اعتبر أن ناخبيه مميّزون عن غيرهم «لأنهم صوتوا للمستقبل وكسروا المحاذير»
أحمد نبيل الفضل: لا أمثّل الأمة بل من انتخبني وصوتي في انتخابات الرئاسة... لمن يقنعني
| كتبت إسراء جوهر |
1 يناير 1970
01:14 ص
لا ضرورة لأن يكون النواب الشباب متوافقين في كل المواقف
المصلحة العامة تقتضي أن نتعاون جميعاً وأتمنى ترك «شغل اليهال وحاربني وأحاربك»
إذا تطرق أحد إلى حديث طائفي أو ضد مصلحة المواطن أو يخل بالوحدة الوطنية فأنا كوالدي «ستأتيه يد فرّاسة وفم»
أعتقد أن كل المواد التي قد يحصل بها لبس وتلامس الحريات في الدستور تحتاج إلى تعديل
نحن ندعو للتمسك بالدستور والذود عنه ثم يبدأ أحدهم بـ «الدوس ببطن الدستور» في بداية مشواره
أختلف مع والدي في هجومه على بعض رموز المعارضة وأتحدث مع السعدون بانتظام
كمواطن عانيت من التوظيف ... الإسكان والراتب ... لذا فإن المعارض الغني لا يمثلني
مستنداً على إرث والده، الملامح... الافكار... المبادئ... الجرأة... الأسلوب وايضا العداوات، جملة ما ورثه هذا الشاب من والده الراحل.
أحمد نبيل الفضل - النائب الجديد - الوافد إلى عالم السياسة من دائرة كان لوالده الاسبقية في تمثيلها برلمانيا، يحاول شق طريقه المتفرد وان تقارب نهجه مع نهج والده، إلا ان الاختلاف بينهما يتضح ويقول عن ذلك: «أتشابه مع والدي الراحل كثيرا، لكنني اختلف عنه ايضا بل وكنت اختلف معه ايضا، اعارضه وانتقده في كثير من الامور، فهو اصلا من علمني أدب الاختلاف».
الفضل القادم من عالم المال والاعمال ودراسة الاقتصاد، وجد نفسه بعد رحيل والده في مواجهة انتخابات تكميلية لمقعد النائب السابق نبيل الفضل لم يكن مستعدا لها تماماً، وان لم يكن بعيداً عن تأثيرات عالم السياسة بحكم قربه من والده واطلاعه على ما كان يدور في أتون ذلك العالم، وفي اولى تجاربه البرلمانية كانت خسارة الكرسي لصالح نائب جديد هو علي الخميس.
أحمد استفاد من درس الخسارة جيداً على ما يبدو وبدأ العمل على نفسه كما يقول، مؤكداً ان تبنيه شعار «فكر غير» لم يكن عشوائياً، بل بدأ بنفسه وبدأ في طرح جديد على الساحة السياسية، طرح قائم على ايجاد الحلول بطريقة علمية موضوعية مستفيداً من تخصصه الاقتصادي ويقول هو عن ذلك: «ما اختلف في هذه الانتخابات عن الانتخابات التكميلية هو انني خلال السبعة اشهر الفاصلة بينهما حاولت الخروج عن الشكل النمطي، وعملنا شيئا مختلفا لم يقم به احد، ولعل هذا التغيير هو ما دفع الناس للتصويت وجذبهم نحو صناديق الاقتراع».
الفضل... الذي بدا متفاخراً بناخبيه ومعتزاً بهم يؤكد على ان سبب اعتزازه بهم انهم مختلفون، تماماً كما شعاره القائل «فكر غير» بأن قاعدته الانتخابية هي ايضا «غير» ويعتبرهم «مميزين لأنهم كسروا كل قيود الانصياع المتوارثة... هم ابطال هم غير».
ويردف الفضل: «انا لا اعرفهم... لكنني اتساءل ما الذي جمع هؤلاء المختلفين؟ ما الذي وضعهم للمغامرة معي؟! الاجابة بكل تأكيد هي انهم تركوا خلفهم «كل التابوهات الموروثة» التي كان الناخب يصوت بناء عليها كالقبيلة والعائلة والطائفة، «هؤلاء انعتقوا من كل الصناديق المغلقة التي تحاصرنا، هؤلاء هم من يصوت للمستقبل».
ويكمل مستشهداً بموقف حصل مع احد الناخبين الذي قال له انه لا يصوت الا للشيعة، ولا ادري كيف اقتنعت وقمت بالتصويت لك، ليقول الفضل ان هذا التغيير هو اول الخط، عندما يغير احدهم فكره، وغداً ان لم يعجبك ادائي كنائب ستغيرني، لأنك انعتقت من القيود التي كانت تحصرنا في قوالب معدة وجامدة.
الفضل الذي سار على نهج والده في ما يخص الحملة الانتخابية حيث لا مقر انتخابيا ولا اعلانات باهظة الثمن في الشوارع، اضاف على ذلك كله فكره الشبابي مستغلاً وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع قاعدته الانتخابية يبث خلالها رسائله القصيرة المركزة التي يخاطب فيها عقل المتلقي بلغة الارقام التي يفهمها والتي يلخص من خلالها المشكلة وابعادها وحلوله المقترحة لها في اقل الحملات الانتخابية كلفة هذا الموسم كما يؤكد.
وكأنه يريد تأكيد فكرة التشابه الكبير بينه وبين والده خصوصا عندما يتعلق الامر بالجرأة في الكلام واستخدام اسلوب الصدق في الاجابة! فيقول عن منافسة رئاسة مجلس الامة التي ستجري بداية دور الانعقاد: «لدي ثلاثة مرشحين لكل منهم حظوظه، مرزوق الغانم، شعيب المويزري، وعبدالله الرومي وصوتي مقابل القناعة! من يرده فعليه ان يقنعني ما الذي سيقدمه خلال السنوات الاربع المقبلة. عليه ان يشرح اولوياته وخططه، ما الذي سيعمله وقت التصادم مع الحكومة؟ ولأي جهة سيميل؟! كيف سيشكل مكتب المجلس؟».
ولا يرى أحمد الفضل ضرورة في ان يكون النواب الشباب متوافقين في جميع المواقف، لكنه اكد على ان جملة من الاشياء لابد ان يتفقوا عليها لعل ابرزها اسراع الدورة المستندية في اجراءات الحكومة مثلا، او تطوير الرياضة، او تنويع مصادر الدخل، او عدد من المواضيع التنموية، ويردف: «قد نختلف في التوزير، وفي مواضيع الحريات وغيرها، لكن لنبدأ اولا بما نتفق عليه، وشخصيا جلست مع عدد من الشباب المعارضين لي قبل المتفقين معي، ومددت يد التعاون لهم جميعا، وهنا احب ان اقول ان ما فعله النائب محمد المطير اخيرا من دعوته لاجتماع خص به بعض النواب وتجاهل آخرين وانا منهم هو امر مستغرب ومستهجن، واتساءل عن تصنيفه لي فهل انا (تبع الحكومة)؟ ام انني اتلقى دعما معينا من احد؟! لماذا قطع حبال الوصل منذ البداية وتعمد الفرز؟!»، واكمل الفضل: «يبدو ان المطير يريد اعادة زمن (الجواخير) ايام المجلس المبطل الاول لكنه تطور وفق منطقته فتحول الجاخور الى ديوانية!».
واسترسل النائب الفضل في وصف اجتماع المطير بمجموعة من النواب بقوله: «لقد اقدم على نفس الفعل الآثم في محاولة لتفكيك المجلس وجعله متحزبا اقصائيا، فكيف يمكن ان تبدأ بالتعاون مع شخص بدأ دورته البرلمانية بعدم احترام النواب الآخرين؟! فهل يتوقع مني بهذا التصرف ان ابادله بالاحضان؟! عموما اتمنى على النواب سواء محمد المطير او غيره ان يهدأ ويترك (شغل اليهال وحاربني وأحاربك) لان المصلحة العامة تقتضي ان نتعاون جميعا».
ولم يختلف الفضل عن والده كثيرا في الحدة حيث يقول هو عن ذلك: «لقد جئت ووجدت عداوات جاهزة، وبالنسبة لي الأمر عادي، ومن يريد ان يقول رأيه فهو حر، اما اذا تطرق احد ما الى حديث طائفي او ضد مصلحة المواطن او يخل بالوحدة الوطنية فأنا كوالدي «ستأتيه يد فرّاسة وفم» وهو امر موجود بالجينات.
واذا كانت الطائفية والتصدي لها احد اهم القواسم المشتركة بين الفضل وابيه، فإن الاختلافات عديدة ايضا، لاسيما ما يتعلق ببعض رموز المعارضة التي يرى احمد ان مهاجمة بعضهم من الراحل نبيل الفضل كانت مبالغا فيه، وكذلك قضية الرياضة التي لم تكن اولوية لدى الراحل بينما يرى أحمد انها قضية خطيرة ومهمة على كافة الاصعدة السياسية والاجتماعية والنفسية كذلك الامر بالنسبة للفنون والمسارح واثارها المنعكسة على المجتمع.
ورغم انتقاد الفضل لوالده في بعض الامور التي كان والده من يشجعه على ابداء الرأي والاختلاف الا انه - اي الفضل الابن - دافع عن الاتهامات التي طالت والده وابرزها حدة طرحه ضد خصومه، معتبرا ان «اسلوب الراحل وان كان حادا إلا ان المنطق كان على الدوام حليفه، وهذا ما جعل الآخرين ينصتون له حتى لو شكل له ذلك عداوات من اي نوع».
احمد ابن القطاع الخاص، الشاب الذي يقلق حيال الراتب، ويقلقه هاجس البطالة، بيت العمر، المستقبل، وجد نفسه نائبا في مجلس الامة. يقول عن هذا الاختلاف: كنت كبقية الشباب اتابع الاحداث السياسية، لكنني ربما وبحكم احتكاكي بوالدي فقد عرفت بعض خباياها، واليوم كنائب اعتقد ان القيود تزيد، ذلك انك لا تمثل نفسك فحسب، بل تمثل من انتخبك، ربما ما كان مقبولا كمظهر بسيط مثلا لم يعد مناسبا الان، كذلك الالفاظ والكلمات كلها محسوبة، والاندفاع والتلقائية تتقيد، بالتالي (نائب) يعني مسؤولية.
ولأحمد مفاهيمه الخاصة فهو يرى ان مصطلح «ممثل الامة» امر مغلوط، ذلك ان النائب هو ممثل فقط عن الناخب الذي اختاره لكنه - اي النائب - يعمل للصالح العام ولجميع المواطنين، يقول عن ذلك: «انا لا امثل الامة، انا امثل من اختارني، لكنني اعمل من اجل الصالح العام، والا يُهضم حق اي فرد مهما كان انتماؤه، وسواء كان ناخبا مصوتا ام لا»، والا اظلم من لم يخترني ولا افضل عليه الآخرين»، وهو ما يُقسم عليه كل نائب.
وتماشيا مع التطور والجيل الجديد يرى الفضل بوجوب تعديل الدستور، خصوصا وان الدستور بنفسه يدعو لذلك، لكنه استنكر دعوات التيارات الاسلامية لتعديل المادة الثانية من الدستور ويرى انها دعوات للاستهلاك الاعلامي فحسب، اما عن رأيه حول المواد التي تحتاج لتعديلات في الدستور فأجاب: «اعتقد ان كل المواد التي قد يحصل بها لبس وتلامس الحريات تحتاج الى تعديل، كذلك المواد الاجرائية كعدد النواب مثلا المحصور بخمسين نائبا لاسيما وان البلد كبر وعدد السكان زاد».
اما في ما يخص آلية التصويت ونظام الصوت الواحد الذي اثير حوله اللغط، فقد اكد الفضل ان «الصوت الواحد هو خيار صحيح وطبيعي ومعمول به في كل الديموقراطيات العريقة واتاح الفرصة امام الكثيرين ليمارسوا حقهم في البرلمان بعدما كان يهضم ذلك الحق مقابل كثرة القبيلة مثلا»، اما التجديد الذي يدعو له الفضل والذي يتوافق فيه مع ثلة من النواب الشباب فهو نظام القوائم النسبية او حتى تغيير عدد الدوائر الانتخابية وتوزيعها.
وختم الفضل حديثه مع «الراي» بانتقاد - تماما كما بدأ - معلنا استغرابه من اعلان النواب ومن قبل ذلك المرشحين عن تصويتهم عن الرئاسة فقال: «استغرب ان يبدأ نائب حياته البرلمانية بمخالفة دستورية! ذلك ان التصويت على رئاسة المجلس امر سري ولا يمكن الجهر به لكنني اعزي ذلك لقلة الخبرة ربما»، وأردف: «نحن ندعو للتمسك بالدستور والذود عنه ثم يبدأ احدهم بالدوس ببطن الدستور» في بداية مشواره!
المعارضة صنيعة حكومية وأكذوبة كبرى... تصحى
من النوم تلقى روحك معارض
رد النائب أحمد الفضل على سؤال عن تواصله مع رموز المعارضة، بالقول: «أرى العم بو عبدالعزيز- احمد السعدون - بشكل اسبوعي في الدواوين وله مني كل التقدير، اسلم عليه واتحدث معه ولا مشكلة لدي ضده. اما مسلم البراك فهو في السجن، بقية المعارضين اما مهاجرين وإما مهجرين لا يمكن التواصل معهم!
ثم اي معارضة؟! لم يبق معارضة، ولم توجد معارضة من بعد الغزو الا كصنيعة حكومية - كما يقول عادل الزواوي».
واضاف: «معارضة غنية ومرفهة فقط لدينا، اين المعاناة؟ ام انها معارضة حكم ويريدون ان يحكموا؟ انا كمواطن اعاني كحال بقية المواطنين من التوظيف من الراتب والغلاء، اما المعارض الغني المنغمس بالعسل والحليب لا يمثلني ولا يعاني مثلي وبالتالي لا يمكن له التحدث بلسان حالي، واذا كانت هناك قضايا كثيرة صحيحة أثيرت فلم يوجد الاشخاص المناسبين لحمل لواء القضية».
وأكمل الفضل: «المعارضون الجدد صنيعة حكومية، كلهم يأخذون من الحكومة اموالاً طائلة، كلهم اصحاب مزارع وشاليهات، ومن نزل منهم بالانتخابات اسألوه: من اين لك كل اسبوع 70 الف دينار لتضع اعلانات بهذا الحجم في الشوارع؟ من اين يأتيك الدعم؟ من الحكومة؟ فهل تدعم الحكومة معارضا مثلاً؟ الا اذا كان الامر كله اكذوبة كبرى تقوم بها الحكومة لصنع معارضة وهمية لتظهر امام العالم ان لها اعداء ومعارضين».
وتساءل عن النواب الجدد الذين اعلنوا انفسهم كمعارضين قبل ان تتشكل الحكومة حتى او ان تطرح برنامجها معلقاً بقوله: «من دون وجود موضوع تعارض عليه،( تصحى من النوم تلقى روحك معارض)؟».
تقنين صلاحيات الوزراء
علق الفضل على الحكومة والتشكيل الحكومي المرتقب بقوله: «ليس المطلوب ان يكون رئيس الوزراء شابا - ولو انني اتمنى ذلك - لكن من الضروري ان يكون الوزراء شبابا، مضيفا: بالنسبة لحكومة سمو الشيخ جابر المبارك السابقة فإن من يدير الوزارات فعليا هم الوزراء انفسهم لا رئيس الوزراء الذي منحهم صلاحيات كبيرة ولم يحاسبهم، لذلك فإن اللامركزية التي يتعامل بها جابر المبارك مع وزرائه لا بد ان تقنن».