«الراي» تنشر نقاطه وآليات تنفيذه

هكذا أدار بوتين محرّكاته تجاه أردوغان وروحاني والأسد لإنجاز اتفاق حلب

1 يناير 1970 07:14 ص
• المتحاربون يتقاسمون الانتصار والمدنيون وحدهم... يخسرون
حتى ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، كان اتفاق إجلاء خمسة عشر ألف مسلّح وعائلاتهم من شرق حلب قد تعثّر.

وأعلنت مصادر قيادية في دمشق فشل الاتفاق بعدما تأخر التفاهم على بنود عدة أهمها التبادل بين مدنيي حلب ومدنيي الفوعة وكفريا.

إلا ان «الراي» علمت من مصادر قيادية ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل شخصياً بالرئيس السوري بشار الاسد، كما علمت ان الاتصالات شملت الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الايراني حسن روحاني لإتمام عملية إجلاء المدنيين والمسلحين من شرق حلب. وقد تم الاتفاق على تخطي مطالب كثيرة كانت القيادة السورية قدّمتها لتركيا عن طريق روسيا، وأهمّها تبادل كل المدنيين الموجودين داخل الفوعة وكفريا، على ان يشمل ايضاً مدنيي الزبداني ومضايا. كما طلبت دمشق تبادل الجنود المحتجزين لدى المسلحين وجثث القتلى، إلا ان الضغط الذي مارسه الرئيس الروسي أفضى الى اتفاق على النقاط الآتية:

- إجلاء الجرحى والمصابين في شرق حلب، وكذلك من مدينتيْ الفوعة وكفريا.

- إجلاء عائلات المسلحين (أكثر من عشرة آلاف) من شرق حلب مقابل إخراج عائلات من الفوعة وكفريا.

- اجلاء المسلحين (بين 4 إلى 5 آلاف) من مقاتلي «القاعدة» و«أحرار الشام» والفصائل المعتدلة الأخرى من شرق حلب.

- السماح للمدنيين الراغبين بالتوجه إلى غرب حلب بالبقاء أو المغادرة إلى الجهة التي يريدونها.

- يضمن الجانب الروسي والسوري وقف النار أثناء عملية الإجلاء.

وقد استُخدم طريق الراموسة في حلب كطريق وحيد للإجلاء ووُضعت 20 قافلة خضراء تحت الخدمة لهذا الغرض ولمواكبة المسلحين وعائلاتهم إلى خان تومان التي تبعد عن شرق حلب نحو اربعة كيلومترات فقط حيث تقع المنطقة الملاصقة للراشدين أربعة خارج سيطرة الجيش السوري.

ودخلت الباصات الخضراء إلى حي السكري الساعة الثانية عشرة ظهراً لتبدأ عملية الإجلاء التي أصبحت على لسان كل الإعلام العالمي الذي لعب دوراً أساسياً ومحورياً في عملية شرق حلب لم يشهد له العالم مثيلاً.

ولخصت مصادر في الامم المتحدة ل»الراي» ان كل طرف يمكنه ان يقول انه انتصر: «فالرئيس الأميركي باراك أوباما فرض من خلال المحافل الدولية وتحريك الاعلام الغربي مهاجمة روسيا وإجبارها على الرضوخ للإسراع بإنهاء ملف شرق حلب بعدما كانت دمشق وطهران تطالبان بعملية شاملة كان من المتوقع ان تستغرق أسابيع طويلة.

وكذلك انتصر بوتين بحسم معركة شرق حلب في أسابيع قليلة لإعادة المدينة إلى سيطرة الحكومة السورية.

وانتصرت حكومة دمشق بالاستعداد للاعلان قريباً عن انتهاء الحرب في حلب وإنهاء مرحلة بدأت منذ العام 2012 وتخللها الدمار والدماء والحروب الضروس، ما يتيح للجيش السوري سحب الفرقة الثالثة العاملة في حلب والتي تقدر بأكثر من 25 ألف ضابط وجندي الى جبهات أخرى.

وانتصرت المعارضة المسلحة و الجهاديون على جبهة حلب إذ سينضم اكثر من 4 آلاف مسلح من جنسيات مختلفة انسحبوا من تلك الجبهة إلى جبهات أخرى ما زالت ساخنة في سورية.

إلا ان المدنيين هم مَن يخسر دائماً في أي حرب. فها هم المدنيون يغادرون منازلهم في فصل الشتاء ومعهم ما خفّ حمله، ويسيرون لساعات نحو مكان آمن، تاركين وراءهم أرزاقهم وأقارب قُتلوا في الحرب، لينزحوا الى مكان آخر ومستقبل مجهول. وهؤلاء هم الوحيدون الذين خسروا ويخسرون في أي صفقة في شرق حلب أو غير شرق حلب».