البيانات الاقتصادية الضعيفة أحجبت التطمينات الرسمية لتبدد مكاسب أسواق العالم

العالم في براثن الكساد

1 يناير 1970 09:53 م
عواصم - وكالات - سيطر التوتر على اسواق المال امس، بعدما طغت عليها مخاوف المستثمرين ألا تفلح المساعي العالمية الرامية لتخفيف حدة الازمة الائتمانية في تفادي السقوط في براثن الكساد، في وقت يحاول الاتحاد الاوروبي تعميم خطة التحرك التي اقرتها مجموعة اليورو على كل الدول الاعضاء، وبينما واصبحت واشنطن اكثر من اي وقت مضى في مرمى انتقادات القادة الاوروبيين.
ويعقد القادة الاوروبيون العازمون على التحرك جبهة واحدة، اعتبارا من بعد ظهر امس، اجتماعات لمدة يومين للتعميم على الدول الاعضاء الـ27 خطة المساعدات المخصصة للمصارف وقدرها نحو 2.2 تريليون يورو والتي قررتها الاحد الدول الـ15 الاعضاء في منطقة اليورو وبريطانيا.
وبحسب مشروع اعلان تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة عنه، فان الاوروبيين يستعدون للمصادقة خلال القمة على تشكيل «خلية ازمة مالية» تضم رؤساء البنك المركزي الاوروبي والمفوضية الاوروبية ومجموعة اليورو ومجلس اوروبا، والتي قد تستعين بها الحكومات في اي لحظة في حال مواجهة صعوبات. في الوقت نفسه، ضخ البنك المركزي الاوروبي 100 مليار دولار اضافية امس، لمساعدة المصارف على انجاز عملية اعادة التمويل، واطلق في موازاة ذلك للمرة الاولى عملية لضخ لمدة اسبوع في الاسواق كميات من الدولارات. وفي خطاب في برلين قبل التوجه الى بروكسل اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان اجتماعا لمجموعة الثماني سيعقد «قبل نهاية السنة».
وفي نيودلهي ضمت قمة ثلاثية امس، الهند والبرازيل وجنوب افريقيا لبحث الازمة المالية العالمية وارتفاع اسعار السلع الغذائية والنفط.
وبينما اعترف مجلس الاحتياط الفيديرالي بدخول اكبر اقتصاد في العالم مرحلة الركود، تحدث رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون صباح امس عن ازمة «عميقة» و«استثنائية». واعرب عن مخاوفه من حصول «شلل في النمو» في فرنسا العام المقبل مع «عواقب» على الوظائف.
كذلك، حذرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من ان «النمو الاقتصادي سيتباطأ» في المانيا بسبب الازمة المالية.
«وول ستريت»
وانخفضت الاسهم الاميركية في أوائل المعاملات امس، وطغت هذه المخاوف على اعلان شركة «كوكاكولا»- التي تعد نتائجها مؤشرا لانفاق المستهلكين- أنها حققت أرباحا جيدة.
وفي «وول ستريت» انخفض مؤشر داو جونز للاسهم الصناعية الى ما دون 9000 نقطة في التعاملات المبكرة، وانخفض بنسبة 3.5 في المئة بعد بيانات اقتصادية اضعف من المتوقع.
وانخفض مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» الاوسع نطاقا 21.32 نقطة، أي 2.14 في المئة، مسجلا 976.69 نقطة. وتراجع مؤشر «ناسداك» المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 24.83 نقطة، أي 1.4 في المئة، الى 1754.18 نقطة.
وحدث التدهور بعد ان اظهرت بيانات مبيعات التجزئة الاميركية انخفاضا بنسبة 1.2 في المئة في سبتمبر في مؤشر على ان الاقتصاد يواجه مزيدا من المشاكل. وجاء انخفاض المبيعات الاسوأ منذ اغسطس 2005 واقل من توقعات السوق بانخفاض لا يتعدى الانخفاض نسبة 0.7 في المئة.
أوروبا
وسجلت البورصات الرئيسية في اوروبا هبوطا تراوحت نسبته ما بين 6 و 7 في المئة عند الاغلاق امس، مقتفية أثر «وول ستريت».
وفي لندن انخفض مؤشر «فوتسي 100» بنسبة 7.16 في المئة ليغلق عند 4079.59 نقطة، فيما انخفض مؤشر «كاك 40» في باريس بنسبة 6.82 في المئة ليسجل 3381.07 نقطة، كما انخفض مؤشر «داكس» في سوق فرانكفورت بنسبة 6.49 في المئة ليغلق عند 4861.63 نقطة.
آسيا
وبعد تحسن دام يومين، عادت معظم الاسواق المالية الى التراجع امس. واقفل مؤشر «نيكي» في طوكيو على ارتفاع نسبته 1.06 في المئة، في حين ان اهم الاسواق المالية الاسيوية اغلقت على تراجع نسبته 1.12 في المئة في شنغهاي و4.96 في المئة في هونغ كونغ. واقفلت بورصة بومباي على تراجع نسبته 5.87 في المئة.