حوار / يحضّر «كاريكاتور» لعرْضها في ديسمبر

روميو لحود لـ «الراي»: نصحتُ كليمانس أشقر بأن ترتاح

1 يناير 1970 05:54 م
أعطي دائماً فرصة للمواهب الجديدة

«كاريكاتور» سياسية ولا نعمل على انتقاد أحد بل نُظهِر أشخاصاً يحكمون العالم بأسلوب كاريكاتوري

اعتمدتُ الكوميديا المبكية في المسرحية

كل المسؤولين عم يمشوا بالتدجيل والغلط

الشعب اللبناني طيب كثيراً... بس شيل الزعماء عنه

الجمهور سيعلم عمن نتكلم وإلى مَن نشير لكن لا يمكننا الانتقاد المباشر فهذا العمل ليس «شانسونييه»
شرّع المخرج مصمم الاستعراضات الكاتب والملحّن والمنتج اللبناني روميو لحود أبواب تجربة مسرحية جديدة يعمل عليها حالياً لعرضها خلال ديسمبر المقبل. وكعادته، يراهن لحود الذي أثرى الفن اللبناني على مدى أعوام طويلة وحتى يومنا هذا بأعمال حفرتْ في الأذهان في عمله الجديد على الجمهور.

وفي الوقت الذي لفت في حوار مع «الراي»، إلى أنه يعطي دائماً الفرصة للمواهب الجديدة لتعمل معه، لإيمانه بأن الأمل موجود بالشباب، كشف عن أنه نصح البطلة السابقة للعرض الجديد كليمانس أشقر بالراحة، مؤازراً لها في قرار الانسحاب الذي اتخذته لعدم قدرتها على الاستمرار بالالتزام كونها أمّاً لطفل يبلغ من العمر عشرة أشهر.

ويرى لحود، الذي تنطبق عليه مقولة «مع الوقت بيجوهر الإنسان»، والذي رسّخ وجوده على الساحة الفنية منذ ستينات القرن الماضي حيث قدّم أعمالاً جديرة بالاحترام والتقدير، ليصبح مع مرور الوقت قيمة فنية لبنانية رفيعة المستوى ويحتذي بها كل الطامحين لتحقيق النجاح الفني، أن الجمهور هو الرهان الباقي والرابح للفنان والمبدع، لذا يحرص على أن تكون بطاقات مسرحه في متناول الجميع.

«الراي» حاورت لحود الذي أفصح عن تفاصيل عمله الجديد في الحوار الآتي:

• أخبِرنا عن العمل المسرحي الجديد الذي تحضّر له؟

- المسرحية الجديدة تحمل اسم «كاريكاتور» وستمتدّ على مدى ساعتين من الوقت، وسيبدأ عرضها في التاسع من ديسمبر المقبل على خشبة مسرح «الفنون» وهو الذي أعدتُ تأسيسه وترميمه.

• عم تتحدث هذه المسرحية؟

- هي مسرحية سياسية، ونحن لا نعمل على انتقاد أحد، بل نُظهِر أشخاصاً يحكمون اليوم في العالم بأسلوب كاريكاتوري. المسرحية مضحكة جداً، لكن من دون شك سيحزن المُشاهد بسببها في الوقت نفسه.

• إذاً تعتمد الكوميديا المبكية في هذا العمل؟

- هذا صحيح. لا شك في أن الكاريكاتور المعتمَد في هذه المسرحية مضحك جداً، ونحن نعمل على تقديمها بأسلوب يريح الجمهور طوال فترة عرْضها. إلا أنه يوجد تعاسة كبيرة خلف هذا الضحك مردّها الى أن كل المسؤولين الموجودين سواء في الغرب أم في الشرق أو حتى في بلدنا لبنان ليسوا قادة. كما يَظهر في هذه المسرحية جيلٌ جديد لا يقبل بهذا الواقع.

• وهل تغوص المسرحية في أعماق السياسة اللبنانية؟

- أنا أشير من خلال المسرحية الى أخطاء السياسيين في لبنان وغيره من البلدان أيضاً. ليس للمسرحية مكان معيّن ولا حتى زمان معيّن، إنما تَعْرض قصة أشخاص وهم الذين يحكمون بلاداً كثيرة وتظهر تصرّفاتهم في إدارة شؤون بلادهم، وهنا الجمهور سيعلم عمن نتكلم وإلى مَن نشير أيضاً. لا يمكننا العمل على الانتقاد المباشر لأيّ من الموجودين في هذا الوقت، فهذا العمل ليس «شانسونييه».

• ولماذا لم تركز على انتقاد أخطاء السياسيين في لبنان؟

- «يعني... إلك تحلّل وتشوف» (يضحك). لا ينطبق موضوع المسرحيّة على لبنان فقط. فاليوم لا يتمتع الرؤساء حول العالم بالمستوى القيادي الذي كان موجوداً عند الحكام في الماضي، فلا يوجد كينيدي اليوم ولا ديغول كما أنه لا يوجد أشخاص يستطيعون تولي مسؤولية الناس «ويمشوهم مثل ما لازم، فالكل عم يمشي الآن بالتدجيل والغلط».

• ما الذي دفعك إلى تقديم هذا الموضوع وفي هذا الوقت؟

- والله ما بعرف... طلع معي هيك.

• هل لأنه طفح الكيل من السياسة والسياسيين في لبنان؟

- من الممكن أنه طفح الكيل من كل ما يحدث في كل العالم. لم يعد بإمكان الإنسان أن يرتاح، والشعب طيب كثيراً، «بس شيل الزعماء عنه وستلحظ ذلك». وفي لبنان كل شيء يتغيّر بسبب الخطابات والخلافات السياسية الـ «بلا طعمة».

• لكن الشعب اللبناني هو مَن يسمح للزعماء الموجودين بالتلاعب به؟

- «معتّر هالشعب». الشعب اللبناني «معتّر» وينقصه الكثير من الأشياء فانظر إلى أين أوصلتْه الحرب.

• وإلى أين أوصلنا الزعماء بلبنان في رأيك؟

- إلى حيث ليس لديك قوة «وما عندك شي» سوى الجيش اللبناني.

• على مَن تقع المسؤولية في ذلك؟

- يعمل كل مسؤول على أن «يشدّ الحْرام صوبه وكل واحد بدو يتغطى أكثر من غيره»، فهل يتفقون بين بعضهم البعض على أي موضوع؟، في المقابل تجد هذا الواقع في كل دول العالم حيث إن الكبير يأكل الصغير الآن ومن دون تردد.

• هل عملتَ على تعديل نص المسرحية بعد انتخاب رئيس للجمهورية وبعد تلك الأجواء الإيجابية التي عصفت بلبنان؟

- «شويّ صغيرة يعني». تغيّر شيء بسيط على نص المسرحية «بس ما في شي مهم». في المقابل وبعدما كان الـ «Affiche» السابق للمسرحية يضمّ صورة الرئيس، عملنا على تغييرها لأنه ممنوع علينا الآن المساس بهذا المنصب.

• بالعودة إلى المسرحية... لم تخبرنا عن الممثلين المعتمَدين لها؟

- يلعب دور البطولة في هذا العمل كلٌّ من الممثل طارق تميم والممثلة سيدرا عيد، كما يوجد عدد كبير من الممثلين الجدد أيضاً كجاد قطريب وعصام مرعب.

• ما سبب اعتمادك على هذا الكمّ من الوجوه الجديدة؟

- أعتمد هذا الأسلوب منذ بداية مشواري الفني، بأن أعطي دائماً الفرصة للمواهب الجديدة فالأمل موجود بالشباب وليس بنا.

• لاحظنا غياب الفنانة ألين لحود عن هذا العمل فما السبب؟

- ليس لألين دور مناسب يليق بها في هذه المسرحية، وهي في المقابل لديها انشغالاتها، ولذا تركتُها لترتاح وذلك حتى تشارك السنة المقبلة في مسرحية جديدة وحينها «بتكون معمولة لإلها».

• انسحبتْ ملكة جمال لبنان السابقة كليمانس أشقر من المسرحية بعدما بدأت في إجراء البروفات معكم... ما السبب؟

- كانت «شويّ صعبة عليها هالتجربة». هي حاولت الالتزام معنا، لكنها لم تستطع، فأنت تعلم أنها أمّ لطفل يبلغ من العمر عشرة أشهر. ولذا «بدها تكون تعبت ولهيك ما قدرت تكمل». وهنا أذكر لك أنها كانت حزينة جداً على اتخاذها لهذا القرار، لكن في النهاية نصحتها أنا أيضاً بأن ترتاح.

• وهل تعتقد أن انشغالها العائلي هو السبب الوحيد وراء اعتذارها؟

- نعم، فلا أعتقد أن لديها سبباً آخر. لقد تعبتْ، فالعمل صعب عليها، خصوصاً أن لديها طفلاً، كما أنني صعب قليلاً خلال التمارين، والبروفات كثيرة وكنا نتأخر بسببها. فكليمانس كانت تعود إلى منزلها حوالي الساعة 2 فجراً كل يوم، وهذا صعب عليها حكماً ومن الممكن أنها غير معتادة على هكذا نمط في العمل وعلى هذا القدر من التعب، فالعمل المسرحي صعب خصوصاً معي.

• وجاءت سيدرا عيد إذاً كبديلة عن كليمانس أشقر؟

- نعم، وسيدرا «ما في أطيب منها أبداً»، وهي لا تقلّ جمالاً عن كليمانس، كما أنها تغني وترقص وتمثّل، «يعني شغلتها وليست جديدة على الكار».

• ما الجهة التي تتولى إنتاج المسرحية؟

- هناك شركة تهتمّ بهذا الموضوع وهي ستعرّف عن نفسها من خلال الدعاية التي ستعتمدها لهذا العمل.

• وهل تكاليف المسرحية كبيرة؟

- هي عمل كبير جداً، حيث ستضم نحو 50 ممثلاً، هذا عدا التقنيين والأشخاص الذين يعملون في الكواليس. لا أستطيع الإعلان عن تكاليف المسرحية، لأننا ما زلنا في طور التحضير لها وتجهيزها، لكن وفي المقابل أستطيع أن أفصح لك أن مسرحية «بنت الجبل» التي استمرّ عرضها نحو 6 أشهر وصل مجموع تكاليفها إلى 750 ألف دولار، لكنها استطاعت تغطية هذه الكلفة وتحقيق أرباح أيضاً، الحمد لله.

• وماذا عن أسعار التذاكر المخصَّصة لحضور المسرحية؟

- «الناس ما معها مصاري»، وأهتمّ للشعب الذي هو أساس لبنان. وأعتقد أنه يجب أن تتاح له فرصة على الأقل للذهاب ولو مرة واحدة خلال السنة لمتابعة مسرحية يفرح بها، ولهذا ستكون هناك أسعار مناسِبة للجميع، فمسرحي كبير وهو يضم 700 كرسي.

• وهل وضعك المالي صعب؟

- هو ليس سيئاً، لكن لم يعد بمقدورنا الإنتاج والدخول في مصاريف كبيرة.