حوار / «فنانون كثيرون يحاربونني... سواء في مصر أو لبنان»

دوللي شاهين لـ «الراي»: غياب التوافق... أوصلني إلى الطلاق

1 يناير 1970 04:35 م
سأقف على رجليّ من جديد... ولن أسمح بتدنيس موهبتي لأي سبب

«اللي بيربح في الفن هو اللي بيقدِّم تنازلات أكبر»

أنا أُمّ لفتاة... ولا أوافق على أن يَدخل حياتَها رجل آخر غير والدها
بعد قصة حب تُوِّجت بزواجهما... انتشر أخيراً خبر طلاق الفنانة دوللي شاهين من زوجها المخرج باخوس علوان لأسباب لم يكشف عنها الطرفان.

انفصال شاهين وعلوان كان مفاجئاً، بعد زواج بلغ سبعة أعوام كانت ثمرته ابنتهما نور، خصوصاً في هذا الوقت الذي عدَلت فيه شاهين عن قرار اعتزالها العمل الفني، الأمر الذي طرح الكثير من علامات الاستفهام حولها على الصعيدين الشخصي والفني.

«الراي» حاورت دوللي شاهين، فقالت إن غياب التوافق بينها وبين زوجها كان وراء الطلاق، مصرةً على أنها ستقف على رجليها من جديد، ومعربةً عن أنها قررت عدم إدخال رجل آخر في حياة ابنتها «نور» من طليقها باخوس، وعلى الصعيد الفني أردفت: «لن أوافق على أن أُدنس موهبتي لأي سبب من الأسباب»!

وفي ما يتعلق بتراجعها عن الاعتزال، قالت شاهين: «شعرت بأنني بقرار الاعتزال كأنني أُقدم على الانتحار»، لافتةً في الوقت نفسه إلى أن فنانين كثراً يحاربونها في مصر ولبنان على السواء، وكاشفةً اللثام عن أنها ترى «اللي بيربح في الفن هو اللي بيقدم تنازلات أكبر مادية أو غير مادية»... إلى جانب تفاصيل أخرى تأتي في هذه السطور:

• ما الأسباب التي دفعتك وزوجك المخرج باخوس علوان إلى الطلاق؟

- عدم الاتفاق في ما بيننا. نحن منفصلان الآن ونقوم بإجراءات الطلاق الذي لم يتم بشكل نهائي حتى هذه اللحظة. فإجراءاته تأخذ وقتاً طويلاً ويتطلب نحو شهرين من الوقت حتى يتم إقراره. وما دفعنا إلى اتخاذ هذا القرار هو أسباب شخصية، لكن ما أستطيع قوله حولها هو أننا لسنا متفقَين، فهناك مواضيع معينة لم نتفق عليها في الحياة، وهذا ما يحدث بين أي زوجين.

• لكنك عبّرتِ مراراً في السابق عن مدى التوافق بينكما، وعن مدى مساندته لك ولعملك، فماذا جرى الآن؟

- كنتُ وما زلتُ أقول إن باخوس يحبني كفنانة ومقتنع بي، كما أن وجهات نظرنا الفنية تلتقي بنسبة 100 في المئة. وباخوس هو من أكثر الأشخاص الداعمين لي في الفن، إلا أن انفصالنا يعود الى أسباب شخصية جداً. وما أوصلنا إلى اتخاذ هذا القرار يمكن حدوثه بين أي رجل وزوجته، ولذا أؤكد لك أن انفصالنا وقع نتيجة أسباب خاصة بنا، ولا علاقة له بعملنا الفني أو للفن عموماً.

• تشيرين إذاً بكلامك إلى الجانب الحياتي بينكما، وإلى علاقتكما داخل المنزل؟

- 100 في المئة، وهذا ما يمكن أن يحدث بين أي زوجين.

• هل من الممكن أن يكون هذا الانفصال مناسباً لتصفية قلبيْكما كي تعودا معاً قبل أن يصبح الطلاق نهائياً؟

- (تصمت برهة): «الله بس اللي بيعرف شو في بكرا، وأنا ما بقدر جاوبك على شي ما بعرفو أو بجهلو، بس هلأ نحنا آخدين قرارنا ومتفقين عليه، وبالآخر اللي عند الله مش عند حدا».

• ما الأسباب التي دفعتك إلى اتخاذ القرار باعتزال الفن في وقت سابق؟

- أعلنتُ اعتزالي العمل الفني في ذلك الوقت بناءً على أسباب شخصية ونفسية، إذ كنتُ أمر بظروف صعبة جداً، ونفسيّتي كانت «كثير تعبانة»، ولذا شعرتُ بأنني في حاجة إلى الابتعاد، فأنا من أكثر الفنانات اللواتي حدثت معهنّ مشاكل في الفن.

• زوجك باخوس علوان، في لقاء سابق له مع «الراي»، قال: دوللي رفضتْ تقديم التنازلات الجسدية ولهذا اعتزلتْ العمل الفني، فهل تؤكدين على كلامه؟

- في بعض الأحيان أكيد. فهناك كل أنواع التنازلات في الفن، ومن المؤكد أن ما حصل معي يحصل مع غيري أيضاً، وإذا رفضتُ عرضاً ما فستقبل به إحداهن، وهذا مؤكد والحياة ستستمر في النهاية. موهبتي هي نعمة من عند الله، ولذا لا أوافق أبداً على تدنيسها لأي سبب من الأسباب.

• هل تراجعتِ الآن عن اعتزالك وقررتِ مواصلة مشوارك الفني؟

- أنت تعلم أن ألبومي الجديد جاهز، ولديّ كليبان جاهزان للعرض أيضاً، لكن لغاية الآن لم أُقْدِم على أي خطوة في عملي الفني. لقد عدتُ عن قرار اعتزالي العمل الفني لسبب واحد فقط، وهو أنني فنانة ولا أستطيع القيام بأي عمل آخر في الحياة. ولذا شعرتُ وكأنني أقتل نفسي بهذا القرار أو أنتحر، إذا صح التعبير. أنا أفكّر بصدق، وحياتي التي أعيشها بصدق أُظهِرها عبر الإعلام. ولهذا أعلنتُ تراجعي عن قرار اعتزالي بعدما تأكدتُ من أنه ليست هذه الحياة التي أريدها وليست هذه حياتي أساساً، ولا أعتقد أن الله أنعم عليّ بموهبة حتى أعمل على إلغائها من حياتي في يوم من الأيام.

• ما الذي يؤخرك إذاً عن إطلاق ألبومك أو إصدار الكليبيْن اللذين هما على حد قولك جاهزان؟

- نفسيتي السيئة هي التي تؤخرني، فلستُ جاهزة بعد لتقديم أي عمل فني.

• لماذا تلاحقك المشاكل دائماً؟

- «هلأ أنا ما شفتْ شي بعيني»، لكن من المؤكد أنني أُحارَب كثيراً وأكثر مما تتخيّل أيضاً سواء من الفنانين في مصر أو في لبنان.

• إلى مَن تشيرين بكلامك تحديداً؟

- هم كثر ولا أستطيع تعدادهم لك. الفن كأي مجال آخر في الحياة، وبالتالي العرض الأوفر لك كمنتج أو كمتعهّد هو الذي ستأخذه، «يعني بقدر أقبل بدولار على عمل ما، فيأتي آخر ليقول أنا بقدمه ببلاش». لا أستطيع العمل من دون مقابل مادي في النهاية لأنني أعيش من وراء الفن، وليس لديّ مدخول آخر في الحياة، وليس هناك مَن يدعمني أيضاً. «اللي بيربح في الفن هو اللي بيقدم تنازلات أكبر، ومن كل المستويات سواء مادية أو غير مادية». في النهاية أقول: لا تكرهوا شيئاً لعله خير لكم. وبالنتيجة إن الله كتب لكل شخص رزقه ومشواره في الحياة، وسيرزقك بأعمال أفضل لتعمل بها في المستقبل، «فلا تستعجل على رزقك». وفق هذا المنطق أقيّم الأمور.

• هل أنتِ مستقرة في لبنان حالياً؟

- أتنقل بين لبنان ومصر بصراحة، خصوصاً بعدما عملتُ على تسجيل ابنتي في إحدى مدارس لبنان.

• ما مصير ابنتك بعد وقوع الطلاق بين والديْها؟

- حياتها ستبقى كما كانت عليه في السابق، ولن يتغيّر عليها أي شيء. أكيد ستبقى ابنتي معي، وسيراها والدها طبعاً بين الحين والآخر، فليس من الضروري أن تعيش في صراع بيني وبين والدها. وهنا أؤكد أنه تجمعني بـ باخوس علاقة صداقة حتى هذه اللحظة، ونحن متفاهمان على كل التفاصيل. لقد انفصلنا بشكل حضاري، وكلانا يكنّ للآخر كل الاحترام والمودة أيضاً.

• وكيف حال دوللي شاهين الآن؟

- دوللي إنسانة «معرْكجة، وكل الأمور فايتة ببعضها عندها الآن». ليست لدي رؤية واضحة للمستقبل على الأقل، لكن سأعود لتنظيم نفسي حتى أقف على رجليّ من جديد، وأكمل المشوار.

• هل عملتِ على إلغاء فكرة الزواج مجدداً من حياتك؟

- نعم. تكفيني تجربة واحدة ولديّ اليوم أحلى شريك في الحياة، وهي ابنتي «فشو بدي أحلى من هيك شريك ليشاركني حياتي؟».

• لكن المرأة لا تستطيع مواصلة حياتها بشكل طبيعي في ظل فراغ عاطفي؟

- من المبكر الآن الكلام عن هذا الموضوع. فلم يمض وقت طويل على انفصالي عن زوجي. وهنا أذكر لك أن والدي توفي قبل 8 أعوام، ووالدتي صغيرة في العمر، أي أنها أكملتْ الآن الـ 51 من عمرها. لكنها على الرغم من ذلك استطاعت طوال هذه الأعوام الثمانية أن تعيش على ذكرى والدي من دون أن تتأثر. وقد أخذتُ العِبرة من تجربتها هذه. لذا، أقول إنني لا أتخيّل نفسي أُقْدِم على مثل هذه الخطوة، خصوصاً أنني أم لفتاة، ولا أوافق على أن يأتي رجل آخر ويدخل حياتها غير والدها.