حروف باسمة

الرحمة... الرحمة

1 يناير 1970 07:59 ص
الرحيم حبيب الله والله تعالى هو الرحمن الرحيم واذا انتشرت الرحمة في وسط حل فيه الاستقرار واذا استقرت الأمة انجزت واذا انجزت تقدمت واذا تقدمت حققت ما تصبو اليه من ثمرات يانعات مختلف ألوانها وأشكالها وطعومها ولكننا في ايامنا هذه أين نرى الرحمة؟

وأين حلت؟

نرى مشاهد ومناظر مختلفة الصور تزعج النفس وتقلق البال وتشغل الفكر وتجعل القلب مضطرباً لما نشاهده من أهوال كلها تدعو الى القسوة ولا مجال ولا محل للرحمة في أوساطها.

أطفال يئنون في اليمن من سوء التغذية يقال بأن اكثر من مليوني طفل يعانون من سوء التغذية.

وإن خلال دقائق معدودات يموت طفل مع وجود العلاج وعدم توافره أين القلوب الرحيمة من هذه المشاهد؟

طائرات تقصف وشيوخ تخر ونساء تئن واطفال يموتون كل ذلك حتى يحقق القساة اهواءهم ومبتغاتهم الضالة أين الرحمة؟

وأين الرحماء؟

وأين الدمعة التي تترقرق من عين الرحيم اذا وقع نظره على منظر من مناظر البؤس او مشهد من مشاهد الشقاء.

هم يتلذذون بالدماء والولوغ فيها كي يعانقوا حور العين.

هذا هدفهم وهذه بغيتهم قست القلوب فلم تمل لهداية تباً لهاتيك القلوب القاسية التي هتكت وقتلت واعتدت على الحرمات وتركت صورة سيئة عن الاسلام والمسلمين.

المساجد فجرت والكنائس اعتدي عليها وقتل النساء فيها كل ذلك من تدبير اناس لا يعرفون عن الاسلام شيئا ولا عن ثقافته صفة ولا عن ماهيته دليلاً.

قسوة منتشرة في اصقاع الدنيا لا نجد للرحمة مساراً حتى اذا نظرت في هذه الديرة الطيبة التي جبل اهلها على الرحمة وهم يتمتعون بإسداء الخير واجتثاث الشر نرى مشاهد نشازاً بعيدة عن الرحمة.

أناس يأتون للعمل يستقبلون ثم يتركون في الشوارع دون عمل ويكونون سبباً في نشر القسوة والأخلاق الفاسدة في امتهان أعمال مشينة تعمل على نشر الفوضى والأخلاق الرديئة.

أين الذين جاءوا بهم من الرحمة؟

أناس يتعاطون الرشوة وآخرون يبثون سموماً من المخدرات بين أوساط الشباب وآخرون يبثون الرذيلة في مناطق عمالية معروفة، الداخل إليها يحس بأنه في منطقة بعيدة عن هذا المجتمع هي بيئات للقسوة وبث كل رذيلة تخطر او لا تخطر على ذهن البشر ولا تحل الرحمة في اوساطها.

عزيزي القارئ منذ ايام افتتح مجلس الامة وشاهدنا من خلال جلساته التحدي والتنابز بالألقاب والصوت العالي.

أين الصحو؟

وأين الصاحي؟

منظر يحتاج الى الرحمة حتى نعيش في وسط يدعو الى التفكير في التشريع والمراقبة واخذ الامة الى اوج التنمية.

صراخ وعويل وتظاهر واحتجاج وصوت عال وايذان بتطاير الرؤوس وتحد وممارسات قاسية بعيدة عن الرحمة في الاحتجاجات امام السفارة الروسية.

الوطن يحتاج الى من يفكر من اجله ويعمل على استقراره ويبعده عن اتون السياسة المحرقة.

وهذه الديرة اهلها توارثوا اصالة مبنية على الرحمة وهم رحماء في ما بينهم وستظل الرحمة باقية في اوساط هذا المجتمع.

ولو كره البعض لأن الاصيل لن يتخلى عن اصالته وهذه الديرة اعطت اجيالها اصالة ورثوها من اجدادهم وهم لن يتخلوا عنها.

تحية لجميع الرحماء الذين قدموا الكثير من اجل اجتثاث القسوة وزرع الرحمة وجعلها شجرة وارفة الظلال اصلها ثابت وفرعها في السماء تظلل من يعيش تحتها.

وتحية للمقدم عبدالله احمد الصقعبي، مدير ادارة شؤون المختارين على نصحه وارشاده وقلبه الطيب الرحيم على ما اسداه من نصح وارشاد لموظفيه ولتعش هذه الديرة في أواصر الرحمة والخير والتعاون والتآزر بين افراد الأمة.

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

ما ضاع عرف بين الله والناس