عظمة الخالق وإبداعه
| محمد الشربيني |
1 يناير 1970
02:03 م
عندما أتأمل ما حولي أجد أن عظمة الخالق لا حدود لها، فعندما أتأمل البشر الذين حولي في العمل والمسجد والشارع، أجدني أقول دائماً: يا لا عظمة الخالق الذي خلق لنا كل هذا البشر وأجد عظمة الخالق وإبداعه في أن وجوه البشر هؤلاء جميعاً الذين يعددون بالمليارات يختلف كل منها عن الآخر... فالوجه مثلاً والذي هو عبارة عن مساحة صغيرة من الجسد مختلف كاملاً من شخص لآخر... هذه المساحة الصغيرة من الوجه والتي تبلغ تقريباً 20 سم طولاً في 15 سم عرضاً يتم فيها تشكيل مليارات الوجوه بشكل متفاوت ومختلف وواضح.
وعندما أتأمل المساحات الأصغر التي تملأ هذا الوجه أجد أن هذا التباين وهذا الاختلاف أيضاً في كل جزء من هذه المساحة من الوجه، فالعينان اللتان لا تزيد مساحتهما عن 2سم أو 3سم في 1-2 سم تختلفان من شخص لآخر، وحتى على المستوى الشخص نفسه لا توجد عين مثل أخرى، وكذلك الأنف والأذنين والشفتين وحتى الفم وتوزيع الأسنان داخله... لا يوجد فم مثل آخر رغم ضيق المساحة المشكل منها الفم، ولا شفاه مثل أخرى ولا أسنان داخل الفم مثل أسنان شخص آخر وإذا دخلنا داخل الفم ومضينا إلى زوج صغير من الأحبال الصوتية وجدناها تختلف في ملايين البشر عن بعضها وتصدر الأحبال الصوتية صوتاً مميزاً لكل شخص في هذه المليارات.
ثم إذا مضينا إلى التكوينات الأصغر فالأصغر سنجد تنوعاً كبيراً واختلافاً هائلاً كلما مضينا إلى المستويات الأصغر حجماً... فلا بصمة يد تشبه الأخرى وعلى مستوى الخلايا فلا خلية في شخص تشبه الآخر... ولا حامضاً نووياً (DNA) يشبه الآخر...
وأعود وأقول وأنا أجلس في مجلس أو في مسجد لا أجد رأساً تشبه الأخرى ولا شعراً يشبه شعر آخر وحتى صلعات الرأس كلها مختلفة.
وإذا ما ذهبت وتأملت الشجر والعصافير والأسماك والجماد والجبال وجدت تنوعاً واختلافاً كبيراً وأيضاً في الخضراوات والفاكهة... تنوع واختلاف كبير، هذه طماطم وهذا تفاح... اختلاف في اللون والحجم والطعم... وهذا تين وهذا زيتون.
ولقد أقسم الله سبحانه وتعالى ببعض من هذه الثمار... «والتين و الزيتون» وذكر بعضاً من هذه في قرآنه وبين لنا أهميته في الولادة مثل «وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا... فكلي واشربي وقري عينا...» (سورة مريم).
ولقد قلت في نفسي إنه طالما ذكر الله التمر أثناء ولادة السيدة مريم العذراء لابنها المسيح عيسى فلابد أن التمر له فوائد عظمى أثناء عملية الولادة.
وبعدها قرأت بحثاً علمياً يتناول أهمية تناول التمر أثناء الولادة.
إنها عظمة الله الخالق الباري المصور والتي ما بعدها عظمة... والذي له تسعاً وتسعون اسما هي الأسماء الحسنى... والذي فيها كل اسم منها له معنى... فما أعظمك يا الله وما أعظم خلقك... فأنت المبدع... وأنت المصور... وأنت الله الخالق... الذي ليس كمثله شيء.