وجع الحروف

مصدر الرسالة...!

1 يناير 1970 09:58 ص
انتخب الشعب ممثليه وقدمت الطعون الانتخابية، والأحد المقبل ستحضر الحكومة بتشكيلتها الجديدة افتتاح دور انعقاد مجلس أمة 2016، وقد عادت الجموع الى مقاعدها بين متطلع لعهد جديد وبين من ينتظر الرد على الطعون المقدمة.

كنا نشدد على التمسك بالأطر الدستورية وأن ننأى بأنفسنا عن توزيع المناصب بعيدا عن قبة عبدالله السالم ولا بأس باللقاءات الأخوية بين النواب الجدد للتعارف وتبادل وجهات النظر. وبعد توزيع المناصب تكون اللقاءات مختلفة، فالأولويات يجب أن يتفق عليها بدءا بالأهم ثم المهم وهكذا.

أرجو أن يكون التعليم محل اهتمام من النواب الجدد. فرفع مستوى التعليم يرفع من مستوى ثقافة الجميع صغارا وكباراً، ويؤدي الى خلق جيل شبابي قادر على تحمل المسؤولية ومعالجة القصور من خلال اختيارات أفضل في المقبل من الأيام.

وفي هذه الأيام نستقبل الكثير من الرسائل بعضها مفيد وبعضها مغلف بطابع المصالح الضيقة والاثارة المفتعلة ومستقبل الرسالة يحدد انطباعه حسب مصدر الرسالة.

وفي الأيام القليلة الماضية تلقيت رسائل من فئة الشباب الباحثين عن تمثيل أفضل ورسم ملامح لمستقبلهم، وهو حق لا ينازعه عليهم أحد وقد يكون عامل قلة الخبرة أحد المعوقات في ايصال الرسالة الا اذا تم توجيهها بطريقة أفضل من باب لا ضرر ولا ضرار.

الشباب يستحق منا التقدير ومطلوب منا احتضان أفكارهم ومساعدتهم لبوغ غاياتهم الوطنية الصالحة.

الشباب هم من يرسمون ملامح العهد الجديد. لديهم الطاقة والعزم والحماس وقد تنقصهم الخبرة التي نستطيع تعويضها من خلال الطبقة المثقفة ممن يمتلك الخبرة والمعرفة.

لذلك تبقى الرسالة المنتظرة ومصدرها معلوم من شاب طموح يبحث عن من يسانده، وكم من شاب بيننا يتطلع الى متنفس لرأيه الحر بعيدا عن الآراء التقليدية التي ساهمت في تفشي الفساد الاداري والتيه الاجتماعي.

مارتن لوثر كينغ صاحب خطاب «لدي حلم»، يقول «المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار». والمفارقة العجيبة في الكويت، ان الأخيار لم يصمتوا انما مركبة الاختيار لم تقلهم الى حيث العطاء والانتاجية والقيادة التحولية التي يطمح الشباب الى بلوغها.

هذه الرسالة وأنا مصدرها... فهل من بيننا رجل رشيد يحتكم للعقل يا معشر الشباب؟

أوجه الرسالة للشباب الطموح. فالرسالة قبل رسم انطباعك عنها ومدى تقبلك لها من عدمه? يجب أن تتأكد من مصدرها. فان أتت من العقول النيرة المشعة بالحس الوطني ومن تمتلك الخبرة والمعرفة ومن تتصف بالنزاهة والحياد في تقييمه للأمور فلا بأس من قبولها!.

وطنك هو وطني... وأنتم يا معشر الشباب أمام مسؤولية تاريخية? فهل ستحققون المعادلة في حسن الاختيار وتضعون بصمتكم الصريحة والواضحة تجاه التغيير النوعي المطلوب؟ هذا ما نتمناه... والله المستعان.

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi