حوار / أحدث وجه كويتي يقتحم الساحة الفنية بالمشاركة في مسلسلين
هدية بدر لـ «الراي»: لعيون الفن... هجرتُ العلوم
| حاورها مفرح حجاب |
1 يناير 1970
06:01 م
أتمنى أن يجمعني «دويتو» تمثيلي مع عبدالله الطراروة أو شجون الهاجري أو فاطمة الصفي
لم تستطع مقاومة عشقها للتمثيل الذي سكن وجدانها منذ الصغر.
وبعد ثلاثة أعوام دراسية في كلية العلوم، اكتشفت أن عليها التوقف في مفترق طريقين لاختيار أحدهما، فإما مواصلة دراستها للعلوم، وإما البدء من جديد لدراسة التمثيل، فانحازت إلى الفن والدراما والأضواء، متخليةً عن الطريق الأول الذي لم تجد نفسها فيه.
إنها الفنانة الكويتية الشابة هدية بدر، التي التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لكي تدرس ما تُحب، وفقاً لتعبيرها، مشيرةً إلى أنها - بعدما بدأت تضع قدميها على طريق الدراما - تتمنى أن تحقق حضوراً لافتاً على الساحة الفنية.
«الراي» تحاورت مع هدية بدر، فكشفت الغطاء عن أنها لن تتخلى عن الفن من أجل الزواج، مردفةً: «إن من يريد الزواج مني يجب أن يقبلني بشخصيتي ويقتنع بعملي الذي أحبه وضحيت من أجله»، ومشددةً على «أن الزواج قسمة ونصيب في نهاية المطاف».
هدية بدر وصفت العمل في المجال الفني بأنه ممتع، وإن كانت تتخلله إحباطات عليها مواجهتها بين الوقت والآخر، منتقدةً ظاهرة «الغروبات» التي تضمن لأعضائها عملاً دائماً على حساب أشخاص آخرين ربما يكونون أكثر تميزاً واستحقاقاً، ومتمنية أن تكون طرفاً في دويتو تمثيلي مع عبدالله الطراروة أو شجون الهاجري أو فاطمة الصفي... إلى جانب تفاصيل أخرى تأتي في هذه السطور:
• هل مسلسل «تعبت أراضيك» أول تجربة لك في الدراما؟ ـ نعم، هذه أول تجربة لي أمام الكاميرا، لكنني موجودة في المسرح بحكم أنني طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وشاركتُ في أحد المهرجانات داخل الكويت مع الفنان عبدالمحسن العمر، وشاركتُ في مهرجان الشارقة من خلال مسرحية «ألِيس في بلاد الأقزام»، وأخيراً كانت لي تجربة جميلة مع الفنانة هدى حسين من خلال مسرحية «عائلة آدم» التي عرضت في بداية هذا الموسم المسرحي، وهي من بطولة الفنان القدير عبدالرحمن العقل والفنانة سحر حسين، إلى جانب الفنانين جواهر وأوس الشطي ويوسف الحشاش، وكانت من الأعمال المتميزة.
• كل من يعمل في التمثيل يحبه، فهل أنت كذلك، أم أنك أحببته أولاً؟ ـ أنا منذ الصغر أحب التمثيل، والدليل أنني درستُ في كلية العلوم بجامعة الكويت ثلاث سنوات، ثم قررت التوقف والتخلي عن دراسة العلوم، كي أتجه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، لأنه متخصص في الفن الذي أحبه، فأنا لم أدخل المعهد لمجرد الدراسة أو الحصول على شهادة فقط، وإلا كنتُ واصلتُ في كلية العلوم... لكنني لم أستطع مقاومة رغبتي العارمة في دراسة فنون الدراما، وذلك لحبي الشديد للتمثيل.
• لكن التمثيل ما زال يؤثر في مستقبل الفتاة، وبالتحديد بشأن الزواج والاستقرار... ألم يسبب لك هذا الأمر قلقاً ما؟ ـ أنا مؤمنة بأن قضية الزواج «قسمة ونصيب»، سواء كنتُ أعمل في هذا المجال أو في أي مجال آخر.
• لكن إذا تقدّم لك شخص لا يرغب في أن تواصلي عملكِ في التمثيل، فهل توافقين على الاعتزال المبكر للفن؟ ـ أعتقد أنني لن أكف عن التمثيل طوال عمري، ومن يرغب في الزواج مني لا بد أن يكون راضياً ومتقبلاً لعملي فيه، فأنا الآن بدأت أولى خطواتي، وأفكر في إنجازات أحققها في المستقبل من أجل الوصول إلى مرحلة معينة، لذلك من المستحيل أن أتوقف عن التمثيل، خصوصاً أنني تخليت لأجله عن ثلاث سنوات من الدراسة في كلية العلوم.
• حتى لو كان للزوج المفترض رأي مختلف؟ ـ أنا مستمتعة بالتمثيل، ولدي اقتناع بأنه إذا كان شخص ما يحبك، فلا بد أن يتقبلك ويحترم مكونات شخصيتك ووجهة نظرك.
• وما الشخصية التي تقدمينها في مسلسل «تعبت أراضيك»؟ ـ أجسد شخصية زينة التي تحب الفنان حسين المهدي، والتي بسببها تشتعل الأحداث في المسلسل بين المهدي وزوجته فرح.
• هل سيكون لهذا الدور تأثير كبير في المسلسل؟ ـ حتى أكون صادقة معك، دوري بسيط، وقد ترفضه ممثلات كثيرات، لكنني مؤمنة بأن الإنسان لا بد أن يصعد السلم بشكل متدرج، كي يحصل على القدر المطلوب والضروري من الخبرة والمعرفة والشهرة، فلم أعترض على قلة مساحة الدور، لأن هذه الفرصة تحديداً فتحت أمامي أبواباً كثيرة، والدليل أنني أخذت دوراً في مسلسل جديد آخر هو «ذكريات لا تموت» من إخراج منير الزعبي، وأصور مشاهدي فيه حالياً.
• هذا يعني أنكم جيل محظوظ، وليست فرصكم قليلة كما يقال؟ ـ القضية ليست قضية حظوظ، ولكن كل شخص وقدرته على بذل الجهد، وإتقانه في عمله، وبالمناسبة في كل جيل يعمل في الفن هناك أشخاص يبذلون جهوداً كبيرة، ويشتغلون على تطوير مواهبهم من أجل أن تكون لهم مكانة متميزة، وبالتالي يبحث عنهم الجميع.
• ماذا أعجبك في الوسط الفني؟ ـ عملية الاستمتاع بالعمل، والأهم هو أنني أعيش حالات كثيرة في شخصيات مختلفة، وفي أوقات لم أتعود عليها في الحياة العامة، وهذه كلها تجارب، وأمر جميل أن يشعر الإنسان بهذه الحالات.
• وما الأمور التي أزعجتك من الوسط؟ ـ الإحباط. فمثلاً حدث معي موقف ما زلت أقرأ تفاصيله مع نفسي حتى الآن، حيث حصلت على دور بطولة، وبعدما اشتعل الأمل في قلبي، فوجئتُ في يوم وليلة بالمخرج يقول لي: «أنا خايف لأنك جديدة». وتساءلت: لماذا لا تثقون بقدراتي، ألم يكن من المفترض أن يُخضعني للتجربة أولاً، ثم يحكم على موهبتي.
• هل ترَين أن «الغروبات» والشللية في الفن أفضل، لأنها تجعل الفنان يعمل من خلال زملائه؟ ـ القضية أنها قد تحرم أشخاصاً ربما يكونون أفضل من أعضاء «الغروب»، وهذا فيه نوع كبير من الظلم.
• ما أكثر ما يخيفك من الفن؟ ـ لا يوجد ما يخيفني، لأنني أسير في طريق واضح.
• وهل اعترض أحد من الأهل على دخولك المجال الفني؟ ـ إطلاقاً، لأن هذا الأمر أحبه.
• من قدوتُك في الساحة الفنية؟ ـ الفنانة باسمة حمادة، وأتمنى أن أصل إلى خبرتها ومكانتها في الفن.
• من الفنان الذي تمنيت أن تقدمي معه «دويتو» في التمثيل؟ ـ الفنان عبدالله الطراروة، فهو فنان متميز ومجتهد، وأتمنى أن يجمعني معه عمل، أو مع شجون أو فاطمة الصفي، فأنا أحب تمثيلهم واجتهادهم.
• هناك الآن شغف في الكويت بالعمل في السينما. فهل فكرتِ في التمثيل السينمائي؟ ـ جميل أن يجرب الفنان كل شيء، وأنا الآن لدي عرض للعمل في فيلم سينمائي، وأتمنى أن يكون دوراً متميزاً حتى تكون تجربة تستحق المشاركة فيها.