حوار / «معرفتي بحركة الجسد والريكي تتيح لي فهم رغبات الزبونة من دون أن تتكلم»

جيزيل قساطلي لـ «الراي»: المرأة الكويتية تشاطر اللبنانية ... الأناقة والـ «Life Style»

1 يناير 1970 05:32 م
لأنني امرأة فأنا أفوق الرجل درايةً ببنات جنسي... ومعرفةً برغباتهن وما يناسبهن

ليس ضرورياً أن ترتدي المرأة ملابس قصيرة لإظهار مفاتنها وجمالها وجذب الأنظار إليها

ما يميزني البُعد عن الابتذال... وإبراز المرأة بأنوثة كاملة واحتشام معتدل

على المرأة ارتداء ما يناسبها من التصاميم والألوان بصرف النظر عن «الموضة»
«أستعين بمعرفتي بحركة الجسد ومهارات الريكي التي تتيح لي فهم رغبات الزبونة من دون أن تتكلم»!

إنها مصممة الأزياء اللبنانية جيزيل قساطلي، التي تقول إنها بعد مسيرة بلغت عشرين عاماً مع الجمال والأزياء وعالم الأناقة النسائية، رأت أنها يجب أن تضع عصارة خبرتها في خدمة بنات جنسها بالكويت، تعزيزاً لخطواتهن على طريق الجمال.

قساطلي تعتز بأنها تمتلك الكثير من المهارات، ليس في مجال الأزياء فقط، بل في معرفة حركة الجسد وأسرار الريكي الذي يقوم على الانسجام بين الروح والجسد في الإنسان، وهي تحرص على الاستناد إلى خبرتها الروحية هذه، من أجل اختيار الأفضل لمرتادات معرضها في فندق «النخيل»، حتى من دون حاجة إلى أن تعرب الزبونة عن رغبتها، وهو الأمر الذي يلقى دهشة كثيرات من زائراتها!

قساطلي تقول لـ «الراي»، في هذا الحوار: «أبحث دائماً عن التوازن بين قيمتي الجمال والاحتشام، لأمنح المرأة فرصة التعبير عن أنوثتها في إطار من الاعتدال»، مثنيةً على «المرأة الكويتية التي تسير مع المرأة اللبنانية جنباً إلى جنب باتجاه الجمال والأناقة والثقافة»، وكاشفةً عن خصوصيتها التي تجعلها مغايرةً للآخرين بقولها: «ما يميزني هو ابتعادي عن التصاميم المبتذلة، لهذا أُظهر المرأة مكتملة الأنوثة وبصورة محتشمة باعتدال»، ومعتبرةً «أن ذلك يفرض احترام حواء على الجميع»!

ولفتت إلى «أن ليس من الضروري أن ترتدي المرأة ملابس قصيرة، كي تُظهر مفاتنها وجمالها، أو تجتذب الأنظار إليها، فهذا الأمر مفهوم خاطئ تماماً»، مواصلةً «أن جمال المرأة يكمن في اختيارها الأزياء التي ترتديها والتي تناسبها وتناسب شخصيتها»، ومتابعةً: «أنا ضد تحديد لون بعينه أُلزم به الزبونة لارتدائه في كل فصل وفقاً للمتداول في أسواق الموضة، بل يجب أن تختار كل امرأة ما تحبه من ألوان كي يكون زيها متجانساً معها».

قساطلي بثت الكثير من نصائحها للمرأة الكويتية في مجال الأزياء والأناقة... إلى جانب نقاط أخرى تأتي تفاصيلها في هذه السطور:

• هل لك أن تعرِّفي نفسك لقرّاء «الراي» بشكل موسّع؟

- اسمي جيزيل قساطلي، مصممة أزياء لبنانية، ولأكون مبدعة في عملي درستُ ما أقوم به، وأعمل في هذا المجال منذ 20 عاماً قدمتُ فيها عديداً من عروض الأزياء والتصاميم حول العالم. زيادة على ذلك، درست في علم التأمل وعلم «الريكي» وحركة الجسد، ولذلك أنا أمتلك الكثير من المهارات التي اكتسبتها من هذه العلوم وهي علوم روحية تراثية آسيوية تُعنى بالانسجام والتوافق بين الروح والجسد في الإنسان، والأسرار التي تتحكم في منحه الجمال الروحي والجسدي في وقت واحد، ما يجعلني ضليعة في قراءة حركات الجسد، إلى جانب دراستي في علم الألوان ومدى تأثيرها في شخصية الإنسان، وأيضاً دراسة كيفية اتباع الحمية الصحيحة للجسد، فأنا اهتماماتي لا تقتصر على أزياء المرأة فقط، بل جمالها بمعناه الأوسع والأعمق.

• لماذا اخترتِ أن تكوني مصممة أزياء؟

- سبب اختياري هذه المهنة هو حبّي وولعي بالأزياء والموضة، ولأنني امرأة فأراني أكثر دراية ومعرفة ببنات جنسي، وأعرف أكثر من الرجل، ما الذي يرغبن فيه وما يناسبهن، ولهذا تراني أركّز في كل تصاميمي على منطقتي الخصر والكتفين.

• لكن دوماً يقال إن المصممين الرجال هم الأفضل في ما يخص الموضة النسائية؟

- لا أوافق على هذا الرأي، لأنني بوصفي امرأة - وبكل بساطة - أعرف ما تريده المرأة، وما تفكر فيه، أكثر بكثير مما قد يعرفه الرجل.

• ما الذي يميز تصاميمك عادة؟

- ربما ما يميزني هو ابتعادي عن التصاميم المبتذلة، إذ إنني أحب أن أظهر المرأة مكتملة الأنوثة وبصورة محتشمة باعتدال، ما يفرض احترامها على الجميع، لأنني أؤمن بأنه ليس من الضروري أن ترتدي أي امرأة ملابس قصيرة تظهر بها مفاتنها ليطلق عليها جميلة، أو أن تجذب إليها الأنظار، فهذا الأمر مفهوم خاطئ تماماً، لأن جمال المرأة يكمن - من وجهة نظري - في الأزياء التي ترتديها والتي تناسبها وتناسب شخصيتها، إذ كلما كان الفستان بسيطاً زاد المرأة جمالاً أكثر، والمسألة أشبه بـ «الميك أب» الذي كلما كان ناعماً وبسيطاً أظهر جمال وملامح الوجه بصورة أكثر طبيعية. وبما أنني ضليعة في كل ما يخص جمال المرأة من الشعر والماكياج، فهو أمر يساعدني في تصاميمي والتعامل مع زبوناتي لتقديم ما يتناسب كلياً مع بشرتها وجسدها، خصوصاً أن كل امرأة مختلفة تماماً عن غيرها في كل شيء، ما يلزمني بمنح كل واحدة منهن حقها، وهو الأمر الذي يشعرهن جميعاً بالسعادة.

• ذكرتِ أنك درست علم التأمل و«الريكي»... ما علاقة ذلك بالتصميم؟

- معرفتي بقراءة حركة الجسد تمنحني القدرة على فهم الزبونة من دون أن تتكلم، فهناك الكثير منهن لا يعرفن ما الذي يبحثن عنه، ومن خلال نظري إلى العين يمكنني معرفة ما تفكر فيه المرأة وما يناسبها. وعلى عكس ذلك، هناك نساء خلال تسوقهن تجد الواحدة منهن مُحبّةً للحديث وسرد القصص مع مصممة الأزياء، فتخبرها بـ «قصة حياتها»...وبالتالي من خلال دراستي أنا يمكنني فهم شخصيتها وتحديد طبيعة ما يناسبها من أزياء.

• دعينا نتكلم الآن عن التشكيلة الجديدة من أزيائك؟

- أولاً وللتوضيح، في كل أسبوع يستقبل «البوتيك»، الواقع هنا داخل فندق «النخيل»، أزياء جديدة سواء كانت من تصاميمي أو من تصاميم غيري من زملاء المهنة، والسبب أنني أريد توفير كل ما تحتاج إليه الزبونة عندما تدخل إلى «البوتيك». وفي ما يخصّ تشكيلتي الأخيرة، تجد أن فيها جميع الألوان وتناسب كل الأعمار، لكنني بشكل شخصي أنصح زبوناتي دوماً بالتوجه إلى اختيار الألوان المفرحة الـ «Fresh»، لأن الألوان تؤثر كثيراً في نفسية الإنسان.

• لكن... ألا توجد ألوان مخصصة لفصل الشتاء الحالي؟

- أنا ضد تحديد لون معين نلزم به الزبونة لارتدائه في كل فصل بحسب ما هو متداول في السوق، إذ يجب أن تختار كل امرأة ما تحبه من لون كي تتجانس معه، فتخيل أنك تكره لوناً ما ولنفرض أنه الأحمر بسبب أمر مررت به سابقاً أو حادثة تجهلها، ويكون هو لون الموضة الحالي، هل حينها سوف ترتدي لوناً أنت لا تحبه مجبراً عليه، لمجرد أن تتماشى فقط مع الموضة، أم ستبقى إلى حين تغييره في التشكيلة المقبلة؟!

• ما النصيحة التي توجهينها إلى المرأة العربية عموماً كي تبقى مشعّة؟

- نصيحتي لكل امرأة تقرأ جريدة «الراي» أن تنتبه إلى نفسها كثيراً، فليس من الضروري أن تكبر في العمر وبالمقابل «تفتفت». ولتفادي هذا الضرر يجب عليها ممارسة الرياضة بشكل يومي مع الانتباه بشكل كبير إلى الطعام الذي تتناوله تفادياً للمرض وحفاظاً على رشاقة الجسد التي بالمقابل تساهم كثيراً في ظهورها بأجمل حلّة عند ارتدائها أي فستان.

• ذوق المرأة الخليجية يختلف تماماً عن ذوق المرأة في بلاد الشام... فهل تأخذين هذا الأمر بعين الاعتبار في التشكيلات التي توفرينها داخل «المعرض»؟

- لا شك في ذلك، آخذ في عين الاعتبار هذه المسألة، إذ إنني أقدم لكل امرأة الذوق الذي يميزها وترغب فيه. لكن بالمقابل، أتوجه برسالة إلى المرأة العربية بألا تولي الاهتمام فقط للأزياء التي ترتديها والمظهرالخارجي، بل يجب عليهن بالمقابل امتلاك مخزون ثقافي عالٍ لينعكس على جمالها الخارجي، فليس من الضروري شراء أجمل فستان، لأن الثقافة يجب أن تكون هي «NUMBER ONE» بالنسبة إلى المرأة.

• لماذا افتتحتِ المعرض الخاص بك في الكويت؟

- اختياري دولة الكويت لافتتاح «البوتيك» الخاص بي انطلق من التقارب الكبير في الذوق والعادات والتقاليد بين الشعبين الكويتي واللبناني، كما أن المرأة الكويتية تسير جنباً إلى جنب مع شقيقتها اللبنانية على طريق الجمال والأناقة والثقافة. فالكويتية تحب أن ترتدي دائماً أجمل الأزياء وتمتلك ذات الـ «Life Style» شأن المرأة اللبنانية. وبصراحة، تلقيتُ عروضاً عديدة من بلدان عربية لأفتتح متاجر خاصة بي عندهم، لكنني رفضتُ، وعندما تلقيت عرضاً للحضور بأزيائي إلى الكويت لم أتردد لحظة في الموافقة.

• قد تتحيّر النساء في اختيارما يناسبهن من أزياء... فكيف يمكن أن توجّهي المرأة في هذه المسألة؟

- أنصحها بأن تنتقي أزياء تكون مقتنعة بها حتى لو لم تكن مدرجة ضمن آخر صيحات الموضة، لأنه بقدر ما كانت القطعة التي تختارها بسيطة زادها ذلك جمالاً وأناقة.

• ما المواد وخامات القماش التي تستخدمينها عادة في تصماميمك؟

- أستخدم دائماً موادَّ تتنفس، وأحرص على الابتعاد تماماً عن استخدام «البلوستير»، وكذلك خلال تصميمي لأي فستان أحرص على تقديمه بصورة نهائية بأجمل صورة وبأرخص الأسعار.

• نسمع عادةً عن سرقة أفكار وتصاميم... فهل صادفك هذا الأمر؟

- في كل العالم هناك من يأخذ الإلهام من غيره، وبالطبع عندما أشاهد - على سبيل المثال - المصممين العالميين اللبنانيين زهير مراد وإيلي صعب تراني أستلهم منهما، وغيري كذلك قد يأخذ الإلهام من تصاميمي، وعلى هذا المنوال تسير الأمور.