رواق
المندوب السوري في المجلس الدستوري
| ريم الميع |
1 يناير 1970
02:47 م
اقتراح النائب محمد الحجرف في جلسة افتتاح مجلس الأمة بالتصويت العلني لرئاسة المجلس وفقاً للمعمول به في الأمم المتحدة أعاد إلى الأذهان صورة مندوب سورية في مجلس الأمن في العام 2003 عشية التصويت على القرار 1441 والذي أعطى الشرعية للحرب على العراق.
سورية التي قادت حرباً ضد القرار في محيطها العربي، وقسَّمت العرب وأفسدت اجتماعاتهم تصريحاً أو تلميحاً لوزير خارجية لبنان الذي كان يرأس القمة العربية في تلك الفترة وبعد أيام وبقدرة قادر بدلاً من أن تنقل اعتراضها للمجلس الدولي أو حتى تتحفظ على القرار رفعت يدها مؤيدة له.
وكانت صورة المندوب السوري وهو يرفع يده مؤيداً للقرار تتصدر الصفحات الأولى للصحف الدولية وهو يناظر العدسات ويعلن موقفه نهاراً جهاراً هو نفس الموقف الذي حاربه.
ونفس المشهد يتكرر هنا بالسر ولو أصر الحجرف على قراره الذي لاقى رفضاً دستورياً لدى طرحه في المرة الأولى لرأينا من يجلس بين النواب يصرخ ويعترض في محيطه وفي مقر صنع القرار يقرر مع الذين هاجم من يؤيدهم وأعطى تعليماته للذين يقودون حروباً بالوكالة عنه لتفريقهم!
في المجلس الدستوري الذي عاد وفقا للدستور بعد حل سابقه حلاً دستورياً أقسم النواب على صون الدستور ولا أعرف المشكلة الحقيقية في علاقة الدستور بسرية التصويت من علانيته إذ لا أعتقد أن نتيجة التصويت ستتغير كثيراً لو تغيرت الآلية.
ولا أعتقد أيضاً أن شعبية الذين أقسموا لناخبيهم بعدم التصويت لمرزوق الغانم ستتغير لو صوتوا له فمعظمهم من نوع انصر نائبك ظالماً أو مظلوماً ومعظم الذين بدَّلوا موقفهم أمس لديهم خبرة طويلة في تبديل المواقف تمنحهم القدرة على تبديل كلماتهم ووعودهم لتبديل آراء ناخبيهم معهم، والدليل أن الذين صدقوا سورية وهي تعارض الحرب استمروا يصدقون معارضتها وهم يَرَوْن مندوبها يرفع يديه وعينه بعينهم...
لكن المشكلة الحقيقية خروج عشرة أعضاء من التصويت السري ليعلنوا تصويتهم لشعيب المويزي الذي حصل على ثمانية أصوات فقط... طيب على الأقل لنصدقكم ضعوا عينا بعينكم!
reemalmee@