حديث القلم

قصة رئيس تنفيذي...

1 يناير 1970 11:39 ص
تولي المراكز القيادية يفترض ان يتم من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، خصوصاً عندما يكون التعيين مبنيا على اسس قانونية سليمة، من حيث الخبرة والسن والمؤهل العلمي والسيرة الذاتية الحافلة بالنجاحات في الشركات السابقة التي تولى ادارتها واثبت جدارته فيها وساهم في تحقيق نسب مرتفعة من الارباح وحسن التعامل والسلوك.

الا ان التعيينات البراشوتية التي تمت في احدى الشركات التابعة للخطوط الجوية الكويتية، افتقرت لكل الاسس والمقومات الصحيحة لانها جاءت من الاعلى وهبطت بهم في مناصب اكبر من قدراتهم بتحليق من السماء... حتى هبط بالبراشوت وبطريقة تتنافى مع اشتراطات التعيين المعمول بها في الشركة المذكورة واولها تعيينه من دون اعلان، وهذا مخالف للاشتراطات المذكورة في القانون الذي توجب الاعلان.

قبل ان يتم التعيين في مناصب من هذا النوع، لا بد من النظر والتمعن في سيرة الشخص الذي سيتولى مهام قيادية في سيرته من خلال التنسيق مع الجهات التي عمل بها في السابق كونه سيصبح مسؤولاً عن مئات او الاف الموظفين. ان هذا الرئيس التنفيذي كان طوال حياته الوظيفية لا يملك سوى خبرة فنية محدودة في القطاع المصرفي، فشل خلالها ادارياً فشلاً ذريعاً من خلال سوء تعامله وتعدد شكاوى الموظفين ضده، حتى جاء اليوم الذي تم فيه اجباره على الاستقالة، ومن ثم تم تعيينه في هيئة حكومية مرموقة.

وبما انه لا يمكنه التكيف للعمل في مثل هذه الجهات، تكررت ذات القصة المتمثلة في شكاوى العديد من الموظفين ضده حتى قامت الادارة العليا وقررت اجباره على الاستقالة مجدداً لعدم تماشي مؤهله العلمي مع الوظيفة التي كان يشغلها... اخيراً حط رحاله في شركة تابعة للخطوط الجوية الكويتية في مجال مخالف لخبراته السابقة وفي منصب اعلى من قدراته العلمية والعملية، وتمكن من خلال منصبه من الحصول على صلاحيات مفتوحه بالتعيين وانهاء الخدمات والتلاعب بمصائر الموظفين من دون حسيب او رقيب وبدعم لا محدود من خارج الشركة... وان كان ذلك المصدر الخارجي لا يعلم بتلك السوابق الادارية السوداء فتلك مصيبة وان كان يعلم فالمصيبة أعظم ولكن الى متى؟

اعتقد انه حان الوقت لمحاسبة هذا الانسان غير السوي الذي يعد وجوده حلقة من حلقات مسلسل الفساد والتجاوزات والتعديات حيث تزايدت شكاوى الموظفين ضده وتزايدت استقالاتهم وتزايدت مأساتهم! وهذا الامر الطبيعي عندما يتم تعيين شخص في وظيفة «اكبر من حجمه».

وخزة قلم:

الى كل نائب إصلاحي في المجلس الجديد، اقول: اذا أردت ان تبر بقسمك وتحفظ حقوق الشعب والاموال العامة ووضع حد للفساد والتجاوزات، فإني مستعد للتعاون معك في أي وقت.

[email protected]