حوار / «رسالتي ليست سياسية... بل إنسانية وأوجّهها من خلال أعمالي»
باسم ياخور لـ «الراي»: مستقبل سورية... العلم عند الله
| بيروت - من سامر القلعجي |
1 يناير 1970
04:35 م
الدراما السورية تحاول بشقّ الأنفس أن تكمل وتستمر
أنا عائلي بامتياز و«بيتوتي» جداً ويجمعني حب استثنائي بزوجتي
«مذكرات عشيقة سابقة» لا يعبّر كثيراً عن قصة المسلسل
«رسالتي إنسانية وليست سياسية، وأوجّهها من خلال أعمالي».
رغم هذه اللهجة القاطعة التي حاول من خلالها التنصل من الحديث في السياسة، إلا أن الفنان السوري باسم ياخور وجد نفسه منغمساً في أوضاع بلاده شأنه شأن كل فنان سوري. ياخور، وفي حواره مع «الراي»، عبّر ضمنياً عن الحالة الضبابية التي تعكسها الأوضاع في وطنه.
ولدى سؤاله عما إذا كانت سورية ستعود كما كانت في السابق، رد بالقول: «العلم عند الله، لكنني أتمنى ذلك». لكنه لدى حديثه عن الدراما السورية كان أكثر وضوحاً، وهو يقرر مطمئناً أنها «تحاول بشقّ الأنفس أن تكمل وتستمر». وتحدث ياخور عن مسلسله الجديد الذي شرع في تصويره «مذكرات عشيقة سابقة» وعن حياته الخاصة وعشقه لزوجته، وقضايا أخرى عديدة. وفي ما يلي نص الحوار:
• ما الذي دفعك للمشاركة في مسلسل «مذكرات عشيقة سابقة»؟
- الدور والورق بشكل عام، وهما طبعاً النقطة الأولى التي تشدّني لأيّ عمل فني. هذا المسلسل ظريف ويتمحور حول قصة جميلة، كما أن الدور الذي سأجسّده مهمّ أيضاً. من الواضح أن الشركة المنتجة للعمل «Mars Media Production» تعمل بزخم قوي جداً، خصوصاً أن هذا المسلسل هو عملها الأول، أي أن القيّمين على الشركة يريدون أن يثبتوا نجاحهم من خلاله، وهذا جيد بالنسبة إليّ. وفي المقابل، اطلعتُ على أسماء الممثلين المشاركين في العمل وعلمتُ أن هشام شربتجي هو مخرجه، وبالتالي أصبحتْ كل العوامل في هذا العمل مُطَمْئنة بالنسبة إليّ، بالإضافة إلى النص الجميل الذي قرأتُه.
• «مذكرات عشيقة سابقة» عنوان لافت نسبةً إلى العالم العربي؟
- لا أعتبر أن هذا العنوان يعبّر كثيراً عن قصة العمل، فهذا الأخير بالنسبة إليّ هو أشمل بكثير من أن ينضوي تحت هذا الاسم.
• إذا انتقلنا إلى حياة باسم ياخور وبحثنا في «مذكرات عشيق سابق»، فماذا سنجد؟
- في هذه الناحية «ما بيطلعلك أي شي».
• لماذا؟
- لأنني رجل عائلي بامتياز و«بيتوتي جداً»، كما أن الذكريات التي أعتزّ بها وأقف عندها في حياتي هي تلك الذكريات العائلية، وذكرياتي إلى جانب شريكة حياتي. لقد عشتُ قصصاً من هذا النوع في الماضي، لكنني اليوم أتكلم فقط عن حالة الحب لشريكة عمري، خصوصاً بعدما مضى 12 عاماً على ارتباطنا، وبالتأكيد بقينا معاً طوال هذه الأعوام لأنه يجمعنا حب استثنائي.
• نجد أن حياتك العائلية بعيدة نسبياً عن الإعلام، ما السبب؟
- «أفضل، هيك أفضل». ومَن قال «انو كل شي عند الممثل المفروض يكون على الإعلام؟»، أين الخصوصية إذاً؟ وإذا تم التداول في خصوصياتك عبر وسائل الإعلام «فشو صارت قيمة حياتك الخاصة؟»، وأين الأهمية في مثل هذا الفعل؟
• كيف تنظر إلى الحالة الفنية العربية في هذا الوقت؟
- الآن هناك صعوبة طبعاً، فصناعة الدراما هي جزء من كل تلك الحالة الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة في ظل الحرب التي نعيشها. وهنا لا أتكلم فقط عن سورية، بل أشير إلى دول عديدة في هذا السياق. الإنتاج لم يعد كما كان في السابق، تماماً كحالة التسويق، كما أن هناك أزمة إبداعية، «انو عن شو بدك تحكي، وعن شو بدك تكتب، وكيف مطلوب منك تتجاهل كل شي عم يصير حولك وعدم ذكره وأن تتكلم عن قصة حب؟ انو هيك ونقطة وانتهى الموضوع». نعاني اليوم أزمة إبداعية وأزمة في التسويق.
• لكن مجرد ذكر الأزمة السورية في أي عمل فني، فهذا من شأنه أن يؤجج الصراع بين المعارضين والموالين للنظام؟
- أبداً. أخالفك الرأي هنا. يمكنك أن تتناول هذا الموضوع من زوايا عدة وبموضوعية تامة وألا تدخل في هذه الحالة من الاصطفاف. وبالإمكان تَناوُل الانعكاس الإنساني لما يحصل في سورية، وهذا الأهمّ. ما ذكرتَه في سؤالك نراه يومياً في نشرات الأخبار، أما الانعكاس الإنساني، فهو الأهمّ وهو ما يجب أن تتكلّم عنه الدراما خصوصاً السورية، وإلا ستكون دراما كاذبة ومفبركة أي ستكون دراما على شكل «Carte Postale».
• إلى أي مدى تجد الدراما صادقة في ما تقدّمه في هذا الوقت؟
- هناك أعمال صادقة و«كثير كويسة» ومهمة.
• وماذا عن الدراما السورية؟
- مضت عدة عقود على وجودها، وبالتالي هي تملك أساسات ثابتة. لم تجد الدراما السورية الحلول والمخارج لأزمتها الحالية، بل هي تحاول بشق الأنفس أن تكمل وتستمر، فهناك صعوبات كثيرة تواجهها. وفي النهاية هي صناعة وجزء من الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي تدهورتْ.
• ما الرسالة التي توجهها كمواطن سوري؟
- رسالتي أوجهها من خلال أعمالي ولا أقولها عبر وسائل الإعلام، فهي ليست سياسية بل إنسانية. ولهذا السبب أفضّل توجيهها من خلال أعمالي، ولا أريد التكلم في السياسة.
• هل ترى أن «الفرَج» قريب على سورية؟
- إن شاء الله تُفرَج، أما إن كانت سورية ستعود كما كانت في السابق فالعلم عند الله، لكنني أتمنى ذلك.