حوار / يرى أن طول العطلة وزيادة عدد العروض وراء الأزمة
عبدالعزيز النصار لـ «الراي»: الموسم المسرحي «مضروب»... والمنتجون خرجوا منه «فك الفك»!
| حوار مفرح حجاب |
1 يناير 1970
07:59 ص
المسرح الأكاديمي بيتي الذي تربيت فيه... لذا أعود إليه من حين إلى آخر
مطلوب حوار صريح بين المنتجين ووزارة الإعلام والمعلنين لإصلاح الدراما
«الموسم المسرحي في 2016 كان... (مضروباً)، وغالبية المنتجين خرجوا منه (فك الفك) بلا ربح ولا خسارة»!
هكذا أعرب الفنان الشاب عبدالعزيز النصار عن رؤيته في الموسم المسرحي المنصرف، وعزا ذلك إلى العطلة الطويلة التي بدأت قبل الموسم، فضلاً عن أن وجود عدد كبير من المنتجين الشباب الذين دخلوا حلبة الإنتاج بشكل مبالغ فيه.
وقال النصار، في هذ الحوار الذي أجرته معه «الراي»: «إن عروضاً مسرحية كثيرة فاقت الطلب والحضور الجماهيري»، مردفاً: «فقد اعتدنا مع الفنان حسن البلام في المواسم الماضية أن تكون العروض في أول ثلاثة أسابيع كاملة العدد، لكن هذا الموسم لم يكتمل سوى أسبوع واحد وبدأت الجماهير يتراجع عددها».
وفي حين أشار إلى «أن وجود المنتجين الشباب، خصوصاً من الفنانين، يعد أحد أسباب الأزمة وليس سببها الوحيد»، اعتبر النصار أن عودته من جديد إلى المسرح النوعي وتحقيق المزيد من الجوائز يعود إلى نشأته في المسرح الأكاديمي الذي يحنّ إليه بين فترة وأخرى، لافتاً إلى أن المسرح يظل هو المسرح مهما تعددت أسماؤه، لكن الفنان يتجه إلى المسرح الجماهيري ليقدم أعمالاً لا يستطيع تقديمها في المهرجانات.
النصار لامس في حديثه نقاطاً مسرحية ودرامية عدة... نسردها في هذه السطور:
• كيف تنظر إلى المغامرة في المسرح النوعي، خصوصاً بعد فوز مسرحية «عطسة» بأفضل جائزة في مسرح الشباب؟ ـ لقد خضتُ هذه المغامرة من قبل ولاقت نجاحاً، ولكنني سأكون معك أكثر صراحة، إذ بالرغم من الدخول في خضم المسرح الجماهيري والظهور في كل المواسم الأخيرة، حتى أنني لا أزال أقدم مسرحية «الحكم لكم» مع الفنان حسن البلام، تبقى القضية هي أنني أشعر بالحنين إلى البيت الذي تربيت فيه، وأقصد بالتحديد: المسرح الأكاديمي، ولذلك قررتُ العمل في مسرحية «عطسة» في مهرجان الشباب وأيضاً شاركتُ في مهرجان الكويت المسرحي من خلال مسرحية «مواطن»، وأنا أعمل دائماً على التنسيق والتوفيق بين فرص حضوري في المسرحين الجماهيري والنوعي.
• هل من المهم أن يقدم الفنان تجربة أكاديمية كل فترة للمحافظة على التقاليد الفنية في العمل المسرحي؟ ـ هذه القضية تعود إلى الفنان نفسه، وأعتقد أن من عمل في المسرح النوعي يصعب عليه التخلي عنه، لما يحمله أيضاً من المتعة والشغف، كما في المسرح الجماهيري وأكثر. وأنا خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأت مع هذا النوع من المسرح، بل وأحب التواصل مع هذا النوع مع الفن والفكر، لأنني أعتبر أن المسرح هو «مسرح»، مهما اختلفت أسماؤه وأنواعه، لكن القضية أنك من الصعب أن تقدم في المسرح النوعي ما تريد تقديمه للجمهور، لذلك من المهم أن يتواصل الفنان مع المسرح في كل مكان، لأن كل مسرح له خصوصياته، والذي يريد أن يطور من قدراته لا بد له من أن يتجه إلى المسرح النوعي، ومن يُرِد أن يتنفس بعض الشيء فليتجه إلى الجماهيري.
• وكيف تنظر إلى الزحام المسرحي الذي حدث هذا العام؟ ـ هناك تطور للمسرح، ولكن علينا أن نعترف بأن هذا الموسم المسرحي - كما يطلق عليه بالعامية - كان موسماً «مضروباً» بسبب العطلة الطويلة التي بدأت قبل الموسم، وقد أثرت تأثيراً سلبياً على الحضور، والجمهور ينتظر العطلة ليس من أجل الذهاب إلى المسرح فقط، ولكن من أجل السفر والذهاب إلى الشاليهات وغيرها.
• هل زيادة أعداد المنتجين الشباب وراء الأزمة؟ ـ ليسوا هم فقط سبب الأزمة، ولكنهم جزء منها، لأن توقيت العطلة لعب دوراً كبيراً، فضلاً عن أن الجمهور يبحث عن نجم وأيضاً مسرحية جيدة.
• يقال إنه لم يعبُر الموسم المسرحي المنتهي بشكل آمن سوى النجوم الذين لهم قواعد جماهيرية؟ ـ القضية لم تكن عند الشباب فحسب، ولكن هي ظهرت عند المنتجين الشباب أكثر، لأن أعداد مسرحياتهم كثيرة، ولكن كانت أيضاً في مسرح الكبار، والدليل أننا في مسرحية «الحكم لكم» كنا نواجه مشكلة لأننا اعتدنا أن تكون الأسابيع الثلاثة التالية لعيد الفطر كاملة العدد، هذا الموسم لم تُحجز تذاكر إلا للأسبوع الأول، ثم بدأت أعداد الجمهور تتناقص، فالقضية هي نسبة وتناسب، وأعتقد أن الجميع طلع «فك الفك» هذا الموسم، ولم يكن هناك رابح.
• أين أنت من الدراما التلفزيونية؟ ـ لم تقدَّم إليّ أعمال ذات أهمية كبيرة.
• هل تشعر بأن هناك مشكلة في الدراما تجاه جيل الشباب الفنانين؟ ـ الدراما هذا الموسم حملت عناوين كبيرة، ولكنها لم تؤثر ولم يكن لها وجود ومرت مرور الكرام، ونحن نحتاج إلى وقفة جادة معها.
• ماذا تقصد؟ ـ أقصد أنه قد آن الأوان للمنتجين وكبار الفنانين والمسؤولين في وزارة الإعلام، وحتى المعلنين، لكي يجلسوا معاً جلسة حوار ومصارحة، لمعرفة مشاكل الدراما عن قرب، والبحث عن الحلول الناجعة، لأن هذه الصناعة يعمل فيها عدد كبير من الفنانين والفنيين وغيرهم.