تقرير / السفاح المجهول الجديد... لم يُمنح الوقت الكافي للتدرّب على «فن الإلقاء المتوحش»
جلّادو «داعش»... بين «البلدوزر» و«البربري» و«الوسيم»
1 يناير 1970
05:04 ص
«أبو أيوب الجزائري» كان إمام مسجد وبطل الجزائر في رفع الأثقال عام 2002
الرياض - العربية.نت - أكثر من جلاد وزّعهم تنظيم «داعش» في مواقع سيطرته، مع حرصه على مواصفات تخدم رسالته الإعلامية، سواء كان من حيث الضخامة، كما فعل مع الملقب بـ «البلدوزر» أو بمظهر آخر «بربري» بشعر أشعث ولحية فوضوية، أو كان بصورة السفاح الوسيم، المقاتل التاريخي على الطريقة السينمائية، كما هي الحال مع سفاحه الجديد الذي ظهر في أحدث إصدارات التنظيم حاسراً وجهه، مستعرضاً بقسماته غير الشرقية، وبعربية ركيكة وأداء تمثيلي ضعيف لتوحش مفتعل، خلافاً لسابقه السفاح «أموازي». وعلى غرار مشاهد الدراما الملحمية التاريخية، خرج «داعش» بسفاحه الجديد المجهول، الذي يبدو أنه لم يمنح الوقت الكافي للتدرب على فن الإلقاء المتوحش رغم اجتهاده في ذلك، مع الاعتناء المبالغ فيه بمظهره بصورة أقرب ما تكون إلى عارض للأزياء، إلى جانب مقاتلين آخرين بسحنات شرقية شعثة، مغايرة تماماً لشخصية البطل الوهمي مع أربعة سجناء لدى التنظيم، في محاولة جديدة مختلفة لمحاكاة المخيلة البطولية الخرافية لدى مريديه.
ومع كل وجه جديد يحاول «داعش» تبنيه كسفاح رسمي له في إصدارته الدعائية، إلا أنه سرعان ما يبدأ بالبحث عن موهبة جديدة جراء سقوط جلاديه الواحد تلو الآخر، نتيجة ضربات التحالف المكثفة على مواقع التنظيم في كل من العراق وسورية، والتي أسقطت معها خياراته.
بداية، كان سفاح «داعش» الملثم الشهير محمد أموازي، أو المعروف بـ «الجهادي جون» كما يدعوه التنظيم، أو من يعرف بلقب «ذا بيتلز» أو «جورج» سبق وظهر في تسجيلات مرئية عدة، بثها التنظيم سابقاً أثناء ذبحه للرهائن المحتجزين لديه.
«أموازي» البريطاني الأصل ولد في الكويت، حاصل على شهادة هندسة الكمبيوتر من «جامعة ويستمنستر». غادر إلى تنزانيا العام 2009 للانضمام إلى جماعة «الشباب» المتطرفة، وأوقف حينها في مطار دار السلام، وأعيد ثانية إلى بريطانيا، حيث أوقف مرة أخرى في أمستردام بتهمة الانضمام إلى إحدى الجماعات المتطرفة. عاد بعدها إلى الكويت، وعمل حينها في تقنية المعلومات. عاد أموازي إلى لندن عام 2010 وتم القبض عليه مرة أخرى ووضع تحت المراقبة الجبرية.
وفي 2012، سافر أموازي إلى سورية وانضم إلى «داعش». تولى مهمة ذبح الرهائن المحتجزين لدى التنظيم، من بينهم الصحافي الأميركي، جيمس فولي. كما ذبح الصحافي الأميركي، ستيفن سوتلوف، والأميركي عبد الرحمن كاسينغ.
وبعد مقتل السفاح «جون»، ظهر السفاح الجديد «عمار الحسيني»، أبو يحيى الأسلمي، من أبناء قرية التبني في دير الزور، في أحد إصدارات «داعش» مع مجموعة من أسرى التنظيم (16 شاباً) تم ذبحهم على يده.
وبعد مقتل الحسيني شرق الموصل خرج التنظيم في إصداراته بسفاح آخر يدعى «قدوري سحاب». اعتقل من قبل قيادة حرس حدود المنطقة الثانية في الأنبار، بالتعاون مع أهالي الرطبة، بعد تحرير المنطقة من «داعش».
السفاح «أبو عائشة» الكردي، وهو قائد «لواء الموصل»، كان وجهاً آخر للتنظيم. ظهر في أحد إصداراته مرتدياً الزي الشعبي الكردي، وإلى جانبه عدد من أسرى البيشمركة قبل ذبحهم جميعاً. قتل في إحدى المواجهات العسكرية مع التنظيم جنوب الموصل.
«بلدوزر داعش» الشهير الليبي اشتهر بضخامة جسده. تمكن جيش النظام السوري من القبض عليه. وسبق أن ظهر بإصدارات عدة لقطع رؤوس الأسرى والسجناء لدى التنظيم، مرتدياً زياً قندهارياً أسود اللون وملثماً لا يظهر منه سوى عينيه. وظف التنظيم «بلدوزره» في خدمته الدعائية لإرهاب الأطفال الرافضين الانصياع لأوامره، حيث قطع أطراف عدد منهم بمزاعم مختلفة، أشبه بشخصية خرافية من إحدى الروايات أو قصص الأشباح وأفلام الرعب، التي عادة ما يُرْهَب الأطفال بها من قبل البالغين.
وكان أول ذباحي «داعش» أبو أيوب الجزائري، الذي ظهر في أحد إصدارات إعدامات التنظيم، قبل أن يخلفه السفاح «أموازي»، قبل التحاقه بالتنظيم عام 2013، بطل الجزائر في رفع الأثقال عام 2002، وكان إماماً متطوعاً في مسجد «أبو بكر الرازي». سافر في وقت سابق إلى سورية لتحصيل العلوم الشرعية في «معهد الفتح الإسلامي». متزوج من سورية. التحق بـ «جبهة النصرة» كـ «قاضٍ شرعي» قبل إعلان انشقاقه وانضمامه إلى «داعش».