«الشهيد» و«لابا» اختتما بها «التراث المعاصر للموسيقى»
«ميامي» أنعشت الذكريات و«رقّصت» القلوب... فرحاً
| كتب علاء محمود |
1 يناير 1970
04:47 م
ليلة ختامية استثنائية فيها مزيج من الذكريات و«الوناسة» عاشها جمهور حديقة «الشهيد» الغفير في ختام حفلات مهرجان «التراث المعاصر للموسيقى» التي نظمها القائمون على الحديقة إلى جانب أكاديمية لوياك للفنون الأدائية «لابا»، حيث كان الختام مسكاً مع فرقة «ميامي» الكويتية التي طال لقاؤها مع جمهورها الكويتي لفترة طويلة، وهو الأمر الذي جعل لذة وحلاوة لما قدموه... فأنعش أعضاؤها الذكريات ورقصت معهم القلوب فرحاً.
جمهور متعطش لأصوات أحبوها، فحضر قبل الموعد بساعتين كي يحجز مقعده في الحفل الذي كان تنظيمه ممتازاً سواء من الجهة المنظمة أو من رجال الداخلية، فقضوا ساعتين من «الوناسة» و«الأناسة» وهم يصفقون ويغنون بأعلى الصوت مع أغاني حفظوها عن ظهر قلب، وربما سبق لهم أن رقصوا عليها في وقت أفراحهم. فالحفل في تلك الليلة اكتمل نجاحه مع وجودهم ودعمهم كونهم شكلوا لوحة فنية ثانية غير التي كانت فوق الخشبة.
بداية لقاء «ميامي» مع جمهورها كانت من خلال أغنية أشعلت الأجواء الباردة منذ البداية، وهو ما كان متوقعاً في حفل يحييه هؤلاء الأربعة خالد ومشعل وطارق وليلي، حيث بعدها توالت أجمل أغانيهم مرضية كل الأذواق، ومنها «يا عمري»، «شيلوها شيلة»، «اشلون أنساك»، «أسمر سلبني الروح»، «ودي يمر أسبوع»، «الحب بلا»، «البداوية»، «يا علاية»، «حبيبي أللي»، «أغنية سامرية»، «الحمد لله وشفناكم» و«يا حلوكم»، إلى جانب غيرها من الأغاني، لتكون لحظة الوداع أيضاً من خلال اغنية وطنية.
وما بين أغنية وأخرى، كانت صيحات وصفقات الجمهور تضجّ في الأرجاء، ما يزيد حماسة أعضاء الفرقة الذين كانوا على تواصل مباشر مع مدير أعمالهم صالح العبدالسلام، الذي حرص بدوره على أن يكون بنفسه حلقة الوصل بين الفرقة والجمهور لتلبية طلباتهم جميعها. كما كان خير متعاون مع الصحافة ممن رغبت في الجلوس مع «ميامي» قبل وبعد الحفل، والمفاجأة التي أبهرت الحضور خلال الحفل الرائع والناجح بكل المقاييس هو ظهور الفنانة شجون الهاجري من بين الجماهير واعتلائها خشبة المسرح ومشاركة «ميامي» الغناء والحماسة، وهو الأمر الذي زاد من حرارة الأجواء المشتعلة أساساً.
وخلال وجود الهاجري فوق الخشبة، حرصت مع «ميامي» بعد اتفاق سريع من دون أن يشعر به أحد من الجمهور، على تقديم وصلة تعرف باسم «Mannequin Challenge»، التي تتمثل في تجمّد الشخص من دون أدنى حركة على آخر شيء كان يقوم به لفترة قصيرة من الوقت، ومن ثم العودة إلى الحركة بصورة مفاجئة، إذ أصبحت خشبة المسرحة كأنها لوحة فنية مرسومة لوهلة قبل عودتها إلى الحياة مجدداً بالصخب والفرح.
وعلى هامش الحفل، صرح مدير الحديقة يوسف البعيحان لـ «الراي» قائلاً: «سعيد جداً بنجاح مهرجان (التراث المعاصر للموسيقى) بالتعاون مع أكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا) الذي لن يكون الأخير بالنسبة إلينا، بل هو مجرد البداية لمهرجانات فنية قادمة، إذ إن هدفنا وفكرنا الأساسي هو تقديم وعي من خلال نهج المهرجانات مع استمراره بطريقة هادفة، لذا ستكون المهرجانات القادمة لها ثيمة خاصة بها محاولين جلب فنانين من الخارج مع تعزيزهم بفنانين من الكويت لدمج الثقافات وتبادلها».
وأكمل البعيجان: «نحن في هذا المهرجان حاولنا عصرنة التراث، واختيار من شاركونا لم يكن عشوائياً البتة، بل قمنا بالبحث عن فنانين لديهم في رصيدهم أغاني عصرية في نهج تراثي، ومنهم فرقة ميامي التي أحيت العديد من أغاني التراث الكويتي، إضافة إلى أنها تعيدنا بالذاكرة إلى الزمن الجميل الذي عشناه، كما كانت من أولوياتنا تقديم الدعم لهم وان نجعلهم يقفون على منصة حديقة الشهيد، لنجعل الجمهور يستمتع ويرى ابداعاً فنياً فكرياً».