رواق
يمدحون النوم
| ريم الميع |
1 يناير 1970
02:47 م
اليوم عطلة.
وأمس عطلة.
وبكرة عطلة.
يا سلام.
ما الجديد؟
الجديد مثل القديم.
الرابط المشترك بين كل العطل هنا هو النوم.
أن تنام براحتك ثم تستيقظ براحتك متحرراً من كل ضغوط مواعيد الدوام والدوام.
الا أنا لا أتحرر من ضغط عبد الله فهمي وهو يقلق منامي على مدى شهرين متنقلة بين بلدان ليلها نهار ونهارها ليل ولا يجتمع الليل بالنهار إلا بصوت واحد يقلقني بعبارة: فين المقال؟
هذا المقال الذي تقرر الآن أن تكمله أو تهمله وأنت في فراشك هو جهد قضّ مضجعي لأكتب لك عنك أنت فلا يعجبك لأنني اعتدت ان أكشف فيه ما تريد إخفاءه مثلما تخفي كرشك تحت الدشداشة أو صلعتك تحت الغترة وتقلب القنوات بين عارضات فيكتوريا سيكرت لتقول لزوجتك التي احتملت حماقاتك أكثر مما احتملت غباء مديرك وتقول لها: هذول حريم وانت مرة؟
ماذا يفعل الكويتيون رجالاً ونساء حين يستيقظون من النوم؟ هذا هو سؤال المليون الذي لا يجاوبون عنه ولو جاوبوا كذبوا أوتجملوا.
قد يكون الكويتي الوحيد الذي قال الصدق حين سئل هو الشيخ محمد العبدالله المبارك حين سئل: أفرش أسناني.
كل البشر الطبيعيين والنظيفين يفرشون أسنانهم عندما يستيقظون من النوم، ولكن هل هذا أول ما يفعل الكويتي فعلا؟
في توقيت المواطن الكويتي زمنان: وقت الاستيقاظ من النوم ووقت مغادرة الفراش وبين الزمنين وقت يكفيه لفعل كذا شيء تكون فيه جاذبية الأرض في أقوى حالاتها تسحبه نحو السرير ودوران الأرض في أسرع حالاته يأخذه الى كل بقاع العالم في التوقيت الفاصل بين شد اللحاف وسحب الموبايل الذي يكون عادة أقرب اليه من مخدته.
ولأن العالم أصبح شاشة صغيرة فبإمكان الكويتي في فراشه قبل أن يفرش أسنانه أن يمد لسانه على كل شعوب العالم منافساً طول الخريطة وعرضها أيضا فيشتم هنا ويقذف هنا وإن تعوذ من ابليس الذي هو في أسعد حالاته لاكتفى بالنقد الهدام والمدمر فجينات الشر في أنشط حالاتها لا يهديها الا شرور العالم من حوله لأننا باختصار «نخاف ما نختشيش».
نعول على سماحة العالم احتمال حماقاتنا ولأن لنا خصوصيتنا المزعومة التي تجعلنا نتوهم أن ذاتنا مصونة فإن أقصى ما نخشاه المعاملة بالمثل ونرتعد خوفاً وهلعاً حين نجد أشباهنا في بقاع أخرى، ولكم في ترامب عبرة.
فنحن نخشى أن يعاملنا في بلاده بالمعاملة نفسها التي يلقاها ذلك القادم من الهند إلينا، رغم ان عذر ترامب تطفيشنا ونحن لا عذر لنا فلو توقف الهنود عن العمل لدينا ربما تتوقف الأرض عندنا عن الدوران، ومع ذلك يستفزوننا القول إننا نتنفس من خلال الوافدين لأنه يواجهنا بالحقيقة التي نخفيها ونحن نطلب من ميري الفيلبينية ان تناولنا كوب الماء لتلعلع أكثر، ولكن لحظة.
قبل أن تتحمس أكثر وتفرح لأنك عثرت على خطأ تحسبه خطيئة كفرحة عثورك على كنز لتذكرنا ان ميري اسم هندية لا اسم فيلبينية تذكر ان تفرش أسنانك قبل ان تمد لسانك وان تكاسلت مد لحافك على قد رجولك وتغطى ونام فاليوم عطلة وغدا كذلك مثل الأمس ويمدحون النوم... صح النوم.
reemalmee@