية فهو ليس موجوداً بعد ويتطلب إعادة نظر بالحدود الدولية. لكنه يبقى مع ذلك قائماً على الأرض».
أنطوان قربان
كاتب ومفكّر
الأخطر من الجريمة... الاعتداد بها
«الكارثة الكبرى التي تعرّضت لها حلب ليست القتل والتدمير إلى حد الإبادة، لكن هذا الصمت المريب الذي لم نشهد له مثيلاً في كل المحطات السابقة التي تعرّضتْ فيها مناطق أو مدن إلى عدوان أو ما إلى ذلك. بمعنى أن استهداف حلب وتدميرها بهذا الشكل، الذي تمّ في ظل صمتٍ دولي وعربي حتى وإقليمي، تم التعامل معه وكأنه أمر عادي. وفي تقديري ان هذه هي الجريمة الأساسية والمخيفة التي تجعل المرء يتساءل إلى أي حد وصل الانحدار على المستوى الدولي، لاسيما في الجانب الإنساني؟.
وبهذا المعنى، يشعر المرء وكأن في هذا العالم شيئاً يتغيّر إلى الأسوأ والأسوأ أكثر، لا سيما في هذا النموذج الذي شهدناه على صعيد التعاطي والتعامل مع ما جرى في حلب. هذا الصمت هو الذي يجعلنا ننظر بقلق وخوف أكثر على الأيام المقبلة. ونتوقع أن تكون لذلك تداعيات أخطر سواء على مستوى استمرار أداة الجريمة في القتل والتدمير أو على مستوى ردود الفعل.
ولحلب خصوصية لجهة حجم التدمير الذي حصل فيها من جهة والإجرام الذي ارتُكب تجاهها، وكمدينة لها امتداد في التاريخ وحضور اقتصادي وحضاري لا يستهان به، وبالتالي هذا الصمت الذي حصل تجاه هذه الجريمة يثير القلق والخوف حول مدى قدرة العالم في مراحل لاحقة على أن يلعب دوراً في لجم مثل أداة الموت هذه والتي تتحرك وتقتل من دون أن تشعر بأن من الممكن أن تُعاقب أو أنه سيكون هناك مَن يجعلها تدفع الثمن نتيجة أعمالها بما يدفعها لأن تكون أكثر حذراً حين ارتكاب جريمتها.
غير أن المجرم يشعر بأن يده مطلقة في تنفيذ ما يريده من قتل وتدمير، وهذا ما شهدناه من خلال الأداة السورية والإيرانية في التعامل مع حلب، وأيضاً الرقص على الدمار والجثث، كما شاهدنا في إطلالة قاسم سليماني الذي كان يستعرض بين ركام المدينة وأمام قلعتها وفي أسواقها وكأنه يريد أن يؤكد أن البصمة الإيرانية ثابتة وأساسية على هذا المشهد.
ختاماً، حلب قادرة على أن تستعيد حريتها وإرادتها. وهي عصية على الاحتلال والسيطرة، فكل احتلال مصيره إلى زوال. وهذه المدينة رغم الألم والدمار يُنظر إليها ليس على أنها قادرة فحسب على النهوض من الأزمة التي تعيشها ومحاولة القتل التي تتعرض لها، بل ستكون أيضاً رمزاً لنهضة على مستوى المنطقة والعربية تحديداً».
علي الأمين
صحافي وكاتب سياسي