حوار / استشاري السكري والغدد الصماء في «المواساة» نصح البدناء بإجراء الفحص الدوري للوقاية من المرض
حبيب استيتيه لـ«الراي»: لا علاج نهائياً للسكري والاكتشاف المبكر للمرض يحدّ من مضاعفاته
| كتب عمر العلاس |
1 يناير 1970
06:24 ص
أدوية السكري التي ظهرت خلال السنوات العشر الأخيرة علاج مثالي للمرض من النوع الثاني
قلة الحركة والسمنة والعادات الغذائية السيئة والوراثة وراء تزايد معدلات الإصابة بالمرض
العطش والتبول الزائد وزغللة النظر وآلام القدم وضيق التنفس إشارات على الإصابة بالمرض
الكويت من أعلى 10 دول في العالم إصابة بالسكري بنسبة 23.9 في المئة
60 في المئة من سكري الحمل ينتهي بعد الولادة وتكرار الإنجاب قد يعيده مجدداً
التطور الوحيد في علاج المرض من النوع الأول يتمثل في استخدام أقلام الأنسولين بدلاً من الإبر
نسبة نجاح علاج السكري باستخدام الخلايا الجذعية لا تتجاوز 20 في المئة
اعتبر استشاري السكري والغدد الصماء في مستشفى المواساة الجديد الدكتور حبيب استيتيه ان الأدوية الجديدة التي ظهرت خلال العشر سنوات الأخيرة ويتراوح عددها بين 8 إلى 10 أدوية لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، تساعد مريض هذا النوع على العلاج بشكل مثالي.
وأوضح استيتيه في حوار لـ«الراي» ان الأدوية الجديدة تحفز مختلف خلايا الجسم من أجل الاستجابة لهرمون الأنسولين فضلاً عن أنها عددت الخيارات أمام كل من الطبيب والمريض.
وأضاف استيتيه انه رغم تطور علاجات السكري إلا انه لا يوجد علاج نهائي للمرض حتى الآن، منوهاً إلى ان عملية زرع الخلايا الجذعية لعلاج السكري مازالت في طور التجارب ونسبة نجاحها لا تتجاوز 2 من 10(بنسبة 20 في المئة).
ولفت إلى ان 60 في المئة من سكري الحمل ينتهي بعد الولادة، وان من بين أبرز أسباب استمراره عند بعض السيدات تعدد الولادات.
وقال إن معدلات الإصابة بالمرض في تزايد بسبب نمط الحياة وقلة الحركة والسمنة والعادات الغذائية السيئة فضلاً عن العامل الوراثي.
ونبه إلى ان الاكتشاف المبكر للسكري يحد من مضاعفاته التي تتطور بمرور الزمن إن لم تتم معالجة المريض بشكل جيد، لافتاً إلى ان معظم الحالات التي يتم اكتشافها تظهر بعد تفاقم المضاعفات.
مزيداً من التفاصيل حول أحدث مستجدات تشخيص وعلاج مرض السكري في سياق الحوار التالي:
• كيف ترى أهمية الاكتشاف المبكر لمرض السكري ؟
- السكري من الأمراض المزمنة ويعد من التحديات التي تواجه النظم الصحية العالمية، ورغم الجهود المبذولة فإن معدلات الإصابة بالمرض في تزايد بسبب نمط الحياة وقلة الحركة والسمنة والعادات الغذائية السيئة فضلاً عن العامل الوراثي ونود التأكيد على ان الاكتشاف المبكر للسكري يحد من مضاعفاته التي تتطور بمرور الزمن ان لم تتم معالجة المريض بشكل جيد، لكن للأسف معظم الحالات يتم اكتشافها تظهر بعد تفاقم المضاعفات.
• هل من إشارات معينة توضح ان الشخص قد يكون مصاباً أو على وشك الاصابة بالسكري ؟
- العطش والتبول الزائد، وزغللة النظر، وآلام الاقدام، وضيق التنفس جميعها إشارات لها علاقة بالمرض لذا ننصح دائماً صاحب الوزن الزائد بإجراء فحص بشكل دوري.
• ماذا عن معدلات الاصابة بالسكري في الكويت ؟
- الكويت من الدول ذات النسبة العالية في الاصابة بالسكري وتأتي من بين الدول العشر الأوائل في نسبة الاصابة به حيث تبلغ نسبته 23.9 في المئة فيما تتراوح نسبة الاصابة في بعض دول الخليج كالسعودية وقطر والامارات والبحرين ما بين 21
و22 في المئة.
• هل هناك أسباب تقود لارتفاع نسبة الاصابة بالمرض؟
- زيادة الوزن وخصوصاً لدى الأطفال وقلة الحركة وضعف ممارسة الرياضة، والتغذية غير السليمة التي تتسبب في زيادة نسب البدانة والذي يتزامن بدوره مع ارتفاع نسبة الاصابة بالسكري وعليه دائماً ننصح بتوعية الأطفال من عمر صغير بضرورة تخفيف احتساء المشروبات الغازية وتناول الحلويات.
• كيف تؤثر البدانة في عملية الاصابة بالسكري ؟
- تتواجد البدانة بشكل أكبر في منطقتي البطن والصدر ووظيفة الأنسولين ان يدخل على خلايا الجسم ويحرق السكري وعند وجود نسبة كبيرة من الشحوم يصبح هناك مقاومة ضد الأنسولين فتزيد نسبة السكري في الدم ويتحول الشخص مع تراكم الزيادة لمريض سكري.
• وماذا عن تطور علاج المرض في السنوات الأخيرة ؟
- علاجات السكري في تطور مستمر لإحداث توازن تام في مستواه في الدم، لذا فإنه ينبغي على المريض أن يتابع حالته الصحية لدى الطبيب المختص بشكل دوري من أجل تحديد وضبط كميات السكري فهناك علاجات جديدة ظهرت في الخمس سنوات الأخيرة لمريض السكري من النوع الثاني وأصبح بمقدورها معالجة المريض بشكل مثالي.
وفي البداية لم يكن لدينا سوى أدوية تعمل على البنكرياس وأخرى تعمل على الكبد وتحسن امتصاص السكري فيه، واستمر الحال على ما هو عليه منذ العام 1990 حتى 2000 لكن خلال الفترة من 2005 إلى 2015 ظهر نحو 8 إلى 10 أنواع جديدة من الأدوية تعمل على تحفيز مختلف خلايا الجسم من أجل الاستجابة لهرمون الأنسولين حيث ظهر دواء «DPP4I» ويعمل على المعدة والأمعاء ويقلل من امتصاص السكري في الدم، كما ظهر دواء «SGL2I» الذي يمنع امتصاص السكري من الكلى ويحوله الى المجاري البولية وكذلك ابر«GLPI» اليومية والأسبوعية التي تحقن تحت الجلد فضلاً عن أنواع أخرى من الأدوية ما أتاح لكل من الطبيب والمريض خيارات عدة.
• هل هناك أمل لمرضى السكري من النوع الثاني بما يقضي على المرض نهائياً ؟
- لم يتم التوصل الى الآن لعلاج نهائي للمرض ومازال المرض مزمناً ويبقى مع الإنسان خصوصاً إذا كان من النوع الأول الذي يتم علاجه عن طريق استخدام الأنسولين.
• ماذا عن المحاولات البحثية للقضاء نهائياً على السكري والتي نسمع عنها بين فترة وأخرى ؟
- الأبحاث مازالت جارية وأكثرها زراعة الخلايا الجذعية ونسب نجاحها حتى الآن ضعيفة، وعلمياً وطبياً بما أن الأمر في طور التجارب لا ننصح أي مريض بإجراء العملية حيث مازالت نسبة نجاحها لا تتجاوز1 إلى 2 من 10(بنسبة 20 في المئة).
• ماذا عن سكري الحمل وهل يمكن أن ينتهي مع وضع الحامل للجنين؟
- 60 في المئة من سكري الحمل ينتهي بعد الولادة، لكنه يمكن ان يعود مع الحمل المقبل.
• وما الأسباب التي تقود لاستمراره ؟
- من بين أسباب ذلك الولادات المتكررة فكلما تعددت
زاد معدل استمرار سكري الحمل وفي أوروبا دائماً يتم توجيه النصح للمرأة التي تعاني من سكري الحمل بإنجاب مولودين فقط.
• ولكن ماذا عن علاجات السكري من النوع الأول ؟
- مريض السكري من النوع الأول، مازال يسير على العلاج الكلاسيكي عبر إبر الأنسولين ولم يتغير علاجه كثيراً لكن التطور الوحيد تمثل في استخدام أقلام الأنسولين بدلاً من الإبر وأصبح المريض يشعر معها بقدر أكبر من الراحة مقارنة بالإبر.
• هل يمكن لمريض السكري الذي يأخذ أبر أنسولين ان يغير العلاج إلى حبوب ؟
- إذا كانت جرعات الأنسولين التي يأخذها المريض كبيرة يصعب استبدالها بالحبوب، لكن اذا كانت جرعات صغيرة فذلك قد يكون ممكناً.
• في النهاية ماذا عن أنواع الأنسولين المتاحة حالياً ؟
- من بين أنواع الأنسولين«سريع الامتصاص أو المفعول»
والذي يأخذه المريض قبل تناول الوجبة بنحو 15 دقيقة ويصل إلى الدم خلال مدة 10 دقائق ويستمر مفعوله في الجسم لمدة تتراوح من 3 إلى 4 ساعات والنوع الثاني من الأنسولين وهو«متوسط المفعول أو المنتظم» الذي يبدأ مفعوله بعد مرور 30 دقيقة من الحقن ويستمر لفترة تتراوح بين 6 إلى 10 ساعات بعد حقنه قبل 30 دقيقة من تناول الطعام وهناك نوعان آخران من الأنسولين أحدهما «بطيء المفعول» ويؤخذ قبل وجبة الإفطار ويبدأ مفعوله بعد ساعة من الحقن ويستمر خلال مدة تترواح بين 20 إلى 24 ساعة والنوع الآخر وهو «الأنسولين البطيء جداً أو ما يعرف بأنسولين طويل المدى ويتم أخذه قبل الإفطار أو قبل العشاء ويستمر مفعوله في الجسم لفترة تتراوح بين 18 إلى 24 ساعة.