الكويت تستقبل اليوم ضيفها الكبير خادم الحرمين الشريفين في زيارة تاريخية

«إرحب»... يا سلمان

1 يناير 1970 03:07 م
صباح الخالد: محطة تاريخية مهمة تُضيف أسساً جديدة وصلبة في مسار العلاقات الوطيدة

ثامر الجابر: علاقات البلدين تفوق كل مفردات الديبلوماسية... لأنها تنبع من رؤى وتلاحم واحد ومصير مشترك

عبدالله الغانم: الزيارة تأخذ أيضاً بعين الاعتبار ثقل المملكة للكويت باعتبارها عمقاً استراتيجياً وداعماً رئيسياً

عايد المناع: تأثيرات أحداث المنطقة على الخليج والعلاقات مع إيران أبرز ملفات الزيارة
كونا- تستقبل الكويت اليوم ضيفها الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة في زيارة تاريخية الى البلاد هي الأولى منذ توليه مقاليد الحكم.

وتعد الزيارة المرتقبة خطوة جديدة تستكمل مسيرة طويلة ومتميزة من العلاقات الأخوية التي تجمع بين الكويت والسعودية قيادة وشعبا منذ عشرات السنين، أثمرت عن نموذج فريد من التحالف والتعاون والترابط قل نظيره في المجتمع الدولي.

وفي هذه الزيارة التاريخية يلتقي خادم الحرمين الشريفين بأخيه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حيث يبحث الزعيمان القضايا الثنائية وأهم المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.

وتعد الكويت المحطة الرابعة في الجولة الخليجية لخادم الحرمين الشريفين، بعد زيارته لكل من الإمارات وقطر وترؤسه وفد المملكة العربية السعودية في قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في العاصمة البحرينية المنامة الثلاثاء.

إضافة جديدة

وفي هذه المناسبة، أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن الزيارة تضيف أسسا جديدة وصلبة في مسار العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين.

وقال الخالد، في تصريح صحافي، إن هذه الزيارة تعد محطة تاريخية مهمة في مسيرة العلاقات بين البلدين الشقيقين والتي كانت وعبر الأزمان تتواصل تعضيدا على كل المستويات وتنسيقا مشتركا في جميع المجالات إعلاء للمصالح المشتركة ومجابهة للأخطار والتحديات المحيطة.

وشدد على حرص سمو الأمير على الحفاظ على التلاحم الخليجي وتوطيد الروابط المشتركة بين دول مجلس التعاون رسميا وشعبيا، وفي مقدمة ذلك تقوية أواصر العلاقات والتعاون الثنائي مع المملكة العربية السعودية.

وذكر أن هذه العلاقات تتسم على الدوام بالتميز والقوة والمنعة بفضل ما أنعم على قائدي البلدين من حكمة وحرص كبيرين على إحاطة هذه العلاقة بالعناية وبكل أسباب التواصل والتطور.

وأعرب عن بالغ غبطته وسروره لزيارة العاهل السعودي التي يحل فيها ضيفا عزيزا على أخيه سمو الأمير، وعلى الشعب الكويت الذي يستذكر وبكل التقدير والعرفان المواقف التاريخية الثابتة والصلبة للمملكة في دعمها للكويت.

وأوضح في السياق ذاته أن أبرز تلك المواقف الموقف البطولي الحازم للمملكة قيادة وشعبا في نصرة الحق الكويتي إبان الغزو والاحتلال العراقي للبلاد (1990-1991) تلك الوقفة المشرفة التي وبعد نعم الباري عز وجل وفضله كان لها فضل التحرير وعودة الشرعية للبلاد.

وجدد الخالد عزم البلدين وحرصهما على العمل معا في كل ما من شأنه تحقيق تطلعات الشعبين بالرفعة والرقي وترسيخ اللحمة الكويتية - السعودية والخليجية المشتركة وتعزيز مضامين التعاون العربي والإسلامي والاسهام البناء نحو تحقيق السلام والرفاه العالمي.

من جانبه، رحب سفير الكويت لدى السعودية الشيخ ثامر جابر الاحمد بالزيارة التاريخية، وقال ان خادم الحرمين الشريفين سيحل ضيفا عزيزا وأخا كريما على سمو الأمير وعلى الشعب الكويتي «الذي يكن كل تقدير وثناء وعرفان لخادم الحرمين الشريفين ويتطلع لهذه الزيارة المهمة التي ستضيف لبنة جديدة في صرح العلاقات المتجذرة والضاربة في أعماق التاريخ بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وأكد ان «العلاقات بين الكويت والسعودية تفوق كل مفردات الديبلوماسية والسياسة إذ إنها تنبع من رؤى ولحمة وتلاحم واحد ومصير مشترك». وذكر «اننا في دولة الكويت نستذكر بكل معاني الفخر والاعتزاز والامتنان المواقف المشرفة للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في دفاعها عن دولة الكويت وعن دول مجلس التعاون الخليجي في جميع المراحل ومنذ عقود».

ولفت الى مواقف الرياض «خلال كارثة الاحتلال العراقي الغادر لدولة الكويت ودورها الحاسم والفاعل والمؤثر في تحريرها وعودة الشرعية التي استضافتها المملكة إلى جانب الشعب الكويتي الذي وجد كامل الرعاية والاهتمام، بتوجيهات كريمة من قبل أمير منطقة الرياض آنذاك الملك سلمان».

وقال «إننا إذ نعرب عن ترحيبنا الحار بالزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى بلده الكويت بين أهله ومحبيه فإننا على يقين بأن مسار العلاقات بين البلدين الشقيقين سوف يشهد المزيد من التلاحم والترابط والتكامل في جميع المجالات بما يخدم تطلعات قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين والمسيرة المباركة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية».

كما أشاد سفير الكويت لدى السعودية بالتطور والازدهار الذي تشهده المملكة تحت القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين نحو مسيرة البناء والتنمية لمواكبة تحقيق رؤية المملكة 2030.

تحديات وملفات

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الغانم إن ما يزيد من أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى الكويت أنها الزيارة الأولى للملك سلمان إلى الكويت بعد توليه مقاليد الحكم إلى جانب أنها تأتي في ظروف حساسة لما تشهده المنطقة من مشكلات وتحديات تستوجب البحث والدراسة.

وأوضح الغانم أن من أبرز هذه المشاكل والتحديات هي ظاهرة الإرهاب سواء خارج أو داخل منطقة الخليج العربي من خلال ما تقوم به بعض الجماعات الإرهابية المنحرفة مثل ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) و(القاعدة). وأضاف أن التحدي الآخر هو الوضع القائم في اليمن بكل ما ينتج عنه من تأثيرات أمنية في المنطقة لاسيما أنه يقع في خاصرة منطقة مجلس التعاون الخليجي.

وذكر أن الأمر الثالث يتمثل في كيفية مواجهة انخفاض الأسعار العالمية للنفط وما ترتب عليه من تأثيرات على ميزانيات دول مجلس التعاون الخليجي،لافتا إلى الجهود المبذولة بين دول المجلس للحد من تأثير ذلك عبر تخفيض حصصها في منظمة (أوبك) في حين تسعى دول أخرى إلى التأثير على هذا الأمر وإفساده. وأشار إلى حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة في عدة مناطق منها سواء في العراق أو سورية أو اليمن وهي إشكاليات كبيرة جدا تحتاج إلى النظر لها بتعمق.

وقال الغانم إن دول مجلس التعاون اتخذت خطوة إيجابية بتشكيل المجلس خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية والآن مع تزايد التحديات يمكن النظر في الانتقال إلى فكرة تحقيق المطلب الأساسي الذي وضع كمبادئ أساسية لمجلس التعاون الخليجي وهو التعاون وصولا إلى مرحلة الاتحاد والذي أصبح يطرح بصورة أعمق وأشد يتطلب معها التنسيق لإنجاح هذا الاتحاد.

وأثنى على الدور البناء الذي يضطلع به خادم الحرمين الشريفين في هذا الصدد وهو توفيق الرؤى تجاه الوصول إلى مرحلة الاتحاد لاسيما أن هذه النقطة كانت مطروحة إبان عهد العاهل الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.

وأكد أن هذه الزيارة تأخذ أيضا بعين الاعتبار الثقل الذي تمثله المملكة العربية السعودية للكويت باعتبارها عمقا استراتيجيا وداعما رئيسيا للكويت في العديد من الأزمات التي مرت بها ومنها فترة الحرب العراقية - الإيرانية وما تلاها من احتلال عراقي للكويت إضافة إلى ما تحمله من إرث تاريخي وسياسي واقتصادي.

من جانبه، قال الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور عايد المناع إن الحكمة والخبرة اللتين يتمتع بهما سمو الأمير وخادم الحرمين في السياسة العربية والإقليمية والدولية «ستسهمان في جعل المباحثات خلال الزيارة ذات جدوى كبيرة لاسيما أنها تأتي بعد القمة الخليجية في المنامة». ولفت إلى تميز العلاقات الكويتية - السعودية في شتى النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الثقافية فهي متجذرة في مختلف المستويات الرسمية والشعبية «فالبلدان دائما في خندق واحد وما يمس الكويت يمس المملكة والعكس صحيح».

وذكر أن أبرز الملفات المتوقع طرحها خلال الزيارة إلى جانب تطورات العلاقات الثنائية هو الأمن الإقليمي سواء في العراق واليمن وسورية وتأثيراتها على المنطقة إضافة إلى بحث العلاقات مع ايران بمختلف أبعادها.

وأشار إلى أهمية طرح مسألة الاتحاد الخليجي والنقاش حول متطلبات كل دولة قبل تطبيقه لاسيما أنه يصب في مصلحة الكويت من خلال إيجاد آلية للتقارب بين دول الخليج منطلقين من العوامل المشتركة التي تجعل من الاتحاد الخليجي حقيقة قائمة.

وبين أن ملف العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية ربما يطرح في هذه الزيارة بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب والتطورات التي حدثت في العلاقة خصوصا بعد إصدار قانون (جاستا) في أواخر عهد الرئيس باراك اوباما.

وشدد المناع على ضرورة تنويع مصادر الدخل والتفكير بمرحلة «ما بعد النفط فلابد من البحث عن بدائل اخرى وهو ما كان يتطلب مناقشته مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الاخرى قبل أن نفاجأ بغياب عائدات النفط فهي سلعة لا يؤتمن لها على المدى البعيد».

ولفت إلى موقف المملكة العربية السعودية المشرف عندما تعرضت الكويت للغزو العراقي الغاشم عام 1990 وحماسها الكبير لاسترداد الكويتيين أرضهم مستذكرا مقولة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز عندما قال «إما أن تعود الكويت أو تذهب السعودية معها».

وتأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين بعد سلسلة من الزيارات التي قام بها للكويت حينما كان وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء، حيث زار البلاد في ديسمبر 2013 ممثلا للمغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اجتماعات الدورة الـ34 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وفي مارس 2014 ترأس الملك سلمان وفد بلاده في اجتماعات القمة العربية الـ25 التي عقدت في الكويت فيما كانت آخر زياراته الى الكويت قبل توليه مقاليد الحكم في منتصف يناير 2015 على رأس وفد المملكة لحضور اجتماعات المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية.

وقد حفلت مسيرة العلاقات التاريخية المتميزة بين الكويت والسعودية بالعديد من الزيارات المتبادلة لاسيما على مستوى القيادة إذ لم ينفك زعماء البلدين الشقيقين من الالتقاء وتبادل الرأي ومناقشة وجهات النظر في سبيل تعزيز أطر التعاون والتفاهم في كافة المجالات منذ عشرات السنين بل وحتى ما قبل قيام كيان سياسي منظم في كلا البلدين.

علاقات تاريخية

وتسطر صفحات التاريخ بين أوراقها زيارة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الى الكويت عام 1910 خلال حكم المغفور له الشيخ مبارك الصباح. وبعد وفاة المغفور له الشيخ مبارك الصباح عام 1915 قام الملك عبدالعزيز بزيارة الى الكويت للتعزية في الفقيد الراحل الذي ارتبط به الملك بعلاقة أبوية حميمة وكان يطلق عليه لقب «والدي».

وعقب تولي المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في الكويت وجه دعوة أخوية الى شقيقة الملك عبدالعزيز آل سعود لزيارة الكويت حيث لبى الملك الدعوة وقام بزيارة للبلاد عام 1936.

وبعد وفاة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1953 تولى مقاليد الحكم ابنه الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود الذي يرتبط بالكويت بعلاقة إنسانية مميزة كونه ولد على أرضها في يناير عام 1902. وكإحدى ثمار هذه العلاقة الوطيدة قام الملك سعود بن عبدالعزيز بزيارة الكويت عام 1954 حيث استقبل بحفاوة بالغة من الأسرة الحاكمة والشعب الكويتي.

وفي عام 1961 قام الملك سعود بن عبدالعزيز بزيارة أخرى إلى الكويت بعد اعلان استقلالها مؤكدا وقوف المملكة الى جانب الكويت أمام جميع الأطماع الخارجية لاسيما مع توتر الوضع مع العراق بعد رفض الحكومة العراقية استقلال الكويت.

وبعد انتهاء حكم الملك سعود بن عبد العزيز تولى أخوه الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود سدة حكم المملكة عام 1964 واستمر حتى عام 1975.

وخلال تلك الفترة زار الملك فيصل دولة الكويت مرتين كانت الأولى في 13 ديسمبر 1965 أثناء عودته من العاصمة الايرانية طهران فيما كانت الزيارة الثانية في ابريل عام 1968 بناء على دعوة رسمية من أمير الكويت آنذاك المغفور له الشيخ صباح السالم، حيث أقيم للملك فيصل استقبال رسمي وشعبي كبير.

وبعد وفاة الملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1975 تمت مبايعة أخيه خالد بن عبدالعزيز آل سعود ملكا للمملكة العربية السعودية والذي قام بزيارة رسمية الى الكويت في 21 مارس 1976 تلبية لدعوة رسمية من أخيه أمير الكويت في ذلك الوقت المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح.

واستقبل حينها الملك خالد بن عبدالعزيز استقبالا حارا على المستويين الرسمي والشعبي بما يعبر عن عمق المشاعر الأخوية والروابط الوثيقة التي تجمع ما بين البلدين الشقيقين. واستمرت الزيارات المتبادلة بين البلدين الجارين على كافة المستويات لاسيما على مستوى القيادة وذلك في مسعى دائم من زعماء البلدين للتباحث وتعزيز وجهات النظر حول مختلف القضايا والتطورات التي تمر بها منطقة الخليج.

وبعد تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في المملكة عام 1982 قام بزيارة الى دولة الكويت مترئسا وفد بلاده في اجتماعات الدورة الخامسة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد في الكويت عام 1985.

وفي عام 1987 ترأس الملك فهد بن عبدالعزيز وفد بلاده للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة الاسلامية في دورته الخامسة الذي استضافته الكويت.

ولن تنسى الكويت خلال تلك الفترة من حكم الملك فهد بن عبدالعزيز موقف المملكة من الاعتداء العراقي الآثم على أرض الكويت في أغسطس عام 1990 حينما هبت المملكة قيادة وشعبا لتقف وقفة صمود شامخ في وجه العدوان وسخرت جميع إمكانياتها السياسية والعسكرية والمادية لخدمة القضية الكويتية إلى أن اندحر العدوان وعادت الكويت حرة مستقلة.

كما لن تنسى الكويت قيادة وشعبا كلمة الملك فهد بن عبدالعزيز الخالدة خلال فترة الاحتلال العراقي للبلاد عندما قال «الكويت والسعودية بلد واحد نعيش سوية أو نموت سوية».

وبعد أن من الله على الكويت بنعمة التحرير وعودة الشرعية بفضل الموقف المشرف للدول الشقيقة والصديقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة رسمية إلى الكويت في ديسمبر 1991 مترئسا وفد بلاده في أعمال الدورة الـ12 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وقد خاطب أمير الكويت الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ضيوفه من قادة دول المجلس في تلك الدورة قائلا إن «هذا الاجتماع على أرض الكويت قد تحقق بفضل الله أولا ثم بفضل أخي الملك فهد وإخوانه وشعبه الشقيق الذي وقف معنا وقفة مبدئية والتضحيات الكبرى التي تحملوها معرضين بلدهم لمخاطر كبرى في سبيل عودة الحق الكويتي».

وبعد وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز عام 2005 خلفه أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي استمر على نهج إخوانه وآبائه وأجداده في لم الشمل العربي والحفاظ على وحدة الصف الخليجي.

وتكريسا لهذا الأمر وصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الكويت في يناير عام 2009 مترئسا وفد بلاده للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة العربية الاقتصادية.

وفي نهاية العام نفسة ترأس الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وفد بلاده لحضور أعمال القمة الـ30 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في الكويت وتم خلالها إعلان دول مجلس التعاون الخليجي الست تضامنها التام مع السعودية ودعمها المطلق لحقها في الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها ضد أي عدوان خارجي.

وعلى الصعيد نفسه لم تأل القيادة الكويتية جهدا في دعم المملكة العربية السعودية على جميع الأصعدة قولا وفعلا حيث حرص حكام الكويت على امتداد تاريخها بزيارة الرياض والالتقاء بأشقائهم في المملكة.

وستظل المملكة العربية السعودية تحظى بمكانة كبيرة في قلوب الكويتيين قيادة وشعبا وهو الأمر الذي حرص عليه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على ترجمته من خلال زياراته الدائمة الى أرض المملكة.

وفور اعتلائه سدة الحكم في الكويت قام سمو الأمير في مارس 2006 بجولة خليجية بدأها بالمملكة العربية السعودية حيث قام خادم الحرمين الشريفين آنذاك المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقليد سموه قلادة الملك عبدالعزيز تقديرا للدور البناء الذي قام به سموه في خدمة القضايا العربية بشكل عام وقضايا مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص.

وفي يوليو 2007 قام سمو الأمير بزيارة أخوية قصيرة الى المملكة وفي الخامس من ابريل 2008 قام سموه بزيارة رسمية إلى الرياض عقد خلالها مباحثات رسمية مع خادم الحرمين الشريفين تركزت على بحث العلاقات الأخوية وسبل تقوية أطر التعاون بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة.

وفي مارس 2009 لبى سمو الأمير دعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحضور القمة العربية المصغرة التي عقدت في الرياض وجمعت الرئيسين المصري والسوري بهدف تنقية الأجواء العربية.

وفي 23 سبتمبر 2009 حضر سمو الأمير حفل الافتتاح الرسمي لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الى جانب عدد كبير من قادة الدول العربية والاسلامية وذلك ضمن احتفالات المملكة بيومها الوطني الـ79.

وقام سموه في أكتوبر عام 2014 بزيارة أخوية للسعودية بحث خلالها مع خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيز مسيرة التعاون الخليجي في كافة المجالات إضافة الى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الاقليمية والدولية.

وفي فبراير 2015 زار سمو الأمير العاصمة السعودية الرياض حيث التقى بأخيه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز واستعرضا روابط التعاون بين البلدين والسبل الكفيلة لدعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.