@أمينة / انتخابات... وانتهت!

1 يناير 1970 09:47 م
انتهت الانتخابات التشريعية لمجلس الأمة، ومازال الناس يتكلمون عنها ولا أعتقد أن كلامهم سينتهي عن هذه الانتخابات قريباً. لأنها برأيي كانت انتخابات شرسة. عموماً من فاز سنقول له ألف مبارك، ومن لم يفز نتمنى له حظاً أوفر في المستقبل.

السؤال الذي يستحق الطرح اليوم هو: خلال فترة الانتخابات كم شخص ربِحْتَ وكم خسرتَ؟

من الطبيعي جدا أن يتفق البعض في آرائهم حول أحد المرشحين، ولا يخلو الأمر من اختلاف في الآراء بين البعض حول أحد المرشحين، ولكن هل يستحق الأمر لأن يتم تصعيد الموضوع ليصل حد الخلاف والقطيعة. هل من المجدي أن تغلقوا الأبواب التي فتحتها لكم الحياة وتبعدوا عنكم أرواحا ألفتوها من أجل مرشح ستنتهي حاجته لكم بمجرد اغلاق صناديق الاقتراع بالشمع الأحمر؟ هل تستحق هذه الانتخابات خسارة بعضكم البعض ليفوز شخص ويصل للمجلس؟ هو سباق انتخابي وليس حربا انتخابية لتكونوا ضحاياها.

ولكن الأمر الأدهى والأمرّ من خسارة شخص ما من معارفكم أو أصدقائكم هو أن تخسروا أنفسكم! فهل يستحق هذا السباق ان يتنازل الشخص عن مبادئه وأخلاقه؟ هل فعلتم؟ أم تستطيعون بصراحة وصدق... قول لا. لم ولن نفعل أبدا. فأكون فخورة بكم إلى الأبد.

هل لعب المال السياسي برؤوسكم؟ و كان للمال سطوة عليكم؟ أم انكم أقوى وأعمق من جذور شجر السدر في هذا البلد؟ أتمنى ألّا أرى من سيطرق برأسه ويقول «هي انتخابات... وخلصت».

هم فازوا و دخلوا المجلس، ماذا عنك يا من تقرأ هذا المقال؟ هل فزت وكنت فخورا بالورقة التي أسقطتها في صندوق الاقتراع؟ أم أنك ستكرر هي انتخابات... وانتهت.

هل حضنت صديقك أو أخوك و من أعماق قلبك صرخت «هيااا» عندما فاز من سعيتم لإيصاله للمقعد الأخضر صاحب الرؤية و الفكر الذي يفيد الكويت والكويتيين أم أطرقت وقلت «يالله خنشوف شبيسوي؟» ومضيت وحيداً وكأن شيئاً لم يكن ولكن في قلبك كسرة و حسرة. أم أن من سعيت لأجله لم يحالفه الحظ ولكنك فخور بالدور الذي لعبته، وفرح بالاشخاص الذين تعرفت عليهم وشاركوك سعيك بإيصال من آمنتم به ليعمل من أجل كويت أفضل. لم يكن الحظ بجانبكم لكن الغد دائما أفضل. وعموماً... الانتخابات... انتهت.